أنس بايراقلي ديريليش بوسطاسي ترجمة وتحرير اخبار تركيا

الأحد الماضي، وجهت أوكرانيا ضربة قاسية لروسيا. واعتبر البعض أن هذا اليوم كان بمثابة “بيرل هاربور” بالنسبة للروس.

خلال الهجوم، قامت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية بتجميع طائرات مسيرة صغيرة من نوع FPV كانت قد تسللت مسبقًا إلى الأراضي الروسية بالقرب من مدينة مجاورة لكازاخستان. تم إخفاء هذه الطائرات المسيرة المزودة بالقنابل في حاويات كبيرة مخبأة في الطوابق العلوية، ثم نُقلت إلى مناطق قريبة من القواعد الجوية الاستراتيجية الروسية. بعد ذلك، فتحت الأغطية العلوية للحاويات تلقائيًا، وانطلقت الطائرات المسيرة لاستهداف القاذفات الاستراتيجية الروسية.

ووفقًا للتقارير، فقدت روسيا حوالي 40 قاذفة استراتيجية بعيدة المدى في هذا الهجوم، بتكلفة تقدر بنحو 7 مليارات دولار.

أظهرت أوكرانيا بهذا الهجوم أنها تمتلك القدرة على ضرب أي نقطة في روسيا وتنفيذ عمليات في أي مكان داخل البلاد.

والأهم من ذلك، أن ثلث الأسطول الروسي من القاذفات الاستراتيجية (حوالي 40 طائرة من أصل 120) قد دُمر في هذا الهجوم. علماً بأن إنتاج هذه الطائرات متوقف حاليًا، ولا يمكن استبدالها على المدى المتوسط بسبب العقوبات.

وبالنظر إلى أن هذه الطائرات كانت محفوظة خصيصًا لحرب محتملة ضد أوروبا والولايات المتحدة، فإن الضرر الاستراتيجي الذي ألحقته أوكرانيا يصبح أكثر وضوحًا.

لماذا تم تنفيذ الهجوم قبل الجولة الثانية من محادثات وقف إطلاق النار في إسطنبول؟

هناك احتمالان رئيسيان:

تخريب المحادثات: قد تكون أوكرانيا والداعمون لها في أوروبا والولايات المتحدة أرادوا تخريب مفاوضات السلام. لكن هذا الاحتمال ضعيف، لأن زيلينسكي من غير المرجح أن يتخذ مثل هذه الخطوة الجذرية دون موافقة ترامب، خاصة أن استمرار الحرب يعتمد على الدعم الأمريكي.

ضغط ترامب على بوتين: الاحتمال الأكثر ترجيحًا هو أن ترامب شجع على الهجوم لإجبار بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. منذ توليه الرئاسة، أكد ترامب رغبته في تحقيق سلام سريع في أوكرانيا. لكن بوتين رأى في هذه العجلة ضعفًا، وأعاق المفاوضات. لذلك، قام ترامب مؤخرًا بتشديد خطابه ضد روسيا.

الاستنتاج الأكثر منطقية هو أن الهجوم كان وسيلة لدفع بوتين إلى المفاوضات. ومن المتوقع أن ترد روسيا عسكريًا، لكن التقييم الحقيقي لبوتين سيكون حول ما إذا كان ترامب جادًا في إنهاء الحرب.

الخلاصة:
بوتين يختبر عزم ترامب. وعندما يرى أن الحرب لم تعد مستدامة على المدى الطويل، قد يقبل بوقف إطلاق النار. لأن هذه الحرب أضرت بروسيا أيضًا بشكل كبير.

عن الكاتب


شاركها.