اخبار تركيا
نشر السفير التركي الجديد بدمشق، نوح يلماز، تغريدة خاطب بها رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، وذلك في أول يوم من مباشرته مهامه رسميا في العاصمة السورية.
وأرفق يلماز تدوينته على منصة “إكس” بصورة له مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، على قمة جبل قاسيون، معلقاً باللغة التركية بما معناه: هيهات يا بشار!
https://x.com/TR99media/status/2003125720197878048?s=20
وفي تدوينة أخرى، نشر يلماز صورة تجمع وزيري خارجية تركيا وسوريا على قمة جبل قاسيون، معلقاً بالقول “بعد عام واحد.. في قاسيون مجدداً”، في إشارة إلى تزامن زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لسوريا اليوم، مع الذكرى السنوية لأول زيارة له إلى دمشق قبل عام عقب سقوط نظام الأسد.
وجاءت هذه الخطوات بالتزامن مع وصول السفير التركي إلى دمشق ضمن وفد تركي رفيع ضم وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالن، في زيارة وُصفت بأنها تحمل رسائل سياسية واضحة بشأن مسار العلاقات التركيةالسورية في المرحلة الجديدة.
هذا وباشر السفير التركي الجديد لدى سوريا نوح يلماز مهامه رسميا اليوم الاثنين، كأرفع ممثل ديبلوماسي لبلاده في العاصمة السورية دمشق منذ أكثر من 13 عاما.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عيّنتالحكومة التركية نوح يلماز سفيرًا لها في سوريا، بعد أنأعادتافتتاح سفارتها في سوريا في 14 من كانون الأول 2024 عقب ستة أيام فقط من سقوط النظام السوري السابق، وعينت حينها سفيرها السابق لدى موريتانيا، برهان كور أوغلو، قائمًا مؤقتًا بالأعمال لسفارتها في دمشق، لحين تعيين سفير جديد.
وكانت تركياأغلقتسفارتها في سوريا في 26 من آذار 2012، لزيادة العزلة التي كانت مفروضة على نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، وزيادة الضغط عليه من أجل التغيير.
وكان آخر سفير تركي في سوريا هو عمر أونهون، قبل أن تقرر تركيا سحبه من سوريا، في حين واصلت القنصلية العامة لسورية في اسطنبول أنشطتها.
وكان نوح يلماز يقود “اللجنة التقنية التنسيقية”، وهي الذراع التنفيذية لـ”المجلس الاستراتيجي الأعلى” المعني بالملف السوري.
مَن نوح يلماز؟
وُلدنوح يلماز عام 1974 في مدينة اسطنبول، ويُعد من الشخصيات التي جمعت بين الخبرة الأكاديمية والعمل الاستخباراتي والإعلامي والدبلوماسي.
يشغلمنصب نائب وزير الخارجية التركي منذ أيار 2024 بعد أن كان رئيسًا لمركز البحوث الاستراتيجية في وزارة الخارجية التركية (SAM) ومستشارًا أول للوزير منذ حزيران 2023.
قبل ذلك، أمضى عشر سنوات بين عامي 2013 و2023 في جهاز الاستخبارات الوطني التركي، ما منحه خبرة واسعة في الملفات الأمنية والسياسية الإقليمية، ولا سيما في قضايا الشرق الأوسط.
على الصعيد الأكاديمي، درّس يلماز في عدد من الجامعات التركية والأمريكية، من بينها جامعة “جورج ميسون” وجامعة “مرمرة”، وشارك كباحث زائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR).
حصل على دكتوراة في علم الاجتماع من جامعة “يلدريم بيازيد” في أنقرة، وكان سابقًا طالب دكتوراة في قسم الدراسات الثقافية بجامعة “جورج ميسون” في الولايات المتحدة. كما يحمل ماجستيرًا في التصميم الجرافيكي من جامعة “بيلكنت”، ودرس في وقت سابق بجامعة “الشرق الأوسط التقنية” قسم علم الاجتماع.
يتقن يلماز إلى جانب التركية اللغتين الإنجليزية والعربية، وشارك في برامج تدريبية ودورات متقدمة في مؤسسات دولية، منها كلية الدفاع التابعة لحلف “الناتو” في روما، وجامعة “هارفارد”، وجامعة “جورجتاون”.
العلاقات التركية السورية بعد سقوط نظام البعث
وفي تطور تاريخي، أُعلن يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق. وفرّ الأسد إلى موسكو، منهياً بذلك حكماً دام 24 عاماً، امتداداً لسيطرة عائلته على السلطة منذ عام 1970.
وجاء هذا التحول بعد نحو 14 عاماً من اندلاع الثورة السورية، حيث صعّدت الفصائل المسلحة عملياتها العسكرية منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، انطلاقاً من ريف حلب الغربي وصولاً إلى دمشق، لتنتهي بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث وحقبة الأسد في سوريا.
بدورها، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وأعادت فتح سفارتها في دمشق بعد نحو 12 عاماً من الإغلاق. وجاء ذلك بعد زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، للعاصمة السورية، في خطوة عكست تأييد أنقرة للتحولات السياسية في البلاد.
وفي أول زيارة لمسؤول أجنبي بعد سقوط النظام، وصل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى دمشق يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الشرع ومسؤولين آخرين. واستمر تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، حيث زار وزير خارجية سوريا الجديد، أسعد الشيباني، أنقرة في 14 يناير/كانون الثاني 2025، بينما شهدت العاصمة التركية يوم 4 فبراير/شباط 2025 زيارة تاريخية لرئيس سوري، هي الأولى منذ 15 عاماً.
من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً التزام بلاده بدعم سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام، سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وعسكرياً. كما شدد على رفض تركيا القاطع لـ”الأطماع الانفصالية” في سوريا، إلى جانب إدانته للهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت عقب انهيار نظام الأسد.
ويتواصل التعاون التركي السوري حاليا في شتى المجالات وعلى رأسها الاقتصاد والتجارة والنقل، حيث رفعت تركيا قيودا تجارية كانت مفروضة زمن النظام المخلوع، فيما تقدم مؤسسات القطاع العام والخاص التركية مساعدات مختلفة لسوريا سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي.
