اخبار تركيا

ترامب والمستوطنون اليهود.. دعم أمريكي لخطة استعمارية جديدة في فلسطين (خبير تركي)

اخبار تركيا

تناول مقال تحليلي للخبير والمحلل التركي سلجوق تورك يلماز، مواصلة الاحتلال الإسرائيلي هجماته على المدنيين في الضفة الغربيةرغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدا أن هذاالأمر ليس مفاجئا على الإطلاق.

وأكد تورك يلماز أن إسرائيل التي تعمل مستعمرة لإنجلترا والولايات المتحدة في شرق البحر الأبيض المتوسط، تعتبر هذه الهجمات ضرورية لتحقيق أهدافها الإستراتيجية القائمة على التوسع الاستيطاني.

وقال: “حتى أثناء ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة، كانت التنظيمات الاستيطانية في الضفة الغربية تنظم أنشطة إرهابية وتخطط لمشاريع جديدة تستهدف غزة. وقد سلط فيلم “الخلاص المقدس” أنتجته قناة “تي آر تي وورلد” الضوء على هذه التنظيمات وأهدافها. فقد كانت هذه المنظمات تناقش فيما بينها كيفية استعمار غزة، معتقدة أن أهدافها باتت قاب قوسين أو أدنى”.

وتابع المقال:

عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، يبدو أن ترامب قد أعجب بخطط المستوطنين، فقد تحدث في خطاب له عن جمال المنازل التي يمكن بناؤها على شواطئ غزة. هذه التصريحات تقدم دليلاً واضحًا على الجهات التي كانت على علم بمخططات المستوطنين الاستعمارية في الضفة الغربية. ولكن فشلت إسرائيل هذه المرة في تحقيق أهدافها؛ فرغم أن غزة تحولت إلى خراب، إلا أن سكانها تمكنوا من العودة إلى أراضيهم، التي تمثل آخر ما تبقى لهم. ويبدو أن خيبة الأمل كانت أشد وقعًا على المستوطنين في الضفة الغربية، الذين واجهوا فشلًا كبيرًا في تحقيق أطماعهم.

يلعب المستوطنون دورًا محوريًا وأساسياً في تحقيق أهداف أي دولة تسعى للتوسع الاستعماري. فقد بدأت إسرائيل في استعمار غزة سابقا من خلال المستوطنين. والمستوطنون بحسب التعريف الحديث، هم أطراف غير حكومية. وبالتالي فهم ليسوا ملزمين بالقانون الدولي. ويمكنني القول إن هذه الفئة من الناس غير معترف بها في تركيا بأي شكل من الأشكال. حتى إن المتعاطفين مع القضية الفلسطينية يتجنبون استخدام هذا المصطلح. حيث يرون أنه من الضروري وصف المستوطنين باللصوص، مؤكدين أن مفهوم “الاستيطان” يخفف من حدة المعنى الحقيقي لأفعالهم. بالطبع، لست بصدد الدخول في نقاش حول المفاهيم، لكن يجب على هذه الأوساط أن تدرك الدور المحوري الذي يلعبه المستوطنون في المشاريع الاستعمارية.

والمستوطنون هم جهات فاعلة غير حكومية تقود أهداف الدولة، سواء بشكل فردي أو منظم. ولكي نفهم وضعهم، ينبغي ربطه بالمفاهيم القانونية الحديثة. صحيح أنهم يسرقون، ولكن اختزال دورهم في السرقة فقط يُعد خطأً فادحًا. حتى مفاهيم مثل “الغزو” و”الاحتلال” لا تعبّر بشكل شامل عن دورهم. فعلى سبيل المثال، تأسست منظمة “الهاغاناه” لحماية المستوطنين، كما أن المؤسسات المالية والمنظمات غير الحكومية تعمل على دعم نجاح المشروع الاستيطاني. إذا لم نرَ الاستيطان كنظام متكامل، فلن نستطيع فهم الإصرار الذي انعكس على وجوه الغزيين الذين واجهوا الدمار بعزيمة لا تعرف الهزيمة. هذا الإصرار لا يمكن أن تمثله المجموعات المعارضة التي تعمل ضمن النظام القائم.

بعد وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة أطلق تصريحات توحي ببداية حقبة جديدة من التوسع الاستعماري. ورغم أهمية تحليل هذه التصريحات من الناحية الجيوسياسية، إلا أنها في النهاية تعبر عن رغبة في التوسع الاستعماري. وكان يُعتقد أن هذه السياسات التوسعية قد انتهت في القرن التاسع عشر. ولكن الواقع يكشف أنها لا تزال تُمارَس على يد الصهاينة في الأراضي الفلسطينية. لقد تمكن الفلسطينيون من التصدي للصهاينة بمفردهم لأول مرة في غزة، حيث قاوموا لمدة خمسة عشر شهرًا ولم يسمحوا بفتح المجال أمام مستوطنات جديدة. ومن المؤكد أن هذه المقاومة تعني أيضًا التصدي لسياسات الولايات المتحدة.

عندما ننظر إلى الأحداث ضمن إطار نظام متكامل يمكننا أن نفهم بشكل أفضل ما حققه الفلسطينيون، فهذا يمثل فكرة جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *