اخبار تركيا
قال برهان كور أوغلو، القائم بأعمال السفارة التركية في سوريا، إن الشركات التركية ستتجه للاستثمار في مناطق شمال شرق سوريا “الغنية بالموارد”، في حال “تحقق الإستقرار وإتمام الإتفاقات بين الأطراف الداخلية”، في إشارة لاتفاق الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد ما يسمى بـ “قسد” مظلوم عبدي.
وكشف كور أوغلو، الذي تواجد في مدينة المعارض الجديدة بدمشق، للمشاركة في سلسلة المعارض التخصصية لعام 2025، خلال حديثه لشبكة “رووداو” الإعلامية، أن بلاده ستعيد تفعيل المعابر بين تركيا وسوريا، المتواجدة في روجآفا، خاصة معبر نصيبين الحدودي الواقع بمدينة قامشلو، حينما يكون هناك “استقرار أمني”، وانتشار للقوات الحكومية السورية في مناطق شمال وشرق سوريا.
تجدر الإشارة إلى أن 180 شركة تركية تشارك في المعارض الثلاثة التي انطلقت يوم الأربعاء الماضي وتستمر لـ 5 أيام، وذلك من أصل 500 شركة محلية ودولية.
وأدناه نص الحوار:
رووداو: كيف تقيم علاقة تركيا مع سوريا في هذه المرحلة الجديدة؟
برهان كور أوغلو: “العلاقة بين تركيا وسوريا علاقة تاريخية قديمة جداً، وخاصة خلال فترة الحرب. كما تعلمون، انتهجت تركيا سياسة الباب المفتوح للإخوة السوريين الذين لجأوا إليها.
الآن بعد النصر، نريد المساهمة في إعادة إعمار سوريا بشكل جيد مع كل أطرافها وعلى كامل أراضيها. لذلك نحن هنا كسفارة، وبالطبع هناك العديد من الشركات والمؤسسات التركية التي تأتي إلى هنا بعضها مؤسسات خيرية، وبعضها شركات، وبعضها مؤسسات دولية وحكومية وكلها تساهم في استقرار سوريا.
نحن ندرك أن استقرار سوريا باستقرار تركيا، وكلاهما يسيران في المسار نفسه. نتمنى لكم التوفيق. بالطبع، النشاط الاقتصادي مهم، وتفعيله سيؤدي إلى إعادة الإعمار بشكل أقوى إن شاء الله.
رووداو: هل ستتجه الشركات التركية إلى كامل الأراضي السورية بما فيها شمال شرق سوريا؟
برهان كور أوغلو: بالطبع، نحن نؤمن بوحدة الأراضي السورية. وإن شاء الله، عندما يكون هناك استقرار أكبر والاتفاقيات بين الأطراف الداخلية السورية تتم بشكل جيد، فإن شمال شرق سوريا منطقة غنية جداً بالموارد الطبيعية والمناطق الزراعية، وكل هذا سيساهم مستقبلاً في بناء سوريا بشكل أقوى.
رووداو: هناك تنسيق ودعم بين تركيا وسوريا خاصة بمعبر نصيبين بمدينة قامشلو. هل ستكون هناك خطة مستقبلية لهذا الأمر؟
برهان كور أوغلو: لست مطلعاً على التفاصيل، ولكن من حيث المبدأ، كلما استقرت الأراضي السورية، بالتأكيد ستكون هناك معابر كثيرة بين البلدين. توجد حالياً بعض المعابر في الشمال، ويمكن إضافة معابر أخرى طالما يوجد استقرار أمني وسيطرة للقوات السورية الحكومية على تلك المناطق. بعد ذلك، بالتأكيد سنفتح هذه المعابر لتعزيز النشاط الاقتصادي فيها.
رووداو: هل للعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا تأثير على هذا الأمر؟
برهان كور أوغلو: ما زال لهذه العقوبات، خاصة تلك التي فرضتها الدول الغربية والولايات المتحدة، تأثير بشكل مباشر وغير مباشر. نحن نسعى لرفع هذه العقوبات في أقرب فرصة ممكنة.
وفي تطور تاريخي، أُعلن يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق. وفرّ الأسد إلى موسكو، منهياً بذلك حكماً دام 24 عاماً، امتداداً لسيطرة عائلته على السلطة منذ عام 1970.
وجاء هذا التحول بعد نحو 14 عاماً من اندلاع الثورة السورية، حيث صعّدت الفصائل المسلحة عملياتها العسكرية منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، انطلاقاً من ريف حلب الغربي وصولاً إلى دمشق، لتنتهي بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث وحقبة الأسد في سوريا.
بدورها، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وأعادت فتح سفارتها في دمشق بعد نحو 12 عاماً من الإغلاق. وجاء ذلك بعد زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، للعاصمة السورية، في خطوة عكست تأييد أنقرة للتحولات السياسية في البلاد.
وفي أول زيارة لمسؤول أجنبي بعد سقوط النظام، وصل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى دمشق يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الشرع ومسؤولين آخرين. واستمر تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، حيث زار وزير خارجية سوريا الجديد، أسعد الشيباني، أنقرة في 14 يناير/كانون الثاني 2025، بينما شهدت العاصمة التركية يوم 4 فبراير/شباط 2025 زيارة تاريخية لرئيس سوري، هي الأولى منذ 15 عاماً.
من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً التزام بلاده بدعم سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام، سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وعسكرياً. كما شدد على رفض تركيا القاطع لـ”الأطماع الانفصالية” في سوريا، إلى جانب إدانته للهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت عقب انهيار نظام الأسد.
ويتواصل التعاون التركي السوري حاليا في شتى المجالات وعلى رأسها الاقتصاد والتجارة والنقل، حيث رفعت تركيا قيودا تجارية كانت مفروضة زمن النظام المخلوع، فيما تقدم مؤسسات القطاع العام والخاص التركية مساعدات مختلفة لسوريا سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي.