اخبار تركيا
وقّعت السيدة الأولى لتركيا أمينة أردوغان على البيان المشترك “عام مأساوي لتعليم الأطفال في مناطق النزاع”، الصادر برئاسة الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع وعضوة مناصرة لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وبحسب بيان للرئاسة التركية، جاء التوقيع في ظلّ تصاعد التحديات التي تواجه التعليم في المناطق المتضررة من النزاعات حول العالم، وبالتزامن مع الاحتفال باليوم الدولي السادس لحماية التعليم من الهجمات.
يدعو البيان إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الانتهاكات المستمرة ضد الأطفال ومؤسساتهم التعليمية في مناطق النزاعات. كما يجسد موقفًا موحدًا إزاء التدهور الخطير في وضع التعليم، والذي اعتُبر “الأسوأ على الإطلاق” بالنسبة للأطفال وحقهم في التعلم في مناطق النزاع. ويؤكد البيان على حجم الكارثة الإنسانية في غزة، إلى جانب مناطق أخرى تعاني من الحروب والاضطرابات.
البيان الرسمي المشترك
نجتمع اليوم لنعرب عن قلقنا البالغ إزاء الوضع المأساوي للأطفال الذين يعيشون في ظل ظروف النزاعات، والذي لا يزال يتدهور ويتفاقم بوتيرة مقلقة. لقد كان هذا العام عامًا مأساويًا بالنسبة إلى الأطفال في مناطق النزاع، حيث قُتلوا وجُوعوا وأصيبوا وحُرموا من حقوقهم الإنسانية الأساسية، بما في ذلك حقهم في التعليم.
ولا تزال الهجمات الوحشية على تعليم الأطفال متواصلة في دول مثل السودان وأوكرانيا وميانمار وكولومبيا، وكذلك في مناطق متفرقة حول العالم. ولطالما حذرنا على مدى السنوات الماضية من هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، والتي لم تكن وليدة اللحظة.
ومع اجتماعنا هذا العام 2025، تستمر الإبادة الجماعية في غزة، حيث تجاوز الجناة حدود الأخلاقيات والقانون، إذ يرتكبون إبادة جماعية ويمارسون التجويع الممنهج.
وبالإضافة إلى التجويع المتعمد واستهداف المدنيين، بمن فيهم الأطفال، والتهجير القسري لسكان غزة، ارتكب الجناة في الوقت ذاته جريمة لا تقل فداحة: “إبادة التعليم”، أي التدمير المتعمد والشامل لنظام التعليم الفلسطيني، بما في ذلك المكتبات والجامعات. وتُعد هذه الأفعال جزءًا من استراتيجية متعمدة للقضاء على البنية الفكرية والثقافية والاجتماعية في قطاع غزة.
وفي جميع أنحاء العالم، هناك إدراك واسع بخطورة الوضع في غزة، حيث تتكاتف الدول والحكومات في موقف موحد للتنديد بالإبادة الجماعية والانتهاكات الصارخة للقانون الدولي، والمطالبة بتحقيق العدالة.
وفي هذا اليوم، نعلن انضمامنا إلى الجهود الدولية المطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية، ونتعهد بمواصلة أداء رسالتنا في توفير فرص التعليم للأطفال، ومساندتهم في رحلة التعافي والتعلم.
صدر هذا البيان المشترك عن مجموعة من الشخصيات الدولية البارزة، من بينهم:
صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع ومناصرة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
سعادة السيدة ميريلا بيتشيروفيتش، حرم عضو مجلس رئاسة البوسنة والهرسك.
سعادة السيدة فيرونيكا ديل سوكورو ألكوسر غارسيا، السيدة الأولى لكولومبيا.
سعادة السيدة ماريا أنجيلا ميريدا غارسيا.
السيدة الأولى لغامبيا فاطمة باه بارو.
السيدة الأولى لجمهورية سيراليون فاطمة مادا بيو.
السيدة الأولى لتركيا أمينة أردوغان.
الأميرة دانا فراس، رئيسة الصندوق الوطني للبتراء وسفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة للتراث الثقافي.
سعادة الدكتورة وان عزيزة إسماعيل، قرينة رئيس وزراء ماليزيا.
معالي السيد حمزة يوسف، الوزير الأول السابق لاسكتلندا.
“كل طفل يُحرم من حقه في التعليم يُشكّل جزءًا مفقودًا من مستقبلنا المشترك”
صرّحت السيدة الأولى أمينة أردوغان في منشور على منصات التواصل الاجتماعي بشأن البيان المشترك المعنون “عام مأساوي لتعليم الأطفال في مناطق النزاع”، قائلة:”في العاشر من يناير/كانون الثاني 2009، اجتمعنا في إسطنبول مع السيدات الأُوَل في ملتقى نساء من أجل السلام في فلسطين، وأطلقنا نداء إسطنبول من أجل غزة إلى العالم أجمع. كان ذلك النداء تجسيدًا لإرادة قوية وموحدة بلغة السلام في مواجهة الظلم. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وقفنا مرة أخرى صفًا واحدًا في قمة السيدات والسادة الأُوَل من أجل السلام في فلسطين، ولا تزال رسالة السلام التي عبّرنا عنها آنذاك تتردد بصوتها الواضح ضد الظلم.
واليوم، ومن خلال البيان المشترك عام مأساوي لتعليم الأطفال في مناطق النزاع، الصادر برئاسة صديقتي الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع ومناصرة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، نرفع صوتنا مجددًا بذات القناعة الراسخة التي حملناها في تلك الأيام.
ندعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الانتهاكات المستمرة ضد الأطفال ومؤسسات التعليم في مناطق النزاعات، ولا سيما في غزة. فكل طفل يُحرم من حقه في التعليم يُشكّل جزءًا مفقودًا من مستقبلنا المشترك. إن أمنيتنا أن يعيش الأطفال في عالم لا يُنتزع فيه حقهم في الحياة، وأن يُتاح لكل طفل قلم ودفتر وفصل دراسي. نحن على يقين بأن الأطفال الذين ينهضون بالتعليم سيبنون مستقبلًا أكثر عدلًا، وندعو جميع القلوب الصادقة إلى الانضمام لهذه الدعوة.”