اخبار تركيا
لفت تكرار زيارات المسؤولين الأتراك إلى جبل قاسيون في العاصمة السورية دمشق الانتباه، باعتباره موقعاً يحمل دلالات سياسية ورمزية منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.
ومنذ السنوات الأولى للثورة، درج مسؤولون أتراك على توجيه رسائل سياسية من خلال الإشارة إلى جبل قاسيون أو الظهور من على قمته بعد تحرير سوريا، في سياق التعبير عن موقف أنقرة من النظام السوري السابق.
وتعود إحدى أبرز هذه الإشارات إلى تغريدة نُشرت عام 2015 وانتشرت على نطاق واسع في تركيا، عكست رمزية الجبل بوصفه نقطة مطلة على دمشق ومعبّرة عن تطلعات التغيير آنذاك.
ومع سقوط نظام الأسد، اكتسب الجبل بُعداً جديداً في الخطاب السياسي التركي. فبعد أيام قليلة من ذلك التطور، زار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان دمشق، وصعد إلى قمة جبل قاسيون برفقة الرئيس السوري أحمد الشرع، حيث التُقطت مشاهد لهما وهما يحتسيان الشاي ويطلان على العاصمة السورية.
ومنذ تلك الزيارة، بات الصعود إلى قمة قاسيون محطة شبه ثابتة في زيارات المسؤولين الأتراك إلى دمشق، إذ نادراً ما يزور مسؤول تركي العاصمة السورية من دون المرور بالجبل.
وفي زيارته الأخيرة، صعد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى قمة قاسيون برفقة نظيره السوري أسعد الشيباني، وذلك في اليوم نفسه الذي كان قد زار فيه الجبل لأول مرة قبل عام.
وفي السياق ذاته، نشر السفير التركي في دمشق صورة جمعته بوزير الخارجية هاكان فيدان من على قمة جبل قاسيون، وهما يشاهدان العاصمة السورية، في رسالة وُصفت بأنها تحمل دلالات سياسية ورمزية تتعلق بمرحلة ما بعد النظام السابق.
https://x.com/TR99media/status/2003541119670583647/video/1
العلاقات التركية السورية بعد سقوط نظام الأسد
وفي تطور تاريخي، أُعلن يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق. وفرّ الأسد إلى موسكو، منهياً بذلك حكماً دام 24 عاماً، امتداداً لسيطرة عائلته على السلطة منذ عام 1970.
وجاء هذا التحول بعد نحو 14 عاماً من اندلاع الثورة السورية، حيث صعّدت الفصائل المسلحة عملياتها العسكرية منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، انطلاقاً من ريف حلب الغربي وصولاً إلى دمشق، لتنتهي بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث وحقبة الأسد في سوريا.
بدورها، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وأعادت فتح سفارتها في دمشق بعد نحو 12 عاماً من الإغلاق. وجاء ذلك بعد زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، للعاصمة السورية، في خطوة عكست تأييد أنقرة للتحولات السياسية في البلاد.
وفي أول زيارة لمسؤول أجنبي بعد سقوط النظام، وصل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى دمشق يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الشرع ومسؤولين آخرين. واستمر تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، حيث زار وزير خارجية سوريا الجديد، أسعد الشيباني، أنقرة في 14 يناير/كانون الثاني 2025، بينما شهدت العاصمة التركية يوم 4 فبراير/شباط 2025 زيارة تاريخية لرئيس سوري، هي الأولى منذ 15 عاماً.
من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً التزام بلاده بدعم سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام، سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وعسكرياً. كما شدد على رفض تركيا القاطع لـ”الأطماع الانفصالية” في سوريا، إلى جانب إدانته للهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت عقب انهيار نظام الأسد.
ويتواصل التعاون التركي السوري حاليا في شتى المجالات وعلى رأسها الاقتصاد والتجارة والنقل، حيث رفعت تركيا قيودا تجارية كانت مفروضة زمن النظام المخلوع، فيما تقدم مؤسسات القطاع العام والخاص التركية مساعدات مختلفة لسوريا سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي.
