اخبار تركيا
كشفت صحيفة “معاريف” العبرية إن الرئيس التركي رجب طيبأردوغانأعلن هذا الأسبوع عن توجهات جديدة لتوسيع البرنامج الصاروخي التركي وتطوير القدرات العسكرية للبلاد، في خطاب وصفته الصحيفة بأنه شديد اللهجة وموجّه بشكل مباشر ضد إسرائيل والغرب.
وبحسب موقع “عربي” الإخباري، أكدت مايا كوهين، الكاتبة في صحيفة معاريف، في تحليل أن خطاب أردوغان لم يكن مجرد رد فعل لحظي، بل يمثل جزءًا من استراتيجية تركية متكاملة تهدف إلى ترسيخ مكانة أنقرة كقوة إقليمية مستقلة، وتحقيق الردع في مواجهة ما تعتبره تركيا تهديدًا متصاعدًا لأمنها القومي.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن الباحث البارز في مركز ديان بجامعة تل أبيب، الدكتور حي إيتان كوهين ينورجيك، أن أردوغان “يفسر كل ما يجري في المنطقة على أنه تهديد مباشر لتركيا”، مضيفًا أن “الرئيس التركي سبق وأن صرّح في أكثر من مناسبة بأن إسرائيل تمثل تهديدًا لبلاده، وها هو يعلن الآن رسمياً أن تركيا ستبدأ بالتركيز على تطوير صواريخ متوسطة وبعيدة المدى”.
ويضيف ينورجيك: “هذا ليس مجرد استعراض سياسي. قدرات تركيا التكنولوجية، خاصة فيالطائراتالمسيّرة، أثبتت أنها قصص نجاح حقيقية، والحديث عن تطوير طائرة ‘قاآن’ (TFKaan) يُعد إشارة واضحة بأن تركيا لم تعد تعتمد على الغرب في توازناتها العسكرية”.
ورغم توتر العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، إلا أن تركيا بحسب الصحيفة لا تزال تسعى للعب دور محوري في ملفات المنطقة، حيث أشار ينورجيك إلى أن “تركيا ترغب في أن تكون وسيطًا في أزمات الشرق الأوسط، لكن علاقتها المتدهورة مع إسرائيل تمنعها من لعب هذا الدور حاليًا”.
وفي سياق متصل، أشار التقرير إلى ما وصفه بـ”التوجس المتزايد داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية” من صعود تركيا كقوة عسكرية إقليمية مستقلة، وهو ما انعكس بحسب معاريف في تقرير “ناجل” الاستراتيجي الصادر في يناير الماضي، والذي أوصى بالنظر إلى تركيا كـ”دولة عدو محتملة”.
ويؤكد ينورجيك أن الأحداث التي أعقبت السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023 جعلت من غير الممكن لإسرائيل تجاهل التحركات التركية، خاصة في ظل ما وصفه بـ”التحالف المتنامي بين أنقرة وإسلام آباد”. كما لفت إلى أن اعتماد تركيا على صناعاتها العسكرية يمثل “رسالة مزدوجة إلى الداخل والخارج بأن تركيا أصبحت قادرة على الردع دون الاعتماد على الناتو أو التكنولوجيا الغربية”.
وختمت الصحيفة تحليلها بالتحذير من أن هذا التحول في السياسة التركية قد يفرض على الولايات المتحدة وإسرائيل إعادة تقييم علاقاتهما مع أنقرة، قبل أن تصل الفجوة إلى مرحلة يصعب فيها الجسر أو التفاهم.