اخبار تركيا
رأى الكاتب والخبير الاقتصادي التركي إيردال تانس قاراغول، أن عملية خفض التضخم تشير إلى حالة تبدأ فيها معدلات التضخم بالانخفاض، ولكنها لا تزال عند مستويات إيجابية، وبالتالي، تعبر هذه العملية عن الانتقال من بيئة تشهد ارتفاعات حادة في الأسعار إلى بيئة اقتصادية أكثر استقراراً.
وأوضح قاراغول في تقرير نشرته صحيفة يني شفق أن هذه العملية في طياتها آثارًا إيجابية وسلبية على الاقتصاد، وتختلف هذه التأثيرات باختلاف السياسات الاقتصادية المتبعة وخصائص عملية خفض التضخم نفسها.
الآثار الإيجابية لعملية خفض التضخم
يسهم تراجع وتيرة التضخم خلال هذه العملية في تعزيز القدرة الشرائية للمستهلكين، وتحسين التوقعات الاقتصادية لديهم. وفقا للكاتب.
ومن جهة أخرى، فإن الأجواء الإيجابية الناتجة عن توقع تباطؤ وتيرة ارتفاع الأسعار تخلق مناخًا من الثقة ينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد على المدى المتوسط والبعيد. وبالتالي، يمكن تعويض التباطؤ الاقتصادي الذي يحدث على المدى القصير، والذي يؤدي إلى نمو منخفض على المدى المتوسط والطويل.
وتابع المقال:
تُعد عملية خفض التضخم ذات أهمية للشركات المنتجة أيضاً. فمع انخفاض تكاليف الإنتاج، وتوفر بيئة يمكن التنبؤ بها، وتراجع حالة عدم اليقين، ستتأثر قرارات الشركات الاستثمارية بشكل إيجابي.
بالإضافة إلى ذلك، عندما يبدأ التضخم في الانخفاض في هذه العملية خفض التضخم، قد تنخفض أسعار الفائدة أيضاً. ومع انخفاض التكاليف الناتج عن انخفاض أسعار الفائدة، ستزداد الاستثمارات.
والأهم من ذلك أن تحقيق استقرار الأسعار في مرحلة خفض التضخم يمكن أن يُفضي إلى تحسُّن في توزيع الدخل، مما يُقلل من المخاطر الاجتماعية.
الآثار السلبية لعملية خفض التضخم
في المقابل، فإن لعملية خفض التضخم تداعيات سلبية أيضًا على الاقتصاد.
فمن أبرز الأدوات التي يستخدمها البنك المركزي في هذه المرحلة هي رفع أسعار الفائدة، وهو ما يفضي بدوره إلى تقلص فرص الإقراض، الأمر الذي يؤدي إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي.
وقد يترتب على ذلك خطر حدوث ركود اقتصادي، وبالتالي تراجع في معدلات التوظيف وزيادة في البطالة.
ما الذي يجب فعله لإنجاح عملية خفض التضخم؟
لضمان نجاح عملية خفض التضخم وتقليل تكلفتها إلى الحد الأدنى، ينبغي استخدام الموارد المالية بكفاءة أكبر، وتوجيهها نحو القطاعات الإنتاجية، وتعزيز عملية النمو المستدام من خلال آليات تحفيزية لدعم الاستثمارات.
ومن جهة أخرى، ينبغي دعم الفئات الهشة التي تتأثر سلبًا بعملية خفض التضخم، وتقليل المخاطر الاجتماعية من خلال المساعدات الاجتماعية، وتقليل التكلفة الاجتماعية المحتملة عن طريق دعم سوق العمل.
وتُعد هذه التدابير شروطًا لا غنى عنها لضمان تبني السياسات المعتمدة في عملية خفض التضخم وتحقيق نجاحها.