اخبار تركيا
شرعت تركيا في تقديم برامج تدريبية للجيش السوري، ضمن إطار الاتفاقيات العسكرية مع دمشق، بحسب ما نقلته صحيفة “يني شفق” عن مصادر تركية مطلعة. وأكدت المصادر أن أنقرة على استعداد لتقديم دعم عسكري إضافي يشمل الطائرات المسيّرة المسلحة والدعم المدفعي إذا طلبت الحكومة السورية ذلك.
ويهدف التدريب إلى تعزيز القدرات الدفاعية للجيش السوري، بما يشمل وحدات المغاوير والمشاة، مع إمكانية استمرار التدريب لاحقًا داخل الأراضي السورية أو عبر برامج إضافية مشابهة لتجارب تركيا السابقة في الصومال وليبيا.
كما أشار الموقع البريطاني “ميدل إيست آي” إلى أن نحو 300 عنصر من الجيش السوري وضباط الشرطة يتلقون حاليًا تدريبات في قاعدتين بوسط وشرق تركيا، في حين تخطط أنقرة لتوسيع برنامج التدريب ليشمل نحو 5000 عنصر على المدى القريب، مع إمكانية وصول العدد إلى 20 ألفاً على المدى المتوسط والبعيد.
وأوضحت المصادر أن تركيا ستظل جاهزة لتقديم الدعم اللازم في مجالات الاستخبارات والطيران والمدفعية إذا استدعت الحاجة، بما يسهم في تعزيز الاستقرار الأمني في مناطق السيطرة السورية.
وفي خطوة مفصلية تحمل أبعادًا عسكرية وسياسية، أعلنت وزارة الدفاع التركية بدء عمليات تدريب الجيش السوري وتقديم الاستشارات والدعم الفني بموجب اتفاقية وُقّعت الشهر الماضي مع دمشق.
خطوة وصفتهاأنقرةبأنها تأتي في إطار القانون الدولي وحق الدفاع عن النفس، في وقت نفت فيه تقارير عن استهداف إسرائيلي لمواقع قواتها داخلالأراضي السورية.
التحرك التركي يعكس تحولا كبيرا في المشهد الإقليمي، إذ يتزامن مع تصاعد النقاش حول موازين القوى فيسوريا، وتزايد الحضور الإسرائيلي على تخوم المنطقة العازلة جنوبا، ومع ما جرى مؤخرا فيالسويداءمن أحداث أثارت تساؤلات حول شكل التوازنات المقبلة.
العلاقات التركية السورية بعد سقوط نظام البعث
وفي تطور تاريخي، أُعلن يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق. وفرّ الأسد إلى موسكو، منهياً بذلك حكماً دام 24 عاماً، امتداداً لسيطرة عائلته على السلطة منذ عام 1970.
وجاء هذا التحول بعد نحو 14 عاماً من اندلاع الثورة السورية، حيث صعّدت الفصائل المسلحة عملياتها العسكرية منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، انطلاقاً من ريف حلب الغربي وصولاً إلى دمشق، لتنتهي بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث وحقبة الأسد في سوريا.
بدورها، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وأعادت فتح سفارتها في دمشق بعد نحو 12 عاماً من الإغلاق. وجاء ذلك بعد زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، للعاصمة السورية، في خطوة عكست تأييد أنقرة للتحولات السياسية في البلاد.
وفي أول زيارة لمسؤول أجنبي بعد سقوط النظام، وصل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى دمشق يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الشرع ومسؤولين آخرين. واستمر تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، حيث زار وزير خارجية سوريا الجديد، أسعد الشيباني، أنقرة في 14 يناير/كانون الثاني 2025، بينما شهدت العاصمة التركية يوم 4 فبراير/شباط 2025 زيارة تاريخية لرئيس سوري، هي الأولى منذ 15 عاماً.
من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً التزام بلاده بدعم سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام، سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وعسكرياً. كما شدد على رفض تركيا القاطع لـ”الأطماع الانفصالية” في سوريا، إلى جانب إدانته للهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت عقب انهيار نظام الأسد.
ويتواصل التعاون التركي السوري حاليا في شتى المجالات وعلى رأسها الاقتصاد والتجارة والنقل، حيث رفعت تركيا قيودا تجارية كانت مفروضة زمن النظام المخلوع، فيما تقدم مؤسسات القطاع العام والخاص التركية مساعدات مختلفة لسوريا سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي.