محمد قدو الأفندي خاص اخبار تركيا
صادقت لجنة التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، اليوم الأربعاء، بالهند على تسجيل القفطان المغربي تراثا عالميا.
ما هو القفطان المغربي وتاريخ هذا الزي المميز
القفطان المغربي هو زيٌ تقليدي نسائي مغربي، يُعتبر من أقدم الألبسة التقليدية في العالم يخص المغاربة، يعود ظهوره للقرن الثاني عشر خلال عهد الدولة الموحدية بالمغرب.
وقد كان من عادة أهل فاس أن يقدموا قفاطين مغربية مع جهاز العروس خلال العهد الوطاسي الشيء الذي لا يزال المغاربة يصرون على الحفاظ عليه والجدير بالذكر أن مدينة فاس كانت عاصمة المغرب في عدة عهود حتى عام 1912 حيث تم نقل العاصمة الى الرباط خلال فترة الحماية الفرنسية.
القفطان المغربي هو القطعة الأساسية للمرأة المغربية في كل عرس أو حفل أو مناسبة خاصة، لم يزعزعه عن عرشه أرقى علامات الموضة العالمية لفساتين السهرة، وظل متسيّدا على مشهد أناقة المرأة المغربية. القفطان المغربي عبارة عن ثوب طويل بأكمام طويلة يعتمد في صنعه على أقمشة فاخرة كثوب البروكار، الموبرا أو المخمل، الحرير، جوهرة والثليجة المغربية ويتم تزيينها بالتطريز اليدوي المغربي كالرباطي (نسبة إلى مدينة الرباط) أو الفاسي (نسبة إلى فاس) أو التطواني (نسبة إلى تطوان) أو الشاوني (نسبة إلى شفشاون أو الشاون) وطرز النطع بفاس الذي يعتمد على خيوط الذهب، إضافة إلى تزيينه بالأحجار والعقيق، دون أن ننسى أهم عملية وهي ما يسمى في المغرب «خدمة المعلم» نسبة إلى حرفيين يغزلون من خيوط من الحرير أو الفضة أو الذهب العقاد والسفيفة التي تتوسط القفطان المغربي وتميزه. ويحزم بالمضمة التي تعطيه شكله الأنيق.
بهذا الصدد قالت الحكومة المغربية في بيان إن هذا “الاعتراف الدولي يأتي تتويجا لجهود المملكة في صون التراث الثقافي المغربي.
وأضاف البيان أن المغرب تقدم “بملف متكامل تحت عنوان ( فن وتقاليد ومهارات القفطان المغربي ) عرض فيه على أن القفطان ليس مجرد لباس بل نتاج حضارة تمتد لقرون أمتزجت بين المؤثرات العربية والامازيغية وتنتج طيلة هذه القرون يدويا بأيدي حرفيين مهرة من صناع النسيج الخياطين والمطرزين وغيرهم مما يبرز ثراء زخرفي و يضم الملف المقدم أيضا .عناصر مهمة تبرز غنى وتطور التراث الثقافي غير المادي ال بالقفطان”.
واعتبر البيان أن القفطان “هو أكثر من مجرد لباس، إنه رمز حي للهوية المغربية يتم تناقله من الأم إلى الابنة، ومن المعلم إلى التلميذ منذ أكثر من ثمانية قرون، كما يجسد تراثا تقنيا وجماليا استثنائيا يحظى بالاحتفاء في جميع أنحاء العالم”.
كما أن الملف صدر بعد جهود دبلوماسية وثقافية ومتابعة دقيقة من الجهات المعنية في المغرب؛ حيث سبق أن تقدم المغرب بترشيح رسمي في عام 2025، بعد إعداد ملف موثق بالتعاون مع الحرفيين، المصممين، والجمعيات المهنية؛ في خطوة تهدف إلى ضمان الحماية القانونية للتراث المغربي وتحقيق الاعتراف الدولي به.
ومن المتوقع أن يفتح هذا الاعتراف الباب أمام تدابير قانونية وثقافية لحماية القفطان، دعم الحرفيين، نقل المعرفة عبر الأجيال، وترويج القفطان المغربي دولياً كجزء من الهوية الثقافية للمغرب .
