اخبار تركيا

تواصل تركيا ترسيخ مكانتها كإحدى أبرز الوجهات العالمية لسياحة الاجتماعات والمؤتمرات والحوافز (MICE Tourism)، مدفوعة بمزيج فريد من البنية التحتية المتطورة، والتنوع الجغرافي، والغنى الثقافي.

ومن بين المدن التركية التي تبرز بقوة في هذا المجال ثلاث وجهات تجمع بين الأصالة والمعاصرة: بودروم، كبادوكيا، وأنقرة.

بودروم.. عروس بحر إيجة تجمع بين الفخامة والطبيعة

تتربّع بودروم على شبه جزيرة تحمل اسمها في ولاية موغلا، وتُعدّ إحدى أبرز المدن المينائية في تركيا. تمتاز بودروم بفنادقها الفاخرة وبيوتها البيضاء المطليّة بالدهان الزيتي اللمّاع، كما تشتهر بحياتها الليلية الصاخبة ويخوتها الفارهة التي تبحر في مياه إيجة الفيروزية.

في السنوات الأخيرة، تحوّلت المدينة إلى مركز متنامٍ لاجتماعات الشركات وبرامج الحوافز، إذ انتشرت فيها الفنادق من فئة الخمس نجوم التابعة للعلامات الفندقية العالمية، فضلاً عن مراكز المؤتمرات الحديثة التي تجمع بين الإطلالة البحرية والخدمة الاحترافية.

ولا تقتصر بودروم على الفخامة الحديثة فحسب، بل تحمل بين طياتها إرثًا تاريخيًا عريقًا. فقد كانت تُعرف قديمًا باسم هاليكارناسوس، موطن أحد عجائب الدنيا السبع: ضريح هاليكارناسوس. كما تزيّن قلعة بودروم المشهد العام للمدينة، شاهدةً على تاريخ فرسان رودس في القرن الخامس عشر، وتضم اليوم متحف الآثار تحت الماء الذي يُعدّ من الأندر في العالم.

تتكامل هذه العناصر مع مشهد ثقافي نابض ومطاعم على شاطئ البحر تقدم مأكولات إيجة البحرية الطازجة، لتجعل من بودروم وجهة مثالية لدمج العمل بالترفيه في أجواء متوسطية أنيقة.

كبادوكيا.. عندما تتحوّل الجغرافيا إلى تجربة حسية

في قلب الأناضول الداخلية، تقف كبادوكيا كلوحة جيولوجية فريدة شكّلتها الحمم البركانية القديمة منذ ملايين السنين. هذه المنطقة التي حفرت حضارات متعاقبة آثارها في الصخور، أصبحت اليوم وجهة مثالية لسياحة الحوافز الباحثة عن تجارب أصيلة واستثنائية.

يختار الكثير من الزوار الإقامة في فنادق كهفية منحوتة في الصخور البركانية، تجمع بين الأصالة والرفاهية. وتُعد جولات المنطاد الهوائي فوق الوديان الصخرية عند شروق الشمس تجربة لا تُنسى تمنح المشاركين لحظة تأمل في الجمال الطبيعي الممتزج بتاريخ الإنسان.

كما تحتضن المنطقة متحف غورمة المفتوح الذي يُعدّ من أبرز مواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1985. وإلى جانب سحر الطبيعة، تحتفظ كبادوكيا بتقاليدها العريقة في صناعة النبيذ التي تمتد إلى آلاف السنين، حيث تحوّلت بساتين العنب إلى رمز ثقافي واقتصادي للمنطقة.

أنقرة.. العاصمة التي تجمع بين البروتوكول والحداثة

رغم أنّ أنقرة تُعرف باعتبارها العاصمة الإدارية لتركيا ومقرّ البرلمان، إلا أنّها أيضًا واحدة من أهم مراكز سياحة الاجتماعات والمؤتمرات في البلاد. تتميز المدينة ببنية تحتية متكاملة، تضم قاعات مؤتمرات كبرى ومرافق فندقية فاخرة حائزة على جوائز دولية، ما يجعلها ملائمة للفعاليات الحكومية والدولية على حدّ سواء.

أنقرة ليست مدينة رسمية فقط؛ بل تحمل تاريخًا يمتد إلى العصر الحجري، وتضم مواقع أثرية وثقافية تعكس عمق الحضارات التي تعاقبت عليها. كما أنّها مدينة جامعية بامتياز، تحتضن 21 جامعة، ما يضفي عليها طابعًا شابًا وحيويًا.

ومن بين ما يميزها أيضًا عسلها المحلي الشهير، ومزارع العنب في ضاحية قلعة جيك قره سي، فضلًا عن حدائقها العامة ومتاحفها الغنية التي تمنح الزائر فرصة لاكتشاف وجه آخر من تركيا الحديثة.

وجهة تجمع بين الشرق والغرب

تشكّل كل من بودروم وكبادوكيا وأنقرة أضلاع مثلث فريد في خريطة السياحة التركية الحديثة؛ مثلث يجمع بين الفخامة الطبيعية، والتجربة الثقافية، والبنية المؤسسية. ومن خلال هذا التنوع، تواصل تركيا تعزيز مكانتها كمنصة مثالية لسياحة الاجتماعات والحوافز، حيث يلتقي العمل بالمتعة في أجواء لا تنسى.

المصدر: موقع Go Türkiye الترويجي الرسمي

شاركها.