اخبار تركيا
عادأوميت أوزداغ، رئيس حزب “الظفر” المعروف بمواقفه العنصرية تجاه اللاجئين في تركيا، للحديث عن اللاجئين السوريين في البلاد، متهمًا إياهم ضمن خطاب سياسي جديد بالارتباط بأنشطة استخباراتية تهدف ضد البلاد.
وفي تصريحات نقلها الإعلام المحلي، زعم أوزداغ أن وجود تنظيمات ة بالموساد بين السوريين والأفغان في تركيا “ليس احتمالًا بل أمر مؤكد”، مؤكدًا أن هناك عزمًا على استخدام تنظيم داعش لتحقيق أهدافه.
وتأتي هذه التصريحات في سياق حملات أوزداغ المستمرة لربط اللاجئين بمخاطر أمنية، في خطوة أثارت انتقادات واسعة، واعتُبرت محاولة لتصعيد خطاب معادٍ للاجئين في البلاد.
ويُعرف أوزداغ بمواقفه المتشددة ضد اللاجئين، وخاصة السوريين، وتصريحاته المستفزة التي أثارت جدلاً واسعاً في الشارع التركي. واعتبر أوزداغ محاكمته “سيناريوًّا مفبركًا” على حد تعبيره، واتهم النيابة العامة التي أمرت بسجنه سابقا بتسييس القضية.
وشهدت تركيا مطلع يوليو/ تموز 2024 أحداث عنف غير مسبوقة ضد اللاجئين السوريين، اندلعت شرارتها في ولاية قيصري لتمتد إلى ولايات أخرى، بل وإلى الشمال السوري، وما أشعل فتيلها هو مزاعم “تحرش سوري بطفلة سورية أيضاً”، لتفتح هذه الإشاعة أبواب الجحيم على السوريين وتعود بالذاكرة إلى أحداث مشابهة ذات دوافع عنصرية اندلعت في تركيا وأدت إلى دمار كبير.
وجاء تعرض السوريين لأعمال عنف وتدمير في الممتلكات، بعد أشهر من التحريض والاستفزاز ضدهم من قبل شخصيات وأحزاب معارضة تطالب الحكومة بترحيلهم إلى سوريا.
وأظهرت مقاطع فيديو عدة، نُشرت على منصات التواصل الاجتماعي، أشخاصا يحطمون نافذة محل بقالة زعموا أن تجارا سوريين يديرونه، قبل إضرام النار فيه، وفي أحد التسجيلات، سُمع صوت رجل تركي وهو يصرخ “لا نريد المزيد من السوريين. لا نريد المزيد من الأجانب”.
وكان وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، زار ولاية قيصري وعقد مؤتمرا صحفيا تحدث فيه عن توقيف أكثر من ألف شخص في عموم تركيا على خلفية الهجمات العنصرية، وأوضح أن قسما كبيرا منهم من أصحاب السوابق الجنائية.
وتلت أحداث قيصري، أعمال عنف واعتداءات على مبان إدارية وعلى العلم التركي في مناطق شماليسوريا، الأمر الذي صاعد من حدة الاحتقان بين الجانبين قبل أن يتراجع ذلك مع تشديد الإجراءات الأمنية في مناطق التوتر.
وكشفت تقارير صحفية تركية عن تورط زعيم حزب “الظفر” في تصاعد التوترات وخطاب الكراهية في أحداث قيصري التي أسفرت عن أضرار واسعة في ممتلكات ومنازل تعود لسوريين.
ومنذ تأسيس حزبه في عام 2021، جعل أوزداغ من ملف اللاجئين محور حملاته السياسية، مستخدمًا خطابًا شعبويًّا حادًّا يتهم فيه اللاجئين السوريين بـ”تهديد الأمن القومي التركي”، و”تغيير الهوية الديموغرافية”، و”الاستفادة من خدمات الدولة على حساب المواطنين الأتراك”.
وقد تصاعدت وتيرة تحريضه بشكل ملحوظ مع اقتراب الانتخابات المحلية والعامة الأخيرة، حيث نشر عشرات الفيديوهات والمنشورات على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، مستخدمًا عبارات مثل “الاحتلال السوري”، و”الطرد الجماعي”، ومتوعدًا بإعادتهم قسرًا إلى سوريا “في أول أسبوع من استلامه السلطة”.
كما أطلق أوزداغ حملات دعائية بصور ولافتات حملت رسائل عنصرية، مثل “تركيا للأتراك”، و”سنعيد السوريين مهما كلّف الأمر”، وهو ما أثار انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان ونشطاء أتراك، وحملات مضادة تحت شعارات مثل “نحن بشر” و”السوريون ليسوا سبب الأزمة”.
وقد اتُّهم أوزداغ بالتسبب غير المباشر في عدة موجات من العنف الشعبي ضد اللاجئين، كان أبرزها أحداث العنف في أنقرة (ألتنداغ) عام 2021، وأعمال الشغب التي شهدتها ولاية قيصري في مطلع يونيو 2024، حيث تم تدمير ممتلكات السوريين على خلفية إشاعات غير مؤكدة.