اخبار تركيا
أظهرت صور متداولة على منصات التواصل الاجتماعي زيارة رئيس الاستخبارات التركية، إبراهيم كالن، لقبر العالم والفيلسوف الإسلامي أبي نصر الفارابي، على هامش زيارة العمل الرسمية التي قام بها أمس الاثنين إلى دمشق.
اختيار كالن لقبر الفارابي، من بين غيره من قبور العلماء الآخرين في دمشق، أثار فضول رواد منصات التواصل الاجتماعي.
وإلى جانب نشاطه السياسي والاستخباري، يُعرف كالن أيضاً بخلفيته الأكاديمية والفكرية الواسعة، وكان قبل توليه منصبه الحالي يستشهد في معظم كتاباته ومحاضراته الفلسفية بأمثلة من الفارابي.
ولم يخفِ المسؤول والمفكر التركي في أكثر من مناسبة إعجابه الكبير بهذا العالم، الذي تناول آراءه بشكل موسع في كتبه ومحاضراته ومقابلاته الإعلامية.
ويُعتبر الفارابي (872950م) عالمًا وفيلسوفًا مسلمًا بارزًا، يُعرف بـ”المعلم الثاني” بعد أرسطو، وقد أسس فلسفة تجمع بين الفكر اليوناني والإسلامي، وكتب في الفلسفة والمنطق والأخلاق والسياسة.
من هو إبراهيم كالن؟
وكالن أكاديمي وسياسي تركي، ولد عام 1971، ونشأ في حيّ كادي كوي في مدينةإسطنبول. تولى مسؤوليات أكاديمية ورسمية عدة، أبرزها منصب المتحدث باسم الرئاسة التركية، ومنصب رئاسة الاستخبارات.
أنهى كالِن المرحلة الابتدائية والمتوسّطة في إسطنبول، وتخرّج من ثانوية ألانيا في مدينة أنطاليا الساحلية جنوبي غرب تركيا.
أجبرته وفاة والدته عام 1986 وهو لا يزال في الـ14 من عمره، على مغادرة إسطنبول والانتقال إلى جوار والده الذي كان يعمل هناك.
عاد مجدّدا فحصل على درجة البكالوريوس من جامعة إسطنبول قسم التاريخ عام 1992. وأكمل تعليمه العالي بالجامعة الإسلامية في ماليزيا ونال درجة الماجستير في الفلسفة والفكر الإسلامي عام 1994.
وفي عام 1996 انتقل إلىالولايات المتّحدة الأميركيةوالتحق بجامعة جورج واشنطن ضمن برنامج العلوم الإنسانية والفلسفة المقارنة، ونال فيها درجة الدكتوراه عام 2002.
وكان موضوع أطروحته بعنوان “نظرية الملا صدرا في المعرفة واتّحاد العاقل والمعقول”.
إتقانه اللغات الإنجليزية والعربيةوالفارسية والفرنسية، فضلا عن لغته الأم، سهل له الاطّلاع على العلوم والمصادر المختلفة وتوسيع مداركه.
انخرط قالن في المجال الأكاديمي عقب نيله درجة الدكتوراه، وأصبح محاضرا في جامعة جورج تاونبواشنطن، وبعد عودته إلى تركيا حاضر بجامعة بيلكنت فيأنقرة.
كما أصبح عام 2011 عضوا في مجلس أمناء جامعة أحمد يسوي الدولية التي أنشئت بتعاون بين كازاخستان وتركيا.
لم يقتصر دور قالِن على إلقاء المحاضرات في الجامعات المحلية والعالمية، بل امتد إلى تأليف كتب، ونشر مقالات في كبريات الصحف والمنصات الإعلامية، من بينها الجزيرة نت وغارديان وواشنطن بوستوفايننشال تايمزونيويورك تايمز، فضلا عن الشرق الأوسط والأهرام.
وفي 2019 بدأ رسميا بتدريس طلبة الدراسات العليا في جامعة ابن خلدون بإسطنبول، وحصل فيها على لقب بروفيسور في العام التالي، ورغم دخوله عالم السياسة فإنه يحلم بالاستقرار التام في العمل الأكاديمي.
بعد انتخاب أردوغان رئيسا للجمهورية في أغسطس/آب 2014، تولّى قالِن منصب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية بصفة سفير، ولاحقا في 2018 شغل منصب وكيل مجلس الأمن الرئاسي والسياسة الخارجية.
استمر قالِن في مهامه متحدثا رسميا ووكيلا لمجلس الأمن الرئاسي حتى 5 يونيو/حزيران 2023، حين تولّى رئاسة جهاز الاستخبارات التركية بعد خلفههاكان فيدان.
