آيدن أونال يني شفق ترجمة وتحرير اخبار تركيا

لا يبدو أن هناك مستقبلاً سياسياً ينتظر أكرم إمام أوغلو في المستقبل القريب. حتى لو خرج من السجن اليوم، لن يتمكن من مواصلة طريقه لا داخل حزب الشعب الجمهوري (CHP)، ولا في أي حزب آخر، ولا حتى كشخصية مستقلة.

أولا: لم يدخل السياسة برفقة فريق مخلص ورفاق أوفياء، بل وصل إلى ما وصل إليه بفضل قوة المال. ومع زوال المال، لن يبقى أحد بجانبه.

ثانيا: باتت اتهامات الفساد تكتسب طابعاً ملموساً، حيث يتزايد عدد المقرّبين الذين يعترفون بالأمر، وتتضح معالم شبكة الفساد المنظمة. الأدلة التي تم الكشف عنها بدأت تثير اشمئزاز حتى أنصاره.

أما أحلامه بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية فقد تبخرت بالفعل؛ فقد اتضح أنه دخل الجامعة بشكل غير قانوني، ولم يعد يمتلك شهادة جامعية.

والأهم من ذلك كله أن مخططه لإعادة تشكيل حزب الشعب الجمهوري بسلطة المال قد فشل. لم يعد هناك مؤيدون لإمام أوغلو داخل الحزب. لقد استغل أوزغور أوزل الأجواء العاطفية في المؤتمر الاستثنائي الأخير، وحصل على منصب رئيس الحزب بسهولة عبر الاستفادة من شعبية إمام أوغلو، لكن مع مرور الوقت، سيكون من الصعب عليه الاحتفاظ بهذا المنصب دون الدعم المالي لإمام أوغلو. في الواقع، الصراع المحتدم داخل الحزب في الآونة الأخيرة ليس بين كليتشدار أوغلو وإمام أوغلو أو أوزل، بل بين كليتشدار أوغلو وأولئك الذين يرفضون بقاءه.

قد يتمكن أوزغور أوزل من إبقاء قاعدة إمام أوغلو متحمسة لفترة من الوقت، لكن مع تزايد الأدلة على الفساد واشمئزاز الناخبين، ستتضاءل الآمال. الواضح هو أن حزب الشعب الجمهوري سيعقد مؤتمره قريباً، إما بقرار قضائي أو بشكل طبيعي، وعلى الأرجح سيعود كليتشدار أوغلو رئيساً للحزب. خلال هذه العملية، سيستمر الحزب في تمزيق نفسه واستنزاف طاقته.

بغض النظر عما سيحدث، فإن قصة إمام أوغلو قد انتهت؛ القصة التي كُتبت بماله، أو كُتبت له، تقترب من نهاية مأساوية.

عن الكاتب


شاركها.