بولنت أوراك أوغلو يني شفق (22/10/2025)
أثارت تهنئة رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، جدلاً واسعاً داخل حزب الشعب الجمهوري وخارجه. وتأتي هذه التهنئة في ظل دعم ماتشادو لإسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، وطلبها تدخل الولايات المتحدة في فنزويلا.
وفي تغريدة له، قال إمام أوغلو:
“هذا الإنجاز المرموق لمن يكافحون من أجل الديمقراطية والحرية في فنزويلا هو مصدر إلهام ليس فقط لأمريكا اللاتينية، بل لجميع الشعوب التي تعيش تحت وطأة الأنظمة الاستبدادية.”
بارش يارقداش: من يسيء إلى حزب الشعب الجمهوري وإلى إمام أوغلو؟
رد النائب السابق عن حزب الشعب الجمهوري، بارش يارقداش، على تهنئة إمام أوغلو وانتقدها بشدة، موضحاً عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي:
“من يسيء إلى حزب الشعب الجمهوري وإلى أكرم إمام أوغلو؟ ماتشادو الحاصلة على جائزة نوبل للسلام هي من عشاق الصهيونية.. وتدافع عن مجازر إسرائيل. وهي من مؤيدي ترامب، وقد أهداها جائزتها إلى ترامب. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تطلب تدخل الجيش الأمريكي في بلادها وتغيير السلطة، وتتبنى سياسة دنيئة لبيع جميع موارد بلدها للإمبريالية. إذا كان إمام أوغلو، الذي يعلن نفسه مرشحاً لرئاسة الجمهورية، لا يعرف هذه الأمور فبئس حال حزبنا، وإذا كان يعلمها وكتب التهنئة مع ذلك فبئس حالنا جميعاً. على الرغم من ذلك، قال إمام أوغلو في تغريدته: إن هذا الإنجاز لمن يكافحون من أجل الديمقراطية والحرية في فنزويلا مصدر إلهام ليس فقط لأمريكا اللاتينية، بل لجميع الشعوب التي تعيش في ظل أنظمة استبدادية.”
وأشار يارقداش إلى أن تغريدة إمام أوغلو تكشف أنه يعلم حقيقة الأمور لكنه اختار تجاهلها.
ماتشادو معروفة بدعمها لإسرائيل
أشار المنتقدون إلى أن ماتشادو تدعم إسرائيل وحزب الليكود بقيادة نتنياهو، واستشهدوا بمنشوراتها السابقة، حيث كتبت: “نضال فنزويلا هو نضال إسرائيل”. كما وصفت إسرائيل بأنها “الحليف الحقيقي للحرية”. علاوة على ذلك، وعدت ماتشادو خلال حملتها الانتخابية في 2024 بنقل سفارة فنزويلا من تل أبيب إلى القدس، ودعت إلى تدخل أجنبي للإطاحة بحكومة نيكولاس مادورو.
منذ أكتوبر 2023، أظهرت ماتشادو دعمها لإسرائيل خلال العدوان على غزة، حيث نشرت في 7 أكتوبر 2023 على حسابها في وسائل التواصل الاجتماعي تأكيداً لتضامنها مع الشعب الإسرائيلي. وفي أبريل 2024، خلال تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، نشرت عبر منصة تابعة لشركة أمريكية: “أعلن تضامني مع دولة وشعب إسرائيل في مواجهة الهجوم المباشر للنظام الإيراني.”
إمام أوغلو يرد على الانتقادات: لم أكن على علم!
بعد أيام من الجدل، أوضح أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة الجمهورية ورئيس بلدية إسطنبول، أنه لم يكن على علم بآراء ماتشادو حول فلسطين أو بإهدائها الجائزة إلى ترامب. وأجاب في مقابلة مع الصحفي مراد سابونجو:
“تغريدتي المتعلقة بجائزة نوبل للسلام كانت رسالة تضامن مع المبدأ وليس مع شخص محدد، مع الديمقراطية والحرية وإرادة الشعوب. وقد أهدت لجنة نوبل النرويجية هذه الجائزة لأولئك الذين يؤمنون بالديمقراطية حتى في ظل الدكتاتوريات، وقد أجبت على هذا النداء العالمي. للأسف، لم أكن أعلم بخلفية ماتشادو السياسية أو بإهدائها الجائزة للرئيس الأمريكي ترامب، وقد شعرت بخيبة أمل كبيرة عند اكتشاف ذلك. إذا كنت قد آذيت أو أزعجت أحداً من إخوتنا، أود أن أعبر عن أسفي العميق.”
تصنيف إمام أوغلو من قبل المحكمة: زعيم منظمة إجرامية؟
أثار القرار الصادر عن المحكمة الجزئية العاشرة في إسطنبول اهتمام الرأي العام، إذ وصف القاضي أكرم إمام أوغلو بـ”زعيم منظمة إجرامية” قبل أي محاكمة أو صدور حكم قضائي. ويشمل نطاق اختصاص المحكمة اتخاذ القرارات اللازمة ضمن التحقيقات الجارية وفحص الاعتراضات المتعلقة بها.
وتضمنت لائحة الاتهام طلب اعتقال إمام أوغلو بتهم منها:
“تسجيل البيانات الشخصية بشكل غير قانوني”
“تلقي الرشوة”
“التدخل في مناقصات المؤسسات العامة”
“تشكيل منظمة لغرض ارتكاب جرائم”
وكان محامو إمام أوغلو قد رفعوا دعاوى ضد عدد من الكتاب الذين حاولوا كشف ما أسموه “المنظمة الإجرامية” عبر وسائل الإعلام دون حكم قضائي. وأكد المتابعون أن قبول المدعي العام أكين غورليك لطلب المحكمة اعتُبر خطوة عززت الثقة في القضاء، وأملوا أن تكون العدالة متاحة للجميع.
 
									 
					