كيف قضى أردوغان على الإرهاب؟

آيدن أونال يني شفق ترجمة وتحرير اخبار تركيا
مرت القرون القليلة الماضية مليئة بالكوارث على أمتنا. من بحر قزوين إلى جبل طارق، ومن فيينا إلى اليمن، تقلصت أراضي دولتنا التي حكمت مساحات شاسعة حتى اقتصرت على الأناضول. مع الهزائم والتراجعات والخسائر، تحطمت ثقة أمتنا بأنفسها.
هل نحن أمة يمكن كسر ثقتها؟ بين القرنين التاسع والسادس عشر، امتدت الدول التركية من بحر الصين إلى المحيط الأطلسي: الخاقانات، السلاجقة، الغزنويون، الخوارزميون، المماليك، العثمانيون، وغيرهم الكثير. كتب الرحالة ابن بطوطة كيف كان بإمكانه السفر من تونس إلى الهند في القرن الرابع عشر متحدثًا التركية فقط. بعد اعتناق الإسلام، تحالفت الشعوب التركية مع الكرد والعرب وغيرهم، وشكلوا إخوة في التاريخ. فهل كان من السحق محوهم من التاريخ؟ أمة صمدت أمام المغول والتتار، وقهرت البيزنطيين والصليبيين، وهزمت الفرس والمجر، هل يمكن إخضاعها بسهولة؟
لكن للأسف، وصل بنا الحال إلى أن جيش دولة صغيرة مثل اليونان أصبح يُعتبر انتصارًا يُفتخر به. بل والأسوأ من ذلك، أن منظمة إرهابية مثل “PKK” بمثابة بعوضة تلدغ عملاقًا تسببت في زعزعة أمة فقدت ثقتها بنفسها، وزرعت الخوف من “التقسيم”.
كل هجوم إرهابي كان يثير الذعر، ويُسقط الحكومات، ويكبد الاقتصاد خسائر فادحة. تحول الخوف إلى غضب متراكم. لكن بسبب سوء الإدارة السياسية والعسكرية والاقتصادية، بدا الأمر كما لو أن “بعوضة أسقطت نسرًا”.
خدمات الرئيس أردوغان لهذا البلد لا تُعد ولا تُحصى، لكن أهمها على الإطلاق أنه أعاد للأمة ثقتها المفقودة. بالنسبة لأردوغان، تاريخ تركيا لم يبدأ عام 1923، بل هو امتداد لرحلة طويلة مليئة بالانتصارات والمحن. لم يستسلم لليأس أو للذين يرددون “مستحيل”، بل سار مع المؤمنين المضحين، واقتحم كل الحواجز بإرادة لا تلين.
كيف قضى على الإرهاب؟
كسر الروح المعنوية للإرهاب: أوقف استغلال جنازات الشهداء سياسيًا، ومنع تحول الإرهاب إلى أداة ضغط. أثبت أن أمة عظيمة لا تهتز بهجمات صغيرة.
تحرير صناعة السلاح: رفض الخضوع لشروط الدول التي كانت تمنع بيع الأسلحة بحجة “حماية حقوق الإنسان”، وطور صناعة محلية جعلت تركيا من أكبر مصدري السلاح في العالم.
تطهير الدولة من الخونة: قضى على عناصر “الكيان الموازي” (FETÖ) في الجيش والشرطة والمخابرات، وحسم معركة الولاء للدولة.
ضرب مصادر الإرهاب خارجيًا: استخدم الدبلوماسية والعمل الاستخباري لقطع دعم الإرهاب من جذوره في سوريا والعراق وأوروبا.
اليوم، لم يعد الخوف من “التقسيم” يسكن النفوس. من كانوا يصرخون: “أوجلان سيُطلق سراحه، تركيا ستستسلم!” أصبحوا أصواتًا هامشية بفضل إرادة أردوغان وثقة الشعب.
إن القضاء على الإرهاب ليس انتصارًا عسكريًا فقط، بل هو إعادة بناء روح ملاذكرد حيث يتحد الترك والكرد والعرب من جديد. وأردوغان، بإيمانه وثقته، يقود الأمة نحو مستقبل مشرق، ممتدًا من ماضيها العريق.