اخبار تركيا

عبد الله غل يكشف عن آخر اتصال بينه وبين بشار الأسد

اخبار تركيا

كشف الرئيس التركي السابق عن آخر اتصال بينه وبين رئيس النظام المخلوع في سوريا، بشار الأسد، وذلك في سياق حديثه عن الملف السوري.

جاء ذلك في حوار أجراه مع موقع “المجلة”، قبل الإعلان عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.

وعبدالله غُل من الشخصيات السياسية النادرة في تركيا. عرف بلاده من الداخل ومن الخارج. درس فيها وخارجها. عمل فيها وخارجها. انخرط في السياسة، وانضم إلى نجم الدين أربكان في “حزب الرفاه”، ثم ساهم لاحقا في تأسيس “حزب العدالة والتنمية” مع رجب طيب أردوغان.

تنقل عبدالله غل بين مناصب عدة: وزير خارجية، ورئيس وزراء، ورئيس جمهورية. أقام في قصر تشانكايا الرئاسي بين 2007 و2014، وترك كرسي الرئاسة لصديقه رجب طيب أردوغان.

غل، الأكاديمي والسياسي والاقتصادي والدبلوماسي والرئيس السابق، عاصر مراحل مهمة في تاريخ تركيا، بينها الكثير من المنعطفات الحاسمة في الشرق الأوسط، فأثناء الغزو الأميركي للعراق عام 2003، كان السيد غل رئيسا للوزراء، ولعب دورا قياديا عندما قرر البرلمان التركي عدم السماح بتمركز القوات الأميركية في البلاد في حال اندلاع الحرب في العراق. كما كان رئيسا لتركيا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة في 20082009، وفي فترة “الربيع العربي” عام 2011.

وقال غل إن آخر اتصال هاتفي بينه وبين الأسد كان في عام 2011، مع بداية “الربيع العربي”، مردفا: آخر ما كنت أرغب في رؤيته في سوريا هو مواجهة بين الجيش السوري وفصيل مسلح من شعبه.

وشدد على ضرورة أن يسود السلام في المنطقة وفي سوريا، مبينا أنه “إذا ساد السلام وإذا ساد الوفاق الاجتماعي في هذا البلد فإن أكثر النازحين يودون طبعا أن يرجعوا إلى بلدانهم بصورة طوعية. ولكن إذا لم يكن هناك استقرار وسلم اجتماعي فهل يمكن أن يكون هذا الموضوع من الأولويات الموجودة؟ بطبيعة الحال لست في سدة المسؤولية حاليا لأقرر في هذا الموضوع”.

وتابع: مع تطور الأحداث بحلول عام 2012، ومعانخراط روسياوإيران لتحقيق مصالحهما الخاصة، بدأت أشك في إمكانية حدوث تغيير سريع للنظام في سوريا. فمن المعروف أن لروسيا سياسة تقليدية في البحر المتوسط، ولإيران أجندتها الخاصة لتحقيق مصالحها الوطنية.

واستطرد: كان واضحا أن روسيا وإيران ستواصلان دعم النظام، في حين أن الحركات المسلحة في سوريا لم تحظَ بالمستوى نفسه من الدعم القوي، مما أدى إلى حسابات غير متوازنة. كنت أشارك هذا الرأي مع حكومتي وأعبر عنه في المحافل الدولية، مؤكدا أن هذا الصراع لن يُحسم إلا بالاتجاه نحو حل دبلوماسي أو سياسي. توقعت أن الوضع سينتهي إلى ما نراه اليوم، حيث بقيت الأمور على حالها.

وأشار إلى أن”آخر محاولة جادة جاءت من (الأمين العام السابق للأمم المتحدة) كوفي عنان، الذي تم تعيينه مبعوثا مشتركا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا في عام 2012. في خطابي في المحافل الدولية، مثل قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في شيكاغو عام 2012، أكدت أن ذلك الجهد كان الفرصة الأخيرة لسوريا، وأملت أن تتبعه عملية سياسية. لقد أحزنني بعمق أن يصل الوضع إلى هذه النقطة المأساوية، مع أكثر من 400 ألف قتيل، مما يجعل الوضع مؤلما بحق.”

سقوط نظام الأسد والموقف التركي

العاصمة دمشق. وقد فرّ بشار الأسد إلى العاصمة الروسية موسكو، منهياً حكمًا استمر منذ عام 2000 خلفًا لوالده حافظ الأسد.

وجاء سقوط النظام بعد ما يقرب من 14 عامًا على انطلاق الثورة السورية، وتصعيد كبير للفصائل المسلحة التي بدأت عملياتها الأخيرة أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024 من مناطق ريف حلب الغربي، وصولًا إلى دمشق.

بهذا الانهيار، طُويت صفحة استمرت 61 عامًا من حكم نظام حزب البعث، و53 عامًا من سيطرة عائلة الأسد على السلطة في سوريا.

بدورها، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة رئيس الحكومة المؤقتة محمد البشير، حيث أعادت أنقرة فتح سفارتها في دمشق بعد إغلاق دام قرابة 12 عامًا، وبعد أيام من زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، للعاصمة دمشق، في خطوة تُبرز دعم تركيا للتحولات السياسية في سوريا.

وفي أكثر من مناسبة، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده ستدعم الشعب السوري سياسيا واقتصادية ودبلوماسيا وعسكريا في مرحة ما بعد سقوط نظام البعث، معبرا في الوقت نفسه رفض تركيا القاطع لـ “الأطماع الانفصالية” في سوريا وللهجمات الإسرائيلية التي تكثفت عقب سقوط النظام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *