يدخل أصحاب المراكز الأولى على مستوى الدول العربية المشاركة في منافسات الدورة التاسعة من تحدي القراءة العربي، المرحلة النهائية والحاسمة في رحلة البحث عن لقب التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، والتي تتوج أبطال دورتها التاسعة يوم 23 أكتوبر الجاري خلال الحفل الختامي الذي يستضيفه مركز دبي التجاري العالمي.
ومع اقتراب يوم التتويج، يحلم كل مشارك في تصفيات المرحلة النهائية بانتزاع اللقب، على الرغم من صعوبة المهمة مع تقارب مستويات المتنافسين في ختام الدورة التاسعة التي شهدت مشاركة قياسية وصلت إلى أكثر من 32 مليون طالب وطالبة من 50 دولة يمثلون 132112 مدرسة، وبإشراف 161004 مشرفين ومشرفات.
تحدي القراءة العربي الذي تنظمه مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”، نجح في استقطاب أكثر من 163 مليون طالب وطالبة وأكثر من 877 ألف مشرف ومشرفة قراءة، وتسجيل أكثر من 927 ألف مشاركة للمدارس العربية، وها هو يستعد للإعلان عن أبطال جدد في جميع فئاته، مواصلاً بذلك نشر رسالته المعرفية والثقافية والتي التزم بها منذ إطلاقه في العام 2015.
لكل متنافس من الطلاب والطالبات على لقب الدورة التاسعة تحديات واجهها قبل نيله المركز الأول على مستوى بلاده، وقصة ملهمة تستحق أن تروى، ولا شك في أن كل منهم يستحق لقب البطل، ولا شك أيضاً بأن كل مشارك في تحدي القراءة العربي هو فائز بامتياز.
ريم الزرعوني بطلة الإمارات
قرأت أكثر من 300 كتاب خلال رحلتها في تحدي القراءة العربي، أسهمت في صقل شخصيتها وفهمها للحياة، وفي مقدمتها كتابي “قصتي”، و”ومضات من فكر” لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”.. هي الطالبة ريم عادل الزرعوني التي توجت بطلة لتحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى دولة الإمارات في ختام تصفيات تنافس فيها أكثر من 810 آلاف طالب وطالبة مثلوا 1380 مدرسة وتحت إشراف أكثر من 2005 مشرفين ومشرفات.
تستذكر ريم حكايتها مع القراءة، وتتوقف عند مؤلفات أدبية تركت أثراً بالغاً في نفسها وشجعتها على تكثيف المطالعة والاهتمام بالكتابة مثل رواية “ابنة غواص اللؤلؤ” للكاتبة الإماراتية ميثاء الخياط، ورواية “الأمير الصغير” للكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري.
تقول بطلة الإمارات في تحدي القراءة العربي: ” كل كتاب قرأته أضاف صفحة إلى سجل إنجازاتي.. طموحاتي المستقبلية ستكون في إطار منفعة وطني ورفع رايته في القمة، وأن أجعل اللغة العربية هوية، لا هواية”.
تحرص الطالبة ريم الزرعوني على المشاركة في مسابقات الذكاء الاصطناعي، وتهوى الشعر وكتابة القصة، وتضيف: “أنا مولعة بالكتابة.. أجد نفسي بين السطور، أحاور شخوص كتاباتي”، كما تحلم ريم بإطلاق مبادرة تحتضن أعمال الكتّاب الذين منعتهم ظروف الحياة من نشر إبداعاتهم.
تحث ريم الطلاب والطالبات على عدم اليأس وتكرار المشاركة في تحدي القراءة العربي وعدم التخلي عن طموح المركز الأول، مستشهدة بفوزها في المحاولة الرابعة بلقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى الإمارات.
إدريس اليامي بطل السعودية
استطاع الطالب إدريس علي اليامي، انتزاع لقب بطل تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى المملكة العربية السعودية، بعد تصفيات سجلت أرقاماً غير مسبوقة في تاريخ المشاركة السعودية، حيث تنافس على المراكز الأولى مليون و820 ألفاً و21 طالباً وطالبة من 19 ألفاً و550 مدرسة، وتحت إشراف 24 ألفاً و989 مشرفاً ومشرفة، ويطمح الآن إلى التتويج بلقب بطل تحدي القراءة العربي 2025.
بدأت رحلة إدريس اليامي مع المطالعة وهو في الصف الثاني الابتدائي، وقد قرأ 264 كتاباً خلال مشاركته في تحدي القراءة العربي، وكان حريصاً على أن تكون اختياراته متنوعة في مختلف المجالات، لإيمانه بأن القراءة هي الطريق التي تفتح له الأبواب وتغذي تفكيره وتطور لغته وشخصيته.
يؤكد إدريس أن القراءة جعلته أكثر هدوءاً، وأكثر تقديراً للاختلاف وفهماً للآخرين، كما ساعدته على اكتشاف نفسه وصياغة رؤاه للمستقبل.
ويقول بطل المملكة العربية السعودية: “الدافع الأكبر لمشاركتي في تحدي القراءة العربي كان رغبتي في تمثيل وطني بفخر، وأرفع علم بلادي في هذا المحفل الكبير، وحقيقية لم أكن متأكداً من وصولي إلى هذه المرحلة، ولكن بالاجتهاد والشغف حققت هذا الإنجاز “.
طموحات إدريس اليامي متنوعة، فهو يرى نفسه طبيباً ومخترعاً وروائياً، ويضيف: “أحلم أن أكون شخصاً يغير حياة الناس نحو الأفضل، سواء بفكرة، أو اختراع، أو حتى بكلمة تلمس القلب”.
الغلا الهاجري بطلة قطر
تحلم الطالبة الغلا عبد الله خالد الهاجري أن تصبح طبيبة أطفال، وقد تعزز هذا الحلم بعد تتويجها بطلة لتحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى دولة قطر، والتي استقطبت 177197 طالباً وطالبة مثلوا 382 مدرسة وتحت إشراف بين 3735 مشرفاً ومشرفة.
وعن دافعها للمشاركة في تحدي القراءة العربي، تقول الغلا: “عندما قرأت استمتعت وشعرت كأنني داخل حلم لا أريد أن ينتهي، فالقراءة ليست هواية عابرة، بل هي مفتاح العقول، وجسر الحضارات، وسر النهضة والتقدم.. بالقراءة نسافر إلى عوالم لم تطأها أقدامنا، ونحاور عقول العظماء وننهل من خبراتهم”.
بدأ تعلق الغلا الهاجري بالقراءة منذ كانت في الرابعة من عمرها، وقد أنهت 70 كتاباً متنوعاً ما بين ورقي وإلكتروني، معتبرة أن كل كتاب كان يأخذها إلى عالم جديد، لتصبح القراءة بالنسبة لها جزءاً أساسياً من حياتها اليومية.
وتضيف بطلة تحدي القراءة العربي في قطر، والتي تهوى الرسم والسباحة: “القراءة فتحت لي أبواب عوالم داخل نفسي لم أكن أعرفها، وجعلتني واثقة بنفسي وتفكيري وأرى الناس بعين الحكمة، القراءة زادت من حصيلتي اللغوية ورسمت لي طريق طموحاتي كما لو كانت خارطة لمستقبلي”.
وتقول لمن شارك أكثر من مرة في تحدي القراءة العربي ولم يستطع الفوز بأحد المراكز الأولى على مستوى بلده: “لا تتوقف عن المحاولة، فكل تجربة تعلمنا شيئاً جديداً، وبالإصرار والمثابرة سيأتي اليوم الذي تحقق فيه حلمك”.
آدم الروداني بطل المغرب
في طريقه لإحراز لقب بطل تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى المملكة المغربية، قرأ الطالب آدم الروداني 80 كتاباً، وكان أكثرها تأثيراً في نفسه كتاب “القائدان البطلان” لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، الذي يروي قصة المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم “طيب الله ثراهما” ورؤيتهما في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وكيفية تحويل الأحلام لحقيقة واقعية.
تمكن آدم الروداني بمثابرته واجتهاده، من نيل اللقب بعد تصفيات وطنية شارك فيها 4342048 طالباً وطالبة، مثلوا 14197 مدرسة وتحت إشراف 20200 مشرف ومشرفة، ولديه قناعة راسخة رافقته منذ الصغر أن “المطالعة اكتشاف للذات وركيزة أساسية دونها لا شيء يبنى أو يبلغ”.
بعزيمة لا تلين، قرر آدم المشاركة في تحدي القراءة العربي، دافعه الأساسي رغبة جارفة في تحصيل المعارف وتعزيز مكانة اللغة العربية، وتحقيق أحلام كبيرة، ويقول بطل المملكة المغربية: ” طموحاتي المستقبلية عديدة.. كأن أكون رائد فضاء وعالماً أو كاتباً”.
هوايات آدم الروداني كثيرة تشمل الكتابة والرسم وركوب الخيل والسباحة، ويؤكد أن الأسرة هي مصدر القوة: “مثلي الأعلى في الحياة هما والداي إذ أرى فيهما الجد والعمل، والصبر والأمل والحكمة.. هما الملاذ والمثل”.
مريم شامخ بطلة موريتانيا
على الرغم من مشاركتها للمرة الأولى في تصفيات تحدي القراءة العربي، استطاعت الطالبة مريم محمد شامخ الفوز بلقب بطلة التحدي في دورته التاسعة على مستوى الجمهورية الإسلامية الموريتانية، في ختام تصفيات تنافس فيها 261662 طالباً وطالبة مثلوا 235 مدرسة وتحت إشراف 1889 مشرفاً ومشرفة، لتثبت لنفسها ولأقرانها أن الاجتهاد هو الطريق الوحيد للنجاح وتحقيق الأهداف في الحياة.
قرأت مريم وهي المتفوقة في دراستها، حوالي 100 كتاب خلال مشاركتها في تحدي القراءة العربي، وكانت ثقتها كبيرة بنيل المركز الأول في موريتانيا على الرغم من معرفتها بصعوبة الهدف، وشدة المنافسة من المشاركين.
تقول مريم شامخ: “أحببت المطالعة منذ تعلمي القراءة والكتابة، وكانت الانطلاقة من كتب والدي في المنزل، لكن بدايتي الحقيقية جاءت مع مشاركتي في الدورة التاسعة من مبادرة تحدي القراءة العربي، وقد استهوتني مواضيع عدة أهمها تلك التي تتحدث عن بناء واكتساب الصداقات، والمواصفات التي يجب أن تتوفر في الصديق الوفي”.
تؤكد بطلة موريتانيا أن رفقتها للكتاب منحتها الكثير من الثقة بالنفس والقدرة على تجاوز الصعاب وحسن التعامل مع الآخرين، وتضيف: “مثلي الأعلى في الحياة هو نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وحلمي هو الوصول إلى أعلى مراتب العلم والثقافة والأدب”.
رهف عبد الله بطلة اليمن
أحرزت الطالبة رهف سامي جميل عبد الله لقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى الجمهورية اليمنية، في ختام تصفيات شهدت منافسة كبيرة بين الطلاب والطالبات مثلوا 996 مدرسة تحت إشراف 100 مشرف ومشرفة، وتطمح إلى نيل لقب بطلة تحدي القراءة العربي 2025.
تقول رهف: “دافعي للمشاركة في تحدي القراءة العربي هو شغفي بالقراءة ورغبتي في خوض هذا التحدي الذي يعبر عن هوايتي ويعكس قوة الكلمة في داخلي ويثبت للعالم بأن القراءة ليست هواية عابرة فقط، بل هي تجسيد لتفاصيل الحياة التي نعيشها فلا بد لصوت القارئ أن يطغى على كل ضجيج الحياة وصخبها.. توقعاتي كبيرة وأسعى لأكون قدوة جيل يعتز بلغته وثقافته الأصيلة”.
قرأت بطلة الجمهورية اليمنية أكثر من 400 كتاب، منها 120 كتاباً خلال مشاركتها في التحدي “بدأت رحلتي مع القراءة عندما كنت في الخامسة من عمري بصحبة والدي ولهما يعود الفضل بعد الله سبحانه وتعالى حيث تعلمت القراءة مبكراً. والدي قارئ نهم ولديه مكتبة صغيرة وكان يشتري لي الكتب المصورة وغيرها فبدأت رحلتي مع القراءة تتبلور أكثر وتتضح معالمها عندما وقع اختياري على كتاب قصص الأنبياء حيث قرأته مرات عدة واستمرت مسيرتي مع الكتب تنمو وتتطور حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم”.
تحلم رهف عبد الله أن تكون طبيبة، أما هواياتها الرئيسية فهي الكتابة والتصوير وحب الاستكشاف، وتخاطب كل من شارك في تحدي القراءة ولم يحالفه الحظ لنيل المركز الأول في دولته: “مجرد المحاولة هو في حد ذاته إنجاز يستحق الفخر، لقد اخترت طريق المعرفة، وهذا هو الفوز الحقيقي”.
تغريد محمد بطلة مصر (المستوى الوزاري)
استحقت الطالبة تغريد محمد عبد العليم محمد لقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى وزارة التربية والتعليم في جمهورية مصر العربية، والتي شهدت مشاركة غير مسبوقة في تاريخ المشاركات المصرية حيث تنافس في التصفيات 17608366 طالباً وطالبة، مثلوا 30575 مدرسة وتحت إشراف 41225 مشرفاً ومشرفة.
تقول تغريد: “ما دفعني للمشاركة في تحدي القراءة العربي هو حبي العميق للقراءة منذ طفولتي، ورغبتي المستمرة في اكتشاف المزيد من عوالم المعرفة، والتعمق في جمال اللغة العربية، وجدت في هذه المبادرة فرصة عظيمة لأعيش شغفي بالقراءة، كما كان من أبرز الدوافع أيضا رغبتي في التعرف على أصدقاء من مختلف الدول العربية، ما يعزز من قيمة المشاركة وأثرها في حياتي”.
بدأت تغريد محمد القراءة منذ المرحلة التمهيدية، وفي جعبتها أكثر من 500 كتاب في مجالات متنوعة، من بينها أكثر من 100 كتاب في التنمية البشرية وحقوق الطفل، أما الكتاب الأكثر تأثيراً في نفسها فهو “كليلة ودمنة” لعبد الله بن المقفع.
توضح بطلة جمهورية مصر العربية أن طموحاتها المستقبلية متعددة ومتنوعة، لكنها تلتقي جميعًا عند غاية واحدة: نشر العلم والسعادة في المجتمع، وتضيف: “لو كانت لدي القوة لتغيير شيء في هذا العالم، لسعيت إلى أن يتمتع كل طفل بحقوقه كاملة: أن يتعلم، ويأكل، ويعيش في بيئة آمنة، ويشعر بالحب والاهتمام وينال الفرص التي تمكنه من تحقيق أحلامه “.
مشاركة تغريد في تحدي القراءة بدأت قبل تسعة أعوام، ولم تفقد الأمل بالفوز وهو ما حققته في الدورة التاسعة، وتقول لمن حاول أكثر من مرة ولم يفز: “لماذا نعرف اليأس أو نستعجل الثمار؟! إن الحياة سعي متصل”.
محمد الحسانين بطل الأزهر الشريف
“وصولي لهذه المرحلة لم يكن ظناً، بل كنت على يقين أنني سأصل..”، هكذا يعبر الطالب محمد أحمد الحسانين عن فوزه بلقب بطل تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى الأزهر الشريف في جمهورية مصر العربية، بعد تصفيات شارك فيها 2112004 طلاب وطالبات من 9700 معهد أزهري، وتحت إشراف 8050 مشرفاً ومشرفة.
قرأ محمد الحسانين أكثر من 200 كتاب في مختلف المجالات، ويتذكر على نحو خاص الكتاب الأول الذي قرأه وهو “القدرات الخارقة” للكاتب السوري الدكتور طالب عمران، والذي كان نقطة الانطلاق في عالم القراءة، والتي لا يعتبرها مجرد هواية، بل رحلة معرفية مستمرة.
يقول صاحب المركز الأول على مستوى الأزهر الشريف: “أطمح أن أنال لقب بطل تحدي القراءة العربي لهذا الموسم، وأن أكون مبرمجاً متميزاً صاحب بصمة نوعية في عالم التكنولوجيا، شخصاً مؤثراً، وإنساناً صالحاً، ومن وجهة نظري فإن القراءة هي أم المعارف ورأس كل العلوم، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله): الكتب أوعية الفكر.. ومصانع القيم للأجيال”.
يهوى محمد حسانين البرمجة، وحل المسائل الحسابية، والطهي، ورياضة الكاراتيه، ويحلم بإنشاء كيان تقني ريادي مصمم خصيصاً ليخدم المجتمع العربي، يُحدِث طفرة ثقافية واقتصادية، ويضيف: ” أحلم أن أنسج من السلام ثوباً يكسو الإنسانية، وأقضي على الفقر ليصبح مجرد حكايات تروى”.
محمد إبراهيم بطل البحرين
قرأ الطالب محمد جاسم إبراهيم نحو 200 كتاب في مختلف المجالات الأدبية والعلمية والتاريخية، وما زال راغباً في الاستزادة من هذا المنهل الذي لا ينضب، فكان فوزه مستحقاً بلقب بطل تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى مملكة البحرين في ختام تصفيات شهدت مشاركة 137375 طالباً وطالبة مثلوا 241 مدرسة، وتحت إشراف 489 مشرفاً ومشرفة.
يقول محمد عن مشاركته في الدورة التاسعة من تحدي القراءة العربي: “منذ نعومة أظفاري كان الكتاب رفيقي الأول الذي أعتز بصحبته، وعندما استلمتُ جوازات التحدي شعرتُ بأن هذه المشاركة تختلف عن سابقتها، وقد تعزز هذا الإحساس من خلال دعم الجميع لي وهم والداي العزيزان، وفريق اللغة العربية في مدرستي الحبيبة فكانوا خير داعم ومساند ولله الحمد”.
ويضيف: “مصدر قوة كل إنسان هو إيمانه بنفسه أولاً، وحقيقةً أنا أؤمن بأن عائلتي أيضاً مصدر قوة أساسي حيث أن دعمهم فتح لي أبواب الأمل والنجاح، وكذلك أصدقائي الذين يشاركونني الاهتمامات، ومعلمي الذين يفتحون أمامي أبواب المعرفة والتحدي”.
يطمح بطل مملكة البحرين في تحدي القراءة العربي إلى دراسة الطب في إحدى الجامعات العريقة في العالم، أما هواياته المفضلة فهي الكتابة والتأمل، ويحلم دائماً بتأليف “أعمال أدبية تصل إلى الناس وتبقى خالدة عبر الزمن”.
يؤمن محمد بأن “قيمة التحدي ليست فقط في الفوز بل في كل كتاب قرأته وكل فكرة اكتسبتها، المحاولة بحد ذاتها إنجاز والاستمرار فيها يفتح أبواب النجاح عاجلاً أم آجلاً”.
عائشة ناظم بطلة العراق
عن جدارة واستحقاق، نالت الطالبة عائشة نزار ناظم لقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى جمهورية العراق، بعد تصفيات شارك فيها 1339270 طالباً وطالبة من 38100 مدرسة وتحت إشراف 16310 مشرفين ومشرفات، وقد قرأت 60 كتاباً في مختلف المجالات.
تقول عائشة: “في البداية، شاركت في الدورة التاسعة من تحدي القراءة العربي لاستمتع بهذه المسابقة وأنافس أقراني، ولأكتشف إلى أي مرحلة يمكن أن أصل، ولم أتوقع أول الأمر أن يكون الفوز من نصيبي، ولكن عندما وصلت إلى النهائيات على مستوى جمهورية العراق أردت أن أحقق المركز الأول”.
وتضيف: “تتمثل طموحاتي في توسعة مجال قراءاتي بما أخدم به بلدي وأن أكون حافظة لكتاب الله تعالى.. القراءة ستكون من الأساسيات التي كانت وما زالت شيئاً أساسياَ في حياة كل فرد فأول كلمه نزلت على خير البشر كانت (اقرأ).. القراءة غذاء للروح وعلاج للجسد لما فيها من حافز ودافع للحياة الجميلة. يلاحظ والداي ومن هم حولي انني أصبحت أكثر ثقافه وهدوءاً وصبراً”.
هواية عائشة ناظم الأولى هي دراسة وإتقان اللغة العربية، كما أنها من محبي رياضة الخيل، وتعتبر أن كل من يشارك في تحدي القراءة العربي فهو فائز، داعية جميع الطلاب والطالبات إلى عدم تفويت هذه الفرصة والمشاركة في الدورات المقبلة.
نهى عبد السلام بطلة ليبيا
تفوقت الطالبة نهى طه عبد السلام على 125 ألف طالب وطالبة مثلوا 1650 مدرسة وتحت إشراف 1632مشرفاً ومشرفة، وأحرزت لقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى دولة ليبيا، دافعها الرئيسي للمشاركة كان إيمانها بأن القراءة هي المفتاح الأول للنهضة والتقدم، ورغبتها في أن تكون مساهمة في بناء مستقبل وطنها بالكلمة ونور المعرفة.
تقول نهى: “منذ صغري وأنا أجد في القراءة متعة لا تضاهى، فرحلتي مع القراءة بدأت حين كان والدي يحفظني القرآن الكريم في عمر الثلاث سنوات، وحين تعلمت الحروف بدأت والدتي تشجعني على الاطلاع على القصص في عمر السادسة، وعندما شاركت بلادي في تحدي القراءة العربي في الموسم الثامن، دخلت المنافسات واكتشفت أنني أعشق القراءة، وها أنا الآن أشارك في الموسم التاسع، ولم تكن هذه المشاركة مجرد رغبة في الإنجاز، بل كانت خطوة جديدة نحو القمة، نحو تطوير ذاتي مع كل كتاب أقرأه”.
قرأت نهى عبد السلام نحو 200 كتاب، معتبرة أن الكتب التي قرأتها لم تكن صفحات تُقلَب، بل كانت نوافذ تُفتح، وتؤكد أن أكثر الكتب تأثيراً في نفسها كان “قصتي” لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”.
تطمح بطلة ليبيا في تحدي القراءة العربي إلى أن تكون طبيبة، وتخاطب من حاول أكثر من مرة ولم ينجح بالتتويج بلقب التحدي في بلده: “الفوز الحقيقي هو أنك قرأت وتعلمت، وإتمامك الخمسين كتاباً هو الفوز الحقيقي”.
بيسان وبيلسان كوكة بطلتا تونس
هما الطالبتان التوأم بيسان وبيلسان كوكة، بطلتا تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى الجمهورية التونسية، من بين 128666 طالباً وطالبة، مثلوا 2100 مدرسة، تحت إشراف 5820 مشرفاً ومشرفة، واللتان استحقتا الصعود معاً إلى منصة التتويج في تونس بعد تقديمها مستويات مبهرة في التحصيل المعرفي والتمكن باللغة العربية.
شاركت بيسان كوكه في الدورة التاسعة من تحدي القراءة العربي، لعشقها القراءة منذ كانت في الخامسة من عمرها، وطموحها للوصول إلى المراتب الأولى، وقد قرأت في الطريق إلى اللقب أكثر من 300 كتاب في المجالات العلمية والأدبية والتنمية البشرية، أما أحب الكتب إلى قلبها هو كتاب “النبي” لجبران خليل جبران.
تقول بيسان: “مصادر قوتي وإلهامي متعددة بل هي مزيج رائع وتناغم ساحر بين عدة عوامل لعل أولها أسرة شجعتني وآمنت بقدراتي، وتوأمي أختي التي خلقت تنافساً شريفاً وبيئة محفزة داخل المنزل فكانت القراءة بالنسبة لنا حواراً بين روحين في جسد واحد”.
تطمح بيسان كوكة إلى الفوز بلقب بطلة تحدي القراءة العربي 2025 في دبي، وتحلم أن تصبح طبيبة باحثة في مجال الأمراض السرطانية، وتتوزع هواياتها بين العزف على آلة العود وممارسة رياضة التايكوندو.
تؤكد بيسان أنها أصبحت بفضل القراءة أكثر انفتاحاً وقدرة على الحوار والإنصات للآخرين.
ثروة حقيقية
أما بيلسان كوكة فتقول: “لم يكن هدف مشاركتي في تحدي القراءة العربي مضاعفة عدد الكتب التي قرأتها، بل الحصيلة والثروة الحقيقية التي جمعتها من الحروف والكلمات فغصت في بحور المعنى وأعماق الوجود أين وجدت نفسي أتجاوز ضيق ذاتي وحدود واقعي لأغوص في أعماق نفسي، وكذلك لأنني عاشقة للتحدي ولغة الضاد معاً فما أجمل أن يقترنا يبعضهما فيكون أجمل تحد”.
قرأت بيلسان 300 كتاب متنوع، وأقربها إلى نفسها رواية “الخيميائي” للأديب البرازيلي باولو كويلو، وتضيف: “أنا حقا أجزم بأن الكتب صارت روحي والأسطر دما يجري في عروقي وشراييني والحروف أوتاراً تتراقص على نغماتها.. الكتاب كان أنيسي ورفيقي فهو ليس مجرد أوراق بل هو عقل ينبض أفكاراً تغير مصائر المجتمعات”.
تستمد بيلسان كوكة القوة من الشخصيات التي قرأت عنها وكلما غاصت في أعماق شخصية منها شعرت أنها تنمي ذكاءها العاطفي وتوسع مداركها وتحلق في عوالم لا تعرف الحدود.
عشقها للقراءة لم يمنعها عن إيجاد الوقت الكافي لممارسة هواياتها المفضلة، فهي تحب العزف على أوتار الكمان، وتستهويها لعبة الشطرنج.
هبة أبو بكر بطلة فلسطين
تمكنت الطالبة هبة محمود حسين أبو بكر من انتزاع لقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى دولة فلسطين بعد تصفيات شهدت مشاركة فلسطينية قياسية بـ 688732 طالباً وطالبة مثلوا 1675مدرسة تحت إشراف 4509 مشرفين ومشرفات، محققة وعداً قديماً قطعته على نفسها، مترجمة شغفها بالقراءة والمعرفة إلى إنجاز ملموس.
تقول هبة: ” مشاركتي في تحدي القراءة العربي لم تكن رغبة عابرة، بل كانت حلماً ضارب الجذور في أعماقي منذ طفولتي. كنت أتابع بشغف وجوه الأبطال الذين يعتلون منصات التتويج، فأشعر أن بيننا خيطاً خفياً يشدني إلى ذات الدرب، ومن هنا آمنت أن القراءة ليست تسلية ولا فراغاً يملأ، بل هي طريق لبناء الإنسان وصناعة الحلم”.
وتضيف: “كنت أعلم أن الطريق ممتلئ بالتحديات، وأن المنافسة شريفة وقوية، ولكنني كنت أؤمن أن من يحمل قلباً ويتخذ القراءة نهجاً، سيصل لا محالة إلى مراتب تشبه حلمه، فالوصول ليس مصادفة، وإنما ثمرة صبر وإصرار وحب صادق للكتاب”.
تحب هبة أبو بكر القراءة منذ نعومة طفولتها المبكرة، وقد قرأت 700 كتاب خلال ثلاثة أعوام تتنوع مواضيعها بين الأدب والعلوم والتنمية البشرية والدينية، أما الكتاب الأكثر تأثيراً في نفسها فهو رواية “أم سعد” للأديب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني.
تخطط بطلة فلسطين في تحدي القراءة العربي، لقراءة ألف كتاب وحفظ القرآن الكريم، والمشاركة في أنشطة علمية وتقنية مثل الروبوتات.
براءة سعيد بطلة جيبوتي
بعد تنافس كبير بين المشاركين، استطاعت الطالبة براءة محمد أحمد سعيد إحراز لقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى جمهورية جيبوتي، حيث كان حبها للمطالعة هو الدافع لمشاركتها في التحدي، وتقول: “كنت أرى في القراءة حياة أخرى، وقد منحتني الكتب فرصة لفهم العالم بعمق أكبر وفتحت لي أبواب الحكمة والمعرفة التي جمعها البشر عبر القرون.. القراءة كانت وما زالت جزءا لا يتجزأ من حياتي”.
وتضيف: “أحببت أن أرفع علم بلدي جيبوتي عالياً، وبذلت كل ما في وسعي لأصل إلى هذه المرحلة، ولا أنسى عائلتي التي وقفت بجانبي ودعمتني بمختلف الطرق من إتاحة الوقت وتشجيعي على الاستمرار للوصول إلى أعلى المراتب”.
قرأت براءة سعيد 110 كتب، وقد تأثرت كثيراً بكتاب “الطريق إلى الامتياز” للدكتور إبراهيم الفقي، وتعلمت منه أن طريق النجاح محفوف بالعثرات، لكنه ليس مستحيلاً.
وتقول لمن لم يحالفه النجاح بالتتويج على مستوى بلده في تحدي القراءة العربي: “يكفيك شرف المحاولة.. عاود المحاولة مرة أخرى وانفض عنك غبار اليأس فلعلك تكون البطل القادم”.
تطمح بطلة جيبوتي إلى التتويج بلقب تحدي القراءة العربي 2025، وتواصل العمل الجاد على تحقيق أحلامها المستقبلية وفي مقدمتها تطوير إمكاناتها في الرسم والاستمرار في تنمية هذه الموهبة التي حباها الله بها.
غالية العنزي بطلة الكويت
مثلها الأعلى في الحياة هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، تستلهم القوة والمثابرة من قول سموه: “حضارة ليس بالإسمنت قيمتها.. بل إنها العقل والتدبير والفكر”.. هي الطالبة غالية ناصر العنزي بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى دولة الكويت بعد تصفيات شارك فيها 213771 طالباً وطالبة من 835 مدرسة تحت إشراف 1515 مشرفاً ومشرفة.
تقول غالية: “القراءة صنعت مني إنسانة جديدة، لقد غيرت أسلوبي في التعامل مع الناس لأنها غرست بداخلي قدرة أعمق على الفهم والإنصات، فأنا أقرأ لأفهم، وأفهم ليغدو صوتي واثقاً، منحتني القراءة لغة راقية أعبر بها عن أفكاري فصار حديثي مع الناس أوضح وأعمق وأقرب إلى قلوبهم، وأصبحت أكثر مرونة في تقبل الآراء، وأقدر على التفاهم مع الآخرين”.
وتضيف: “رحلتي مع القراءة لم تكن مجرد هواية عابرة، بل كانت قصة أمل.. قرأت 330 كتاباً وكانت بمجالات متنوعة، وكل واحد منها نقش سطرا في حكايتي وكان له أثر خاص لا ينسى ولا يمحى”.
تمتلك بطلة الكويت مزيجاً من الطموحات والأحلام، وتقول: ” وسط هذا الزخم أضع نصب عيني هدفين كبيرين أولاً: أن أصبح عالمة مشهورة، أسير على دروب العلم، وأدرك يقيناً أن هذا الطريق لا يسلك إلا بالكتاب، فهو زادي، وثانياً: أن أنشر الأثر الطيب حيثما ذهبت. سأكتب كتاباً يترك أثراً عظيماً، أريده أن يكون أثراً متجدداً يصل لكل قارئ يفتح له باباً للحياة، ويترك في قلبه بصمة لا تزول”.
لمار الجعافرة بطلة الأردن
نالت الطالبة لمار طارق علي الجعافرة، لقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية، في ختام تصفيات شارك فيها مليونا طالب وطالبة من 5807 مدارس وتحت إشراف 7821 مشرفا ومشرفة، وقد أحرزت المركز الأول بتميز كبير مستفيدة من الخبرة التي اكتسبتها خلال مشاركتها السابقة في التحدي.
تقول لمار: “أعشق القراءة، أهواها، أهيم بها، ومثل هذه المشاعر الجياشة لا تكون وليدة عهد حديث، إنما هي نتاج رحلة طويلة عشتها والكتب رفيقتي خلالها، قد يصعب علي تذكر متى بدأت هذه الرحلة تحديداً، لكنني أوقن أنها كانت منذ نعومة أظفاري، وهذا ما يفسر سن الارتباط العجيب بيني وبين الكتب”.
قرأت لمار الجعافرة أكثر من 200 كتاب، وتؤكد أن القراءة كان لها الأثر البالغ في تشكل طموحاتها وتضيف: “أنا كطالبة في المرحلة الثانوية، تتركز أغلب طموحاتي حول حياتي الأكاديمية، فأطمح إلى المعدل العالي الذي يؤهلني لدراسة تخصص علمي كبير، وكمشاركة في تحدي القراءة العربي أطمح إلى الحصول على لقب بطلة التحدي على مستوى الوطن العربي، وكحافظة لكتاب الله تعالى برواية واحدة أطمح إلى حفظه بكل الروايات، وأسأل الله العون على تحقيق هذه الطموحات”.
ترى بطلة الأردن أن “النجاح الأكبر في تحدي القراءة العربي ليس الفوز، إنما يتجلى في مظاهر عديدة، هو في كل حرف قرئ، في كل صديق اكتسب، في كل معلومة جديدة.. النجاح في التحدي يكون مع كل لحظة أمل، مع كل لحظة ترقب.. القارئ ناجح لمجرد أنه قارئ، فالقراءة تحفر في النفس نقوشاً عميقة، تتجلى للقارئ ومن حوله هدوءًا ورزانة”.
عبد الرزاق الأسمر بطل لبنان
يؤكد الطالب عبد الرزاق الأسمر، بطل تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى الجمهورية اللبنانية، من بين 23 ألفاً و361 طالباً وطالبة مثلوا 203 مدارس وتحت إشراف 167 مشرفاً ومشرفة، أن القراءة غيرت سلوكه وأفكاره، فأصبح يختار أصدقاءه على أساس العلم والأخلاق، وتبدلت طموحاته وأهدافه، حتى بات حلمه الأكبر أن يصبح كاتباً يحمل قلمه رسالة خير ونور.
يقول عبد الرزاق: “شاركتُ في مسابقة تحدي القراءة العربي لأعيد البسمة إلى وجه أمي بعد رحيل أبي، وأؤمن أن الفوز في هذا التحدي سيكون عربون وفاء لأمي، ونقطة انطلاق لطموحي، فأنا أثق بموهبتي، وأستند إلى دعم من حولي”.
ويضيف: “بدأت رحلتي مع القراءة منذ نعومة أظافري، حيث كنت ألتهم صفحات المجلات الغنية بالمعرفة، فغيّرت في شخصيتي وأشعلت جذوة حب القراءة في داخلي، وخلال مشاركتي في تحدي القراءة العربي، قرأت ما يزيد على 130 كتابا في شتى المجالات الفكرية والمعرفية، ولولا عائلتي التي لم تبخل عليّ بدعمها وثقتها، ولولا أسرة مدرستي التي وفرت لي البيئة المثالية للتميّز، لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم”.
يهوى بطل لبنان كرة القدم والسباحة، ويرفض الاستسلام للظروف “سبق أن خضت تجربة مشابهة في تحدي القراءة العربي ولم يحالفني الحظ، فشعرت بالحزن حينها، لكنني لم أستسلم، بل ثابرت واجتهدت، لأن كلمة فشل ليست في قاموسي، لذا أنصح كل من لم يحقق النجاح أن يصبر، ويجتهد، وألا يفتح لليأس باباً”.
ناردين عيسى بطلة سورية
“دفعني عطشي للمعرفة أولاً، ولأن كلمة التحدي أغرتني لأتحدى نفسي والوقت، وأثبت أن الإرادة أقوى من الصعاب. كنتُ أؤمن أن كل صفحة أطويها تقربني من نفسي أكثر، وتبني في داخلي إنسانة جديدة. لم أنتظر الوصول إلى مرحلة بعينها، لأنني كنت أرى أن الطريق ذاته هو الجائزة، وأن القراءة بحد ذاتها هي الفوز الأكبر..”.
هكذا تشرح الطالبة ناردين فادي جرجس عيسى، بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى الجمهورية العربية أسباب مشاركتها في التحدي، وفوزها بالمركز الأول بعد تصفيات شارك فيها 583127 طالباً وطالبة، مثلوا 5005 مدارس وتحت إشراف 9749 مشرفاً ومشرفة.
تقول ناردين: “بدأت رحلتي مع الكتاب مذ كنت طفلة صغيرة، حين فتحت أول أبواب الحكاية، وكان (صاحب الظل الطويل) للكاتبة الأمريكية جين ويبستر أول كتاب هزّ وجداني وعلمني أن الأمل يولد من رحم العتمة، وأن الكلمة قد تكون جناحاً يحرّرنا من ثقل الواقع، وينقلنا إلى عالم يفيض بالأمل والمعرفة.. قرأت أكثر من مئتي كتاب، لكنني في الحقيقة عشتُ مئتي حياة، وسافرت عبر مرافئ الأدب والحكمة، ورافقت عقولاً لم أكن لألتقيها في الواقع، وكل كتاب لم يكن مجرد أوراق وحبر، بل كان إنساناً يرافقني في رحلة النمو والتفتح”.
تتذكر ناردين عيسى بشكل خاص كتاب “النبي” لجبران خليل جبران، ورواية “الخيميائي” للأديب البرازيلي باولو كويلو، وتطمح أن تكون سفيرة للكلمة وتواظب على القراءة، وتواصل ممارسة هواياتها المفضلة وفي مقدمتها العزف على الكمان ولعبة الشطرنج والسباحة والجمباز.
تغيير واقع القراءة
ويهدف تحدي القراءة العربي، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” في العام 2015، كأكبر مسابقة ومشروع قراءة على مستوى العالم، إلى تعزيز أهمية القراءة لدى الطلبة المشاركين على مستوى الوطن العربي والعالم، وتطوير آليات الاستيعاب والتعبير عن الذات بلغة عربية سليمة، وتحبيب الشباب العربي بلغة الضاد، وتشجيعهم على استخدامها في تعاملاتهم اليومية، وإلى فتح الباب أمام الميدان التعليمي والآباء والأمهات في العالم العربي لتأدية دور محوري في تغيير واقع القراءة وغرس حبها في الأجيال الجديدة.
ويسعى التحدي الذي تنظمه مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”، إلى ترسيخ حب المعرفة والقراءة والاطلاع لدى الأجيال الجديدة وتزويدهم بالمعرفة الضرورية، للمساهمة في بناء مستقبل أفضل وصقل قدراتهم وشخصياتهم.
كما يهدف التحدي إلى بناء المنظومة القيمية للنشء من خلال اطلاعهم على قيم وعادات ومعتقدات الثقافات الأخرى، وهو ما يرسخ مبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر، ويشجع الحوار والانفتاح الحضاري والإنساني.