اخبار تركيا
اختارت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية، سوريا لتكون “دولة العام 2025″ في التصنيف السنوي عن البلد الذي شهد أكبر قدر من التحسن على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي خلال العام.
وأفادت المجلة بأن هذا الاختيار جاء تقديراً للتحولات الإيجابية التي شهدتها سوريا خلال العام رغم استمرار بعض التحديات وذلك في عام اتسم بالاضطرابات العالمية على أكثر من صعيد.
وأوضحت أن بداية التحول كانت مع نهاية العام 2024 وتحرير سوريا ليتحقق خلال عام 2025 تحسن ملحوظ على مستوى الحريات الاجتماعية ووحدة التراب الوطني.
وأشارت إلى بدء تخفيف العقوبات الغربية تدريجياً سمح ببوادر انتعاش وعودة قرابة 3 ملايين لاجئ إلى البلاد، بحسب ما نقلته “الإخبارية السورية”.
وتابعت: الحياة لم تصبح سهلة بالكامل لكنها أصبحت طبيعية نسبياً بالنسبة لغالبية الشعب السوري. الخوف لم يعد شعوراً عاماً وهذا التطور كافٍ لمنح سوريا اللقب بعد سنوات طويلة من الحرب.
وفي تطور تاريخي، أُعلن يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق. وفرّ الأسد إلى موسكو، منهياً بذلك حكماً دام 24 عاماً، امتداداً لسيطرة عائلته على السلطة منذ عام 1970.
وجاء هذا التحول بعد نحو 14 عاماً من اندلاع الثورة السورية، حيث صعّدت الفصائل المسلحة عملياتها العسكرية منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، انطلاقاً من ريف حلب الغربي وصولاً إلى دمشق، لتنتهي بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث وحقبة الأسد في سوريا.
بدورها، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وأعادت فتح سفارتها في دمشق بعد نحو 12 عاماً من الإغلاق. وجاء ذلك بعد زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، للعاصمة السورية، في خطوة عكست تأييد أنقرة للتحولات السياسية في البلاد.
وفي أول زيارة لمسؤول أجنبي بعد سقوط النظام، وصل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى دمشق يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الشرع ومسؤولين آخرين. واستمر تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، حيث زار وزير خارجية سوريا الجديد، أسعد الشيباني، أنقرة في 14 يناير/كانون الثاني 2025، بينما شهدت العاصمة التركية يوم 4 فبراير/شباط 2025 زيارة تاريخية لرئيس سوري، هي الأولى منذ 15 عاماً.
من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً التزام بلاده بدعم سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام، سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وعسكرياً. كما شدد على رفض تركيا القاطع لـ”الأطماع الانفصالية” في سوريا، إلى جانب إدانته للهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت عقب انهيار نظام الأسد.
ويتواصل التعاون التركي السوري حاليا في شتى المجالات وعلى رأسها الاقتصاد والتجارة والنقل، حيث رفعت تركيا قيودا تجارية كانت مفروضة زمن النظام المخلوع، فيما تقدم مؤسسات القطاع العام والخاص التركية مساعدات مختلفة لسوريا سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي.
