اخبار تركيا
انطلق اليوم الأحد “أسطول الصمود العالمي” من عدد من الموانئ الأوروبية، في مسعى جديد لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يقرب من 18 عامًا، وذلك بمشاركة ناشطين من دول عدة بينها تركيا.
ويضم الأسطول عشرات القوارب والسفن القادمة من تونسوإيطالياواليونان ودول أوروبية أخرى، تحمل على متنها مساعدات إنسانية ومئات الناشطين من 44 دولة، إلى جانب مشاركة أكثر من 30 ألف شخص في الفعاليات المساندة لانطلاقه.
https://x.com/TR99media/status/1962109788340228167
وينظم هذا التحرك المدني الأكبر من نوعه منذ سنوات عبر تنسيق بين منظمات دولية، أبرزها “تحالف أسطول الحرية” و”الحركة العالمية إلى غزة”، بهدف فتح ممرات إنسانية عبر البحر لإغاثة سكان القطاع، وتسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية المتدهورة، في وقت يواجه فيه المدنيون خطر المجاعة ونقص الإمدادات الأساسية.
ويشارك في الأسطول عدد من الشخصيات الدولية المعروفة، بينهم الناشطة السويدية غريتا تونبرغ التي دعت إلى إنهاء ما وصفته بـ”التواطؤ العالمي مع دولة الإبادة الجماعية”، إلى جانب الممثل الإسباني إدوارد فيرنانديز، في رسالة رمزية تهدف إلى لفت أنظار الرأي العام العالمي إلى معاناة الفلسطينيين في غزة.
وأكد القائمون على المبادرة أن انطلاق الأسطول يشكل ردا مباشرا على صمت المجتمع الدولي إزاء الحصار المستمر، ورسالة واضحة بأن المدنيين في غزة لهم الحق في الحصول على المساعدات دون قيود، وأن استمرار الحصار يمثل انتهاكا للقانون الدولي والحقوق الإنسانية الأساسية.
وفي مؤتمر صحفي قبيل انطلاق سفن الأسطول، قال أعضاء باللجنة التوجيهية خلال مؤتمر صحفي في برشلونة، إنهم يعملون على تأسيس حركة تضامن عالمية مع الشعب الفلسطيني، وأكدوا أن 30 ألف شخص انضموا إليهم لكسر حصار غزة.
وشددوا خلال المؤتمر على ضرورة التحرك وعدم الصمت لإنهاء التواطؤ العالمي مع “دولة الإبادة الجماعية”، واعتبروا أن أي اعتداء محتمل للجيش الإسرائيلي على الأسطول سيُعد جريمة حرب.
وأكمل الأسطول، الذي يتكون من اتحاد أسطول الحرية وحركة غزة العالمية وقافلة الصمود ومنظمةصمود نوسانتاراالماليزية، استعداداته الأخيرة من أجل الإبحار بنحو 50 سفينة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
ودعت اللجنة، الناس من مختلف أنحاء العالم إلى دعم الأسطول، الذي قالت إنه جاء امتدادا واستلهاما لجهود تحالف أسطول الحرية منذ عام 2010، بدءا من سفينةمافي مرمرة(التركية)، مرورا بمحاولات كسر الحصار المتعاقبة، وصولا إلى موجات كسر الحصار لعام 2025 التي تمثلت حتى الآن بسفن الضمير، ومادلين، وحنظلة، والتي اعترضتها إسرائيل، بحسب تقرير لـ “الجزيرة نت”.
ضغط على إسرائيل
ودعا الناشطون المشاركون في الأسطول الحكومات إلى الضغط على إسرائيل للسماح لأسطولهم، وهو الأكبر حتى الآن، بكسرحصار غزة.
وشدد المتحدث باسم “أسطول الصمود العالمي” سيف أبو كشك على أن المبادرة ستعمل بلا كلل حتى كسر الحصار عن القطاع وإيقافالإبادة الجماعيةفي غزة.
وأعرب كشك، عن انزعاجه الكبير من عدم تحرك حكومات الدول لوقف مجازر الإبادةوالمجاعةفي غزة، قائلا إنها “لا تتخذ أي إجراء لمنع الإبادة الجماعية؛ إنها لا تفعل شيئا”.
وأكد أنه اعتراضا على صمت حكومات الدول، تولد مبادرات حول العالم؛ كمبادرة أسطول الصمود العالمي، للسعي إلى وقف الإبادة الإسرائيلية في غزة.
وفيما يتعلق بالتحديات والمخاطر التي قد تلحق بهم في طريقهم البحري إلى غزة، قال أبو كشك إنه يدرك أن إسرائيل قد تتخذ بعض الإجراءات العنيفة ضدهم، مؤكدا أنه لا يمكن مقارنة أي خطر محتمل قد يواجهونه، بالأخطار التي يواجهها الفلسطينيون يوميا في غزة.
بدورها، قالت تونبرغ “لم يكن ينبغي أن توجد مهمة مماثلة”، موضحة أنه “يجب أن يقع على عاتق حكوماتنا ومسؤولينا المنتخبين العمل والسعي للدفاع عنالقانون الدولي، ومنع جرائم الحرب، ومنع الإبادة الجماعية”، لكنهم “يفشلون في ذلك، وبذلك يخونون الفلسطينيين، بل البشرية جمعاء”.
ومنذ الثاني من مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة مانعة أي مساعدات إنسانية، مما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
لكنها سمحت قبل أسابيع بدخول كميات شحيحة جدا من المساعدات لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين، في حين لا تزال المجاعة مستمرة، إذ تتعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تحظى بحماية إسرائيلية، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.