اخبار تركيا حسناء جوخداء
في قلب مدينة شانلي أورفا جنوبي تركيا، حيث تتنفس الأرض تاريخًا مقدسًا وحكايات خالدة، تقبع بحيرة الأسماك (باليقلي غول) كجوهرة تلمع بين أحضان الصخور والزمن. هنا، حيث يُقال إن النار تحولت إلى روضة غنّاء، تسبح أسماك الكارب في مياه صافية كالمرايا، تحرسها نظرات الزائرين المليئة بالدهشة والخشوع.
كل موجة في هذه البحيرة تحمل همسة من ماضي الأنبياء، وكل حجر حولها يروي قصة إيمان خالدة. الشمس عند الغروب تنسج خيوطًا ذهبية على سطح الماء، فيما يعانق نور المساء قباب المساجد المحيطة، ليرسم مشهدًا سماويًا يخطف الألباب.
هذه البحيرة ليست مجرد ماء وأسماك، بل هي لوحة فنية رسمتها أنامل الإله، حيث يتداخل الجمال الطبيعي مع العمق الروحي، ليكون كل زيارة إليها رحلة في أعماق التاريخ ووجدان الإنسانية.
بحيرة الأسماك، هي بحيرة يبلغ طولها 150 مترًا وعرضها 30 مترًا، ويتراوح عمقها بين 3 و5 أمتار. تعيش فيها أسماك الكارب التي أصبحت جزءًا من الأساطير المحلية، ويحترمها السكان المحليون ولا يأكلونها.
تقول الأسطورة إنه عندما أُلقي النبي إبراهيم (عليه السلام) في النار، حدثت معجزة حيث تحولت النار إلى حديقة غنّاء، ويعتقد أن موقع هذه المعجزة هو بحيرة الأسماك والمنطقة المحيطة بها. يزداد عدد الزوار خلال الأعياد الدينية والليالي المباركة.
يقع في هضبة بحيرة الأسماك الكهف الذي وُلد فيه النبي إبراهيم (عليه السلام)، والذي يُعتبر أبًا للديانات السماوية الثلاث (الإسلام، المسيحية، اليهودية)، مما يجعله مكانًا يجذب الزوار من جميع الأديان والبلدان على مدار العام. بجانب الكهف يوجد ضريح سعيد النورسي، العالم والمفكر الإسلامي المعروف.
تُعد بحيرة الأسماك مركز الجذب السياحي الرئيسي في شانلي أورفا. تقع جنوب بحيرة خليل الرحمن مباشرةً، أمام قلعة أورفا، وتبلغ مساحتها 150 مترًا مربعًا. وفقًا للرواية المحلية، عندما ألقت ابنة النمرود (زليخا) بنفسها في النار حزنًا على إبراهيم (عليه السلام)، تحول مكان سقوطها إلى بحيرة ثانية.
كيفية الوصول:
بالسيارة: تبعد حوالي 1263 كم عن إسطنبول، و810 كم عن أنقرة، و1251 كم عن إزمير.
يمكن الوصول إليها بالحافلات المنظمة من مدن أخرى، أو بالطائرة (مطار شانلي أورفا)، أو بالقطار.
تقع البحيرة في مركز مدينة شانلي أورفا، ويمكن الوصول إليها بسهولة من أي مكان في المدينة.
هذه البحيرة ليست فقط موقعًا دينيًا وتاريخيًا مهمًا، بل أيضًا مكانًا للسلام والجمال الطبيعي الذي يستحق الزيارة.
المصدر: بلديةشانلي أورفا