اخبار تركيا
قال وزير الخارجية التركيهاكان فيدانإن بلاده تتابع الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا عن قرب، محذرا من سياسات إسرائيل التوسعية.
وأكد فيدان في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لمواجهة إسرائيل، مشددا على أن توسعها يعد أكبر مشكلة في المنطقة.
وأوضخ أن بلاده تتواصل بشكل مستمر مع دول عدة لمواجهة العقلية التوسعية الإسرائيلية، مؤكدا على ضرورة أن تقف الدول العربية والإسلامية في وجهإسرائيل.
وحسب الوزير التركي، فإن إسرائيل تفكر بتوسيع أراضيها من أجل إنشاء “إسرائيل الكبرى”، فضلا عن إضعاف دول المنطقة وتفتيتها، لافتا إلى أن سوريا إحدى هذه الدول.
وشدد فيدان على أن تركيا في حالة تواصل ونقاش مع هذه الدول، إلى جانب مصر والأردن ولبنان لمواجهة هذه العقلية التوسعية.
ورغم العلاقات التركية الأميركية القوية، فإن الوزير فيدان أبدى استياءه من التعامل الأميركي التفضيلي مع إسرائيل، مؤكدا أن هذا الأمر يسيء لواشنطن في المنطقة ويزعج أصدقاءها.
وفي خطوة مفصلية تحمل أبعادًا عسكرية وسياسية، أعلنت وزارة الدفاع التركية بدء عمليات تدريب الجيش السوري وتقديم الاستشارات والدعم الفني بموجب اتفاقية وُقّعت الشهر الماضي مع دمشق.
خطوة وصفتهاأنقرةبأنها تأتي في إطار القانون الدولي وحق الدفاع عن النفس، في وقت نفت فيه تقارير عن استهداف إسرائيلي لمواقع قواتها داخلالأراضي السورية.
التحرك التركي يعكس تحولا كبيرا في المشهد الإقليمي، إذ يتزامن مع تصاعد النقاش حول موازين القوى فيسوريا، وتزايد الحضور الإسرائيلي على تخوم المنطقة العازلة جنوبا، ومع ما جرى مؤخرا فيالسويداءمن أحداث أثارت تساؤلات حول شكل التوازنات المقبلة.
بشأن الهجوم الإسرائيلي على قطر، أشار إلى أن أنقرة تقف مع الدوحة وتؤيد كل إجراءاتها وتدابيرها في هذا الصدد.
وكانتإسرائيلقد شنت عدوانا علىقطرعصر الثلاثاء، استهدفت فيه عددا من قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كانوا يبحثون مقترحا أميركيا لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ قرابة عامين، وأسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين وعنصر من الأمن الداخلي القطري.
واحتضت الدوحة الأحد أعمال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية الإسلامية الطارئة التي تعقد الاثنين بشأن العدوان الإسرائيلي على قطر وبحث كيفية الرد عليه.
أما بشأن هذا الاجتماع، فقال الوزير التركي إن الأمر ليس صراعا إسرائيليا فلسطينيا بل إن هناك احتلالا لفلسطين وإبادة جماعية فيقطاع غزة.
وفي الملف السوري، قال الوزير التركي إن أنقرة تتابع عن قرب ما يجري هناك، واصفا عمليات إسرائيل في الجنوب السوري بأنها خطيرة، وسط تأكيده أن تفتيت سوريا ليس مفيدا لها ولا للمنطقة.
العلاقات التركية السورية بعد سقوط نظام البعث
وفي تطور تاريخي، أُعلن يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق. وفرّ الأسد إلى موسكو، منهياً بذلك حكماً دام 24 عاماً، امتداداً لسيطرة عائلته على السلطة منذ عام 1970.
وجاء هذا التحول بعد نحو 14 عاماً من اندلاع الثورة السورية، حيث صعّدت الفصائل المسلحة عملياتها العسكرية منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، انطلاقاً من ريف حلب الغربي وصولاً إلى دمشق، لتنتهي بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث وحقبة الأسد في سوريا.
بدورها، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وأعادت فتح سفارتها في دمشق بعد نحو 12 عاماً من الإغلاق. وجاء ذلك بعد زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، للعاصمة السورية، في خطوة عكست تأييد أنقرة للتحولات السياسية في البلاد.
وفي أول زيارة لمسؤول أجنبي بعد سقوط النظام، وصل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى دمشق يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الشرع ومسؤولين آخرين. واستمر تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، حيث زار وزير خارجية سوريا الجديد، أسعد الشيباني، أنقرة في 14 يناير/كانون الثاني 2025، بينما شهدت العاصمة التركية يوم 4 فبراير/شباط 2025 زيارة تاريخية لرئيس سوري، هي الأولى منذ 15 عاماً.
من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً التزام بلاده بدعم سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام، سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وعسكرياً. كما شدد على رفض تركيا القاطع لـ”الأطماع الانفصالية” في سوريا، إلى جانب إدانته للهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت عقب انهيار نظام الأسد.
ويتواصل التعاون التركي السوري حاليا في شتى المجالات وعلى رأسها الاقتصاد والتجارة والنقل، حيث رفعت تركيا قيودا تجارية كانت مفروضة زمن النظام المخلوع، فيما تقدم مؤسسات القطاع العام والخاص التركية مساعدات مختلفة لسوريا سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي.