اخبار تركيا
تعيش الأوساط الإسرائيلية حالة من الترقب والقلق بعد عودة المناورات العسكرية بين تركيا ومصر، في تطور يُنظر إليه في تل أبيب على أنه أكثر من مجرد تدريب مشترك.
وبحسب موقع “عربي21″، عبّرت أوساط إسرائيلية عن قلقها من عودةالمناوراتالعسكرية بينتركياومصر بعد انقطاعها لسنوات طويلة، وتزامنا مع القوات الضخمةالمصريةالمنتشرة في سيناء.
وقالت صحيفة “معاريف” العبرية في مقال لها: إنّ “هذه هي المرة الأولى منذ 13 عاما، التي تُجري فيها الدولتان مناورات مماثلة معا”، منوهة إلى أن ذلك يتزامن مع الوضع الأمني المضطرب في الشرق الأوسط ومخاوف زيادة التصعيد.
ولفتت الصحيفة إلى أن التعاون العسكري بين مصر وتركيا يشير إلى تحوّل محتمل في العلاقات الإقليمية والتعاون الأمني، مضيفة أن “هذه الخطوة تندرج ضمن محاولات عديدة تبذلها تركيا وزعيمها الرئيس رجب طيب أردوغان، لترسيخ مكانتها كلاعب مركزي في الشرق الأوسط، بعد سقوط نظام الأسد في سوريا”.
وذكرت أن “مصر أيضا ليست مترددة في اتخاذ موقف موحد في ضوء التطورات الإقليمية، ونشرت مؤخرا قوات كبيرة في سيناء، ومنذ الحرب على قطاع غزة تشعر القاهرة بقلق بالغ إزاء تدفق سكان غزة من القطاع إلى الأراضي المصرية”.
وتابعت: “أجرى الجيشان المصري والصيني مؤخرا مناورة مشتركة قرب الحدود مع إسرائيل”، مؤكدة أن “وزارة الدفاع الصينية فاجأت العالم بالإشارة إلى مناورة عسكرية مشتركة مع مصر، وهي الأولى من نوعها، وشاركت في المناورة مقاتلة من طراز J10C تابعة لسلاح الجو الصيني”.
ونوهت الصحيفة إلى أن المناورة شهدت أيضا مشاركة طائرة صينية للتزود بالوقود جوًا من طراز YU20، وطائرة إنذار مبكر من طراز KJ500، بالإضافة إلى عشرات الطائرات الأخرى.
وتستعد تركيا ومصر لإعادة إطلاق مناورات “بحر الصداقة” البحرية المشتركة بعد توقف دام 13 عاماً، في خطوة تعكس مرحلة جديدة من التعاون العسكري والأمني بين البلدين. وستشارك فرقاطات وغواصات وزوارق هجومية وطائرات “إف16″، في تمرين يهدف إلى تعزيز التنسيق العملياتي وبث رسائل سياسية وإستراتيجية في شرق المتوسط، وسط تحولات إقليمية تشمل ملفات ليبيا والطاقة والتوترات مع إسرائيل.
وستجري المناورات بين 22 و26 سبتمبر/أيلول الجاري بمشاركة فرقاطات وغواصات وزوارق هجومية ومقاتلات “إف16” تركية إلى جانب وحدات بحرية مصرية، في تمرين سيحضره قائدا القوتين البحريتين خلال “يوم المراقبين المميز”.
ما مناورات “بحر الصداقة”؟
تُعد “بحر الصداقة” إحدى أبرز المناورات البحرية المشتركة بين البلدين، إذ أُطلقت عام 2009 واستمرت سنويا حتى 2013، قبل أن تتوقف على خلفية التوترات السياسية التي عصفت بالعلاقات بينهما آنذاك، بحسب تقرير لموقع “الجزيرة نت”.
وجسدت هذه التدريبات خلال سنواتها الأولى مرحلة الوفاق والتقارب، وهدفت إلى رفع مستوى التنسيق العملياتي بين البحريتين وتوحيد التكتيكات الميدانية فيالبحر الأبيض المتوسط. واختارت اسمها للتأكيد على البعد الودي والتعاوني الذي كان يميز العلاقة بينهما في تلك المرحلة.
وتشارك أنقرة بفرقاطتي “تي جي غي الريس عروج” و”تي جي غي غيديز” والزورقين الهجوميين “تي جي غي إيمبات” و”تي جي غي بورا”، إضافة إلى الغواصة “تي جي غي غور” وطائرتين من طراز “إف16″.
أما القاهرة فتشارك بقطع بحرية بارزة أهمها الفرقاطتان “تحيا مصر” و”فؤاد ذكري” اللتان سترسوان في قاعدة أكساز التركية على ساحل المتوسط.