اخبار تركيا

مخاوف العالم من ترامب.. الكابوس الحقيقي يكمن في واشنطن (خبير تركي)

اخبار تركيا

أكد الكاتب والخبير التركي نيدرت إيرسانال، إن الخوف الذي أحدثه الرئيس 47 ينعكس على جيرانه، وخاصة على شركائه الأوروبيين، ليصل إلى العالم بأسره، مشيرا إلى أن “الكابوس الحقيقي يكمن في واشنطن. أما في بقية أنحاء العالم فالجميع يتساءل عن طبيعة علاقاته مع ترامب، وإذا كانت هناك مشكلة خاصة، فكيف سيتم حلها”.

وقال الكاتب في مقال بصحيفة يني شفق إن حالة القلق عادة ما توصف بأنها تتعلق بـ “اختلال التوازن”. وهناك قلق بشأن تقلبات قرارات ترامب، “ولكن تصريحاته والتوقيعات التي قام بها في أول 24 ساعة أنه هو وإدارته في غاية “الحزم” و”التخطيط”.

وأضاف: “من الواضح أنه سيبدأ بالنظر في القضايا “الداخلية”. وسيحدث الكثير من التغييرات في آليات الأمن والاستخبارات والعدالة”.

وتابع المقال:

في الواقع، أثناء كتابة هذه السطور، تم إلغاء تصاريح الأمن لـ51 من ضباط الاستخبارات بما في ذلك مديري وكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي. إضافة إلى ذلك، أصدر عفواً عن 1600 شخص شاركوا في أحداث الكونغرس في 6 يناير 2021، يبدو أن “الانتقام” سيستمر، وأكثر ما يثير فضولنا هو البنتاغون…

أما بالنسبة للدول الأوروبية المسكينة، فهي تتخبط في محاولات يائسة بحثا عن مخرج بينما تتصادم مع بعضها البعض. كما أن البعض منهم يجدد ولاءه. وحتى بعض الدول الكبيرة مثل ألمانيا وفرنسا تحاول إظهار أنهم “يبحثون عن طرق مستقلة عن الولايات المتحدة” وهذا كله بهذا الوضع. ولكن لا جدوى من كل هذا.

أما مشكلة بريطانيا، فهي تتعلق بأوكرانيا، أو بالأحرى بروسيا. فعلى الرغم من تناقضها مع إدارة ترامب بشأن استمرار الحرب، إلا أنها، كما جاء في تصريح وزير الخارجية لامي للتهنئة، “مستعدة للعمل معا”.

وفيما يتعلق بالقضايا العامة التي تعتمد على شعارات مألوفة يعرفها الجميع مثل حقوق المثليين، وسياسات الطاقة، وإنهاء الحروب، وقضية المهاجرين، والاقتصاد، وما إلى ذلك، لن تشهد أي تغيير ملموس بعض النظر عن النجاح أو الفشل. ففي الولايات المتحدة، لم يعد هناك سوى “جنسين فقط”، والدليل على ذلك أولى قرارات الرئيس التي تضمنت الانسحاب من “اتفاقية باريس للمناخ. فالرئيس يتجاهل التعقيدات الليبرالية.

وبالطبع كما نرحب بالإدارة الجديدة يجب أن نوجه كلمة وداع إلى الإدارة السابقة. فقد كانت علاقات إدارة بايدن بتركيا كارثية. لقد رأينا أن ما أسموه “الإطار المؤسسي” كان في الواقع محاولة للتلاعب بالتوازنات الداخلية للإطاحة بحكومة أنقرة. لكن إرث بايدن العالمي لم يكن سوى كومة من القمامة، وقد دخل بايدن وبلينكن التاريخ كـ “مُرتكبي إبادة جماعية كاريكاتيرية”. ومثلما عانى قادة الغرب من الشعور بالعار بعد حرب العراق، فإن مصيرهم الآن سيكون نفسه.

أعتقد أننا تعلمنا درسًا من الفوضى والأضرار التي خلفها لنا نهج أوباما وبايدن. ونأمل الآن ألا يحتفل أحد بمجيء ترامب وكأنه عيد. فالأولى بالدول مثل تركيا أن تدرك أن أول ما يجب تعلمه في السياسة الخارجية هو عدم بناء “علاقات عاطفية” مع رؤساء الولايات المتحدة. ينبغي أن نتوقف عن عادة المبالغة في الاحتفاء بأي خطوة إيجابية منهم، لكي لا نصاب بخيبة أمل إذا ما انعكست الأمور. في الواقع، كان هذا أحد الخطايا المعيبة التي ارتكبها التيار الذي هيمن على تركيا في فترة سابقة، حيث كان يعتبر العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة محورًا لفلسفة الحياة. لقد دفعنا الثمن، ومن الآن فصاعدًا يجب أن نحافظ على وعينا بهذه الحقائق ونحن ندير تلك العلاقات.

أما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية في عهد ترامب..

بعد الاعتراف بأن إدارة ترامب تتسم بـ”الجاهزية والسرعة”، يمكن القول إنها لن تميل مبدئيًا إلى الدخول في صراعات تعيق حركتها. وهذا يشمل جميع المناطق.

وتصريحه بشأن إنهاء حرب أوكرانيا في يوم واحد كان بلا شك تعبيرًا مجازيًا. لقد انقضى ذلك اليوم بالفعل، ولكنه يعكس دلالة على عزمه الجاد. ورغم ذلك يمكننا أن نفترض بقوة أن الحرب لن تنتهي فورا، لكنها أيضًا للن تستمر بالطريقة نفسها كما كانت في السابق. والدليل على ذلك، طلبه عقد اجتماع فوري مع بوتين، وتوقيعه على أحد أول قراراته التنفيذية بتعليق المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا.

هناك ثلاث قضايا رئيسية في الشرق الأوسط: إسرائيل وإيران وتركيا. فهل يمكن للتغيرات التي طرأت على المعادلة السورية أن تساهم في تهدئة التوترات بين هذه الدول الثلاث عبر صيغة جديدة؟

لا يزال الحديث عن استهداف إيران سائدا في الخطاب السياسي، ولكن ترامب أعلن عن نيته الحوار مع طهران قبل اتخاذ أي إجراء عملي. أما نتنياهو فهو مشكلة، وهذه المسألة تتطلب التعامل بحذر لأنها ة بالديناميات الداخلية للولايات المتحدة. ونظراً لوضع بايدن كان نتنياهو قادرًا على فرض ضغوطه على البيت الأبيض، ولكنه لن يستطيع فعل ذلك مع ترامب. والسؤال الآن هو ما إذا كان دور نتنياهو في خطط الولايات المتحدة للشرق الأوسط قد انتهى أم لا؟ كما يجب إعادة بناء العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج وخاصة السعودية، ويجب اتخاذ قرار بشأن كيفية الحفاظ على توازن إيران بوصفها آخر امتداد للشرق، كما يجب توضيح طبيعة العلاقات التركية مع إسرائيل وإيران، وما هي السياسة المتوقعة، وأخيراً يجب أن تتحرك أمريكا بشأن مسألة تنظيم “بي كي كي/واي بي جي” الإرهابي.

نحن على علم أنه خلال فترة انتقال السلطة في الولايات المتحدة تم إيصال رسائل لجميع دول المنطقة بعدم اتخاذ أي خطوات مفاجئة، ولكن هذه الفترة قد انتهت. والعلاقات التركية مع ترامب بعيدة كل البعد عن حالة الهلع التي تسود الدول الأخرى. وهذا يعد نجاحًا لأنقرة.

فيما يخص الصين، سنشهد مفاجآت. والجميع متأكد من أن ساحة الصراع بين أمريكا والصين ستتسع وتتصاعد، ولكن رغم أن الخطاب يعكس ذلك، فإن الواقع سيكون مختلفًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *