اخبار تركيا

كاتب تركي: تحليل سطحي للأزمات الدولية يغذي الرأي العام دون تقديم حلول

اخبار تركيا

رأى الخبير السياسي نيدرت إيرسانال أن الرأي العام غالبًا ما يقيم الأحداث الدولية بناءً على “الأجندة الشعبية”، مما يدفع وسائل الإعلام إلى تقديم تلك الأحداث بشكل سطحي ومبالغ فيه من أجل جذب الانتباه.

وقال إيرسانال: “القنوات التلفزيونية والصحف على دراية بهذا التوجه، لذلك تتبع سياسة التبسيط، وهو ما يؤدي إلى تكرار دون إبداع في التحليل”. وأضاف: “في النهاية، رغم التغطية الواسعة، يظل التحليل الجزئي والأخبار السطحية غير قادرين على تقديم الصورة الكاملة للصراعات الدولية”.

وأضاف إيرسانال في مقال بصحيفة يني شفق أن الدول التي تمتلك البنية الأمنية المناسبة لديها القدرة على فهم الصورة بشكل أكثر وضوحًا، حيث تستخدم المعلومات المتاحة لتقييم الأزمات بطرق استراتيجية. ورغم ذلك، أشار إلى أنه من الصعب ضمان أن يتم “التجميع والتقييم” بشكل مثالي من قبل جميع الأطراف.

وبالنسبة للأزمة السورية، شدد على أن الدول مثل تركيا تنتظر أن يطرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رأيه بشأن مآلات الوضع في المنطقة، من إسرائيل إلى سوريا والعراق.

وتابع إيرسانال في تحليله، قائلاً: “التركيز الزائد على التفاصيل الصغيرة مثل القرى والبلدات في سوريا هو نتيجة لتبلّد الرؤية تجاه الصورة الكبيرة”. وأضاف: “ما يفتقر إليه التحليل الاستراتيجي هو التفكير في النتائج طويلة المدى بدلًا من التركيز على تفاصيل جزئية ليس لها تأثير كبير في المسار العام”.

وفي سياق آخر، أشار إيرسانال إلى رسالة مُرسلة من ترامب إلى رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني، والتي طالبه فيها بضرورة الحد من تأثير الجماعات المدعومة من إيران في العراق، مشيرًا إلى أهمية دور إدارة ترامب في تشكيل رؤية مختلفة للمنطقة، خلافًا لما تطرحه الإدارة الأمريكية الحالية.

وقال: “هذه الرسالة تمثل مسارًا معاكسًا لما فعله البنتاغون في سوريا والعراق في الآونة الأخيرة، وتقدم إشارات حول كيفية رؤية ترامب للمنطقة وتوجهاته المستقبلية”.

أما بالنسبة للأحداث في كندا والهند، فقد لاحظ إيرسانال التوترات المتزايدة بين كندا والهند، لاسيما بعد قمة العشرين التي استضافها رئيس الوزراء الهندي مودي في 2023.

وقال: “قمة العشرين قدمت تقريرًا مشتركًا من قبل دول ‘العيون الخمس’ يتهم الهند بالتورط في ‘جرائم دولية’ في أمريكا الشمالية، مما زاد من تعقيد العلاقات بين كندا ونيودلهي”. وأضاف: “هذه التحركات تشير إلى اضطراب في العلاقات بين الغرب وشرق آسيا”.

وعن تصريحات إيلون ماسك الداعمة لموقف الملك تشارلز ضد البرلمان البريطاني، أشار إيرسانال إلى أن هذه التصريحات تمثل امتدادًا لمواقف ترامب المناهضة لبعض السياسات الغربية. وقال: “مواقف ماسك تشير إلى رغبة في تغيير سياسات الغرب، خصوصًا تجاه روسيا وأوروبا”.

وأضاف: “تاريخ ترامب السياسي في مجال السياسة الخارجية يشير إلى تذبذب في المواقف مع التوجه نحو إعادة تقييم بعض التحالفات التقليدية مثل العلاقة مع بريطانيا وكندا، بما في ذلك التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها حول كندا”.

وفي ختام تحليله، أشار إيرسانال إلى أن السياسات الخارجية الأمريكية، سواء في عهد ترامب أو بايدن، تعكس تحولًا كبيرًا في مواقف الولايات المتحدة تجاه القوى الكبرى مثل روسيا والصين. وأضاف: “هناك خط متضارب بين التوجهات السياسية التي تشكل الانقسامات في السياسة الدولية، مما يجعل تحديد سياسة واضحة أمرًا صعبًا”.

وأكد في النهاية أن “الحديث عن السياسات الخارجية لا ينبغي أن يقتصر على الحديث عن التفاصيل الصغيرة، بل يجب أن يكون مدعومًا برؤية استراتيجية واسعة تأخذ في الحسبان التغيرات الجيوسياسية الكبرى التي تحدث في العالم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *