اخبار تركيا

العربدة الصهيونية من محرقة غزة إلى سواحل مالطة… هل يدفع العرب الجزية لنتنياهو؟!

إسلام الغمري خاص اخبار تركيا

في زمنٍ أصبح فيه الدم الفلسطيني مباحًا، والعواصم العربية مرتعًا للطائرات الصهيونية، نعيش فصلًا جديدًا من فصول العربدة الإسرائيلية، لا تخجل فيه دولة الاحتلال من قصف أطفال غزة، ولا من استهداف الضاحية الجنوبية في بيروت، ولا من ضرب محيط القصر الجمهوري في دمشق، بل وتتمادى أكثر… لتضرب في عرض البحر المتوسط سفينة تبحر بسلام تحت علم الإغاثة والكرامة، وعلى متنها أكثر من ثلاثين ناشطًا حقوقيًا، على بعد أميال من سواحل مالطة!

أي وقاحة سياسية هذه؟! وأي دعم دولي يتلقاه هذا الكيان المارق ليتمادى هكذا بلا رادع؟!

غزة تحترق… والصمت دولي وعربي

مئات الشهداء في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، أحياء بأكملها تُسوّى بالأرض، المستشفيات تُقصف، والمساجد تُدمر، وتُمنع عنها الإغاثة والماء والكهرباء… كل هذا يحدث تحت سمع وبصر ما يسمى بـ”المجتمع الدولي”، بل وبتواطؤ من أنظمة عربية باتت ترى في “إسرائيل” حليفًا لا عدوًا!

لبنان تُضرب في العمق… والحجة: إرسال الرسائل

ضربات صهيونية تتوالى على جنوب لبنان، وتطال الضاحية الجنوبية وقرى البقاع، والهدف المعلن ليس ردع المقاومة، بل “إرسال رسائل للداخل والخارج” بحسب الرواية الإسرائيلية. رسائل مَن؟ ولِمَن؟ ومِن أين تستمد هذه الوقاحة والجرأة على انتهاك السيادة اللبنانية بلا رد ولا رادع؟!

سوريا… قصورها تحت نيران العدو القديم

استهداف محيط القصر الجمهوري في دمشق ليس مجرد رسالة عابرة، بل هو إعلان صارخ بأن الصهاينة لم يعودوا يخشون حتى الرمزية السياسية للدول العربية. لم يكتفوا بقصف مواقع عسكرية كما كانوا يزعمون، بل ذهبوا إلى رموز الحكم والدولة، فهل وصلنا إلى هذا الحد من الانهيار والضعف؟!

حتى البحر لم يسلم… وأسطول الحرية يُقصف قبالة مالطة

إن استهداف سفينة إنسانية تحمل نشطاء دوليين في عرض البحر الأبيض، يُعد عدوانًا سافرًا على القوانين الدولية والإنسانية، وجريمة يُفترض أن تُحرّك البحار قبل الشعوب. لكنها مرت كما غيرها… بلا محاكمة، ولا عقاب، ولا موقف يُذكر سوى بعض التصريحات الخجولة!

تركيا… هل أُُنذرت بالرصاص؟!

كل هذه الرسائل ليست موجهة لغزة أو بيروت أو دمشق فقط، بل هناك رسالة خفية أو قل واضحة جدًّا تُوجَّه إلى تركيا، البلد المسلم الذي لا يزال يرفع لواء قضايا الأمة، ويقف في وجه الهيمنة الصهيونية والغربية. فهل يُراد ترويض أنقرة؟! هل جاء استهداف “أسطول الحرية” مرة أخرى في هذا التوقيت بالذات، للضغط عليها وإرغامها على التراجع؟!

إيران واليمن… أرض القصف والتهديد

في الجنوب تُقصف اليمن ليل نهار، ويُجوّع أهلها بلا رحمة، وفي الشرق تُحاصر إيران وتُهدد كل يوم بشن حرب كبرى، تحت ذرائع مختلفة. والمفارقة أن الضربات لا تطال طهران فقط، بل تحذيراتها تتساقط على رؤوس حلفاء “الممانعة” في لبنان وسوريا والعراق… فهل باتت المنطقة كلها هدفًا معلنًا لإسرائيل؟!

سؤال الساعة: هل ندفع الجزية لنتنياهو؟!

أين الشعوب العربية والإسلامية مما يجري؟! هل باتت الأنظمة تدفع الجزية لبنيامين نتنياهو مقابل بقائها في السلطة؟! أم أن ثمن السكوت عن الجرائم الصهيونية هو الصمت على قمع الشعوب؟!

لقد بلغ السيل الزبد، ولم يعد في القوس منزع.

أيها العالم الإسلامي… إن لم تتحركوا اليوم، فمتى؟!

إننا نُساق نحو هاوية لا قرار لها، والعدو يستفرد بالجميع واحدًا تلو الآخر. لن ينفعنا الصمت، ولن يحمينا الحياد، ولن تنقذنا المؤتمرات والكلمات المنمقة.

الرد الحقيقي يجب أن يكون بوحدة الصف، وبدعم المقاومة، وبالمواقف الشجاعة التي تعيد هيبة الأمة، وترعب العدو الذي لا يفهم إلا لغة القوة.

الختام: لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين!

التاريخ لا يرحم، والشعوب التي لا تدافع عن كرامتها تُدفن تحت ركام الذل والمهانة.

فيا قادة الأمة… ويا شعوبها… استفيقوا قبل فوات الأوان.

عن الكاتب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *