اخبار تركيا
استكمالًا للجهود المبذولة لدراسة دور المهاجرين في الاقتصاد التركي، شارك رجل الأعمال والخبير الاقتصادي غزوان مصري، في ورشة العمل التي نظمها البرلمان التركي بمدينة إسبارطة، برعاية رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش.
وأقيمت ورشة العمل تحت عنوان: “دور وتأثير الأشخاص الخاضعين للحماية الدولية والمؤقتة في سوق العمل التركي”.
وخلال الورشة، قدّم مصري ورقة عمل تفصيلية ركزت على ضرورة تبنّي سياسة هجرة متكاملة، مستندًا في رؤيته إلى أبرز نتائج وتوصيات تقرير جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين “موصياد” حول الهجرة 2024، الذي يُعد من أهم التقارير الحديثة التي تناولت واقع المهاجرين في تركيا.
أبرز النقاط التي طرحها غزوان مصري:
• الهجرة كفرصة وليست تحديًا: أكد أن الهجرة ظاهرة مستمرة ساهمت في بناء الحضارات عبر التاريخ، داعيًا إلى إدارتها بسياسات رشيدة تحولها إلى قوة دفع اقتصادية واجتماعية.
• أولوية تسهيل تصاريح العمل والتنقل: شدد على أهمية تبسيط إجراءات الحصول على تصاريح العمل، وإتاحة حرية التنقل للمهاجرين بما يدعم اندماجهم السريع في سوق العمل.
• الإقامة الدائمة لخريجي الجامعات التركية: طالب بضرورة منح الإقامة الدائمة لكل سوري أكمل تعليمه الجامعي في تركيا، ليصبح جزءًا فعالًا من الاقتصاد الوطني، وجسرًا لتوسيع العلاقات الاقتصادية مع العالم العربي.
• التعليم كأداة اندماج حيوية: استشهد بتقرير الموصياد الذي أكد أن التعليم ركيزة رئيسية لاندماج المهاجرين، مبرزًا أرقامًا حديثة تُظهر وجود أكثر من 770 ألف طالب سوري في المدارس التركية، ونحو 48 ألف طالب في الجامعات.
• أهمية دور الإعلام: شدد على تعزيز الإعلام الإيجابي الذي يبرز قصص النجاح للمهاجرين السوريين، ويكسر الصور النمطية السلبية، استنادًا لما أكده التقرير من تأثير الإعلام في تشكيل الرأي العام.
• دور المجتمع المدني والقطاع الخاص: أكد على ضرورة إشراك القطاعين المدني والخاص في دعم سياسات دمج المهاجرين، بما يشمل تقديم فرص تدريب وتوظيف حقيقية لهم.
• تعزيز السياسات الاقتصادية للمهاجرين: استند إلى بيانات التقرير التي بيّنت أن المهاجرين يسهمون بشكل فعّال في القطاعات الاقتصادية التركية، خاصةً في الزراعة والصناعة والخدمات.
الرؤية المستقبلية:
أوضح غزوان مصري أن السوريين في تركيا لا يمثلون فقط قوة عمل، بل هم أيضًا جسر حيوي للتواصل مع العالم العربي، وقادرون على تعزيز التجارة والاستثمار ونقل المعرفة والتقنيات الحديثة إلى سوريا مستقبلًا، بما يسهم في إعادة الإعمار والتنمية.
وأشار إلى أن الاستثمار في تأهيل وتمكين هؤلاء الشباب، عبر وضوح القوانين ومنحهم الاستقرار القانوني، سيساهم في تحويلهم إلى عناصر فاعلة تدعم الاقتصاد التركي وتحقق الاندماج الاجتماعي الناجح.
كما دعا إلى تبني توصيات تقرير الموصياد، ومنها:
• تطوير الأطر القانونية للهجرة.
• دعم برامج التعليم والتدريب.
• تعزيز قدرات البلديات في إدارة ملف الهجرة.
• إشراك القطاع الخاص كشريك رئيسي في التوظيف والتدريب.
• مراقبة وتقييم سياسات الهجرة بشكل دوري لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
واختتم غزوان مصري مداخلته بالتأكيد أن الهجرة المدارة بذكاء هي رافعة للتنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن تركيا أمام فرصة تاريخية لتحويل تحديات الهجرة إلى محرك قوي للنمو الاقتصادي والاجتماعي.
