اخبار تركيا

استعرض الصحفي إبراهيم بوزان السيناريوهات التي تنتظر ملف “قسد” في سوريا، مع اقتراب انتهاء مهلة اتفاق 10 مارس مع نهاية العام الجاري.

وأشار الكاتب، في مقال تحليلي نشرته وكالة الأناضول، إلى أن الاتفاق تحوّل عمليًا إلى أداة لكسب الوقت، ما أتاح لدمشق تعزيز موقعها السياسي على الصعيد الخارجي، وفي المقابل منح “قسد” فرصة لإعادة ترتيب أوراقها وصفوفها.

ولفت إلى وجود تصدعات متزايدة داخل “قسد”، ولا سيما مع تنامي ميل المكوّن العربي إلى الاندماج مع الدولة السورية، مقابل استمرار تأثير القيادات الة بتنظيم “PKK”، وترويجها للخطاب الانفصالي.

كما ركّز المقال على دور إسرائيل في تغذية التوترات في جنوب سوريا وفي الساحل، واستخدامها ورقة الأقليات لإفشال مسارات الاستقرار.

ولم يستبعد الكاتب حدوث تصعيد غير مباشر في المرحلة المقبلة ضد “قسد”، مثل اندلاع انتفاضات عشائرية أو اضطرابات أمنية، أكثر من كونه مواجهة عسكرية شاملة مع القوات الحكومية.

وتوقّع المقال أن تبقى المواقف الأميركية والإسرائيلية عاملًا حاسمًا في رسم مستقبل العلاقة بين دمشق و”قسد”، في ظل مساعٍ تركية لدفع مسار الاستقرار ومنع تفكك سوريا.

وخلص الكاتب إلى أنه، وبالنظر إلى جميع هذه السيناريوهات، وحتى في حال عدم إطلاق الحكومة السورية عملية عسكرية شاملة ضد “قسد” مع نهاية العام، فإن احتمال اندلاع انتفاضة جديدة تقودها عشائر الجزيرة العربية التي تعرّضت للتهجير، مع انتهاء المهلة المحددة في الاتفاق، يبقى قائمًا.

واختتم بالقول إن استمرار وجود تنظيمات ترفض جميع مسارات المصالحة والانضواء تحت مظلة الدولة يجعل من الصعب نجاح أي اتفاقات في سوريا، مشيرًا إلى أن مطالب اللامركزية والحكم الذاتي لا تحظى بقبول شعبي حتى قبل رفض الحكومة لها.

هذا وقال عدة أشخاص بين مشاركين ومطّلعين على محادثات لدمج قوات كردية مع الدولة السورية، إن مسؤولين سوريين وأكراداً وأميركيين يسعون جاهدين لإظهار تقدّم في اتفاق متعثر بهذا الشأن قبل المهلة المحددة بنهاية العام.

وذكرت مصادر سورية وكردية وغربية تحدثت إلى وكالة «رويترز» أن المناقشات تسارعت في الأيام القليلة الماضية على الرغم من تزايد الإحباط بسبب التأخير، وحذّر بعضهم من أن تحقيق انفراجة كبيرة أمر غير مرجح.

كان وزير الدفاع التركي يشار غولر، قد دعا أمس السبت، إلى دمج ما تُعرف باسم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في الجيش السوري بعد تطهيرها ممن وصفهم بـ”العناصر الإرهابية”، وذلك وفق خطة واضحة.

وفي تصريحات خلال لقائه ممثلين عن وسائل إعلام في مقر وزارة الدفاع بالعاصمة أنقرة، أشار غولر إلى أن “تحقيق الاستقرار والأمن فيسوريا، ومكافحة التنظيمات الإرهابية هناك، يعدان أمرين بالغي الأهمية من منظور الأمن القومي التركي”، وفق تعبيره.

ولفت إلى وجود تواصل وثيق وتنسيق قوي وتعاون بنّاء بين تركيا وسوريا التي قال إنها بلغت، وبعد معاناة طويلة، عتبة مهمة في مسيرتها نحو التعايش السلمي وإعادة الاندماج فيالمجتمع الدولي.

وقال إن اتفاق 10 مارس/آذار 2025 الموقع بين حكومة دمشق وقسد تم إعداده في إطار مبدأ دولة واحدة وجيش واحد، إلا أنه لم يلقَ حتى الآن صدى وانعكاسا عمليا على أرض الواقع، ولم يدعم بخطوات ملموسة.

وأكد ضرورة أن تكون عملية دمج قسد بالجيش السوري بموجب خريطة طريق واضحة وجدول زمني معين وملزم وقابل للتنفيذ، بدلا من أن “تدار هذه المرحلة عبر عبارات غامضة لا نهاية لها”.

كما شدد غولر على ضرورة دمج قسد في الجيش السوري بعد “فصلها عن العناصر الإرهابية وتطهيرها منها، وتخليها عن الخطاب الانفصالي واللامركزي”، بحسب قوله.

وأشار إلى ضرورة ارتباط قسد بالسلطة المركزية والقضاء التام على أي هياكل أمنية موازية على أرض الواقع، قائلا إن تركيا تتابع عن كثب، المستجدات المتعلقة بهذا الخصوص.

والخميس، حذّر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قسد من أي تأجيل جديد لتنفيذ اتفاق دمجها في الجيش السوري، مؤكدا أن استمرار الوضع الحالي يهدد الوحدة الوطنية للبلاد.

وفي 10 مارس/آذار الماضي، وقّع الرئيس السوريأحمد الشرعوقائد قوات قسدمظلوم عبدي، اتفاقا لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرقي البلاد في إدارة الدولة، لم يجر تنفيذه حتى الآن.

شاركها.