اخبار الإمارات

«أم عبدالله» تقدم وجبات الإفطار بنكهة العطاء

منذ سبع سنوات، تكرس (أم عبدالله)، من إمارة الفجيرة ومنطقة مربح تحديداً، جهودها، لخدمة الصائمين خلال شهر رمضان المبارك، عبر مبادرة «إفطار صائم» التي ينظمها مركز «غرس» لمشاريع الأسر المنتجة، التابع لجمعية الفجيرة الخيرية.

وتسهم المبادرة في توفير وجبات إفطار لمئات الصائمين، لاسيما من العمالة المقيمة. وفي حديثها مع «الإمارات اليوم» قالت (أم عبدالله): «عندما بدأت المشاركة في المشروع، كان لديّ عدد محدد من الوجبات التي أكلف بها، لكن العدد استمر في الارتفاع عاماً بعد آخر، ما يؤكد اتساع المبادرة، ويشي بأهمية دورها في تلبية احتياجات الصائمين».

وتابعت: «أشكر الجمعية على إتاحة الفرصة لي للمشاركة، فقد شعرت بأنني جزء من فريق يسوده روح العطاء والعمل الإنساني».

وذكرت أنها تعد الوجبات للصائمين كأنها لأفراد أسرتها، مشيرة إلى حرصها على اختيار المكونات بعناية، وطهوها بمحبة وإتقان.

وأكدت أن كل طبق يحمل في طياته نكهة العطاء ذاتها. وتشعر (أم عبدالله) بالرضا عندما تعلم أن وجبة أعدتها بيدها ستكون سبباً في إسعاد شخص صائم، و«هذا ما يجعل التجربة أكثر من مجرد عمل تطوعي، بل رسالة إنسانية نابعة من القلب».

وأشارت إلى أن المشروع عزز قيم الإيثار والعمل التطوعي لدى المشاركين، حيث أصبح جزءاً من حياتهم اليومية، مؤكدة أن الأسر المنتجة استفادت منه في غرس حب العطاء والمساعدة في نفوس أبنائها.

وعن الاشتراطات التي تضعها الجمعية الخيرية للمشاركين في إعداد وجبات «إفطار صائم» من الأسر المنتجة، قالت: «في البداية، التزمنا بتعليمات صحية صارمة للحفاظ على سلامة الصائمين، فيما سُمح بمزيد من التنوع في الوجبات، ما أتاح لنا حرية الإبداع في إعداد أطباق مثل المكبوس والبرياني والمندي، إضافة إلى توفير صلصات وحشوات متعددة. وهذا التنوع منحنا الفرصة لتطوير مهاراتنا في الطهي، وتقديم وجبات صحية تلبي احتياجات الصائمين من مختلف الجنسيات».

وأشادت (أم عبدالله) بدور المبادرات الخيرية في دعم الأسر المنتجة قائلة، إن «التعاون القائم بين مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية وجمعية الفجيرة الخيرية، لدعم الأسر المنتجة، كان له أثر كبير فيّ وفي أسرتي»، مشيرة إلى أنه يعكس إرث المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في نشر الخير والعطاء.

وقالت (أم عبدالله): «زايد حيّ في قلوبنا، وروحه لاتزال تفيض بالخير، وهذا الدعم يثبت أن إرثه الإنساني مستمر».

كما أكدت أن المبادرات الخيرية لا تقتصر على توفير المساعدات، بل تسهم أيضاً في تمكين الأسر المنتجة، حيث توفر لها مصدراً ثابتاً للدخل وتساعدها على تحقيق الاستقلالية المالية، موضحة أن «المشروع ساعدنا على تعزيز وعينا التجاري، وعلمنا كيفية التخطيط وتحسين جودة الأطعمة المقدمة، كما جعلنا نرى العطاء من زاوية جديدة، فالمبادرات الإنسانية هي استثمار في الإنسان والمجتمع».

وتابعت أن مشاركتها في هذه المبادرة لم تؤثر في حياتها فحسب، بل تركت أثراً إيجابياً في أبنائها، حيث كبروا على حب العطاء والإسهام في الأعمال الخيرية. كما أن أحفادها أصبحوا يبادرون إلى المساعدة حين يرونها تعد وجبات الإفطار للصائمين، فيتولون وضع التمر واللبن والفواكه في الأكياس، أو يرتبون الصحون الذاهبة للخيم الرمضانية، لافتة إلى أن غرس هذه القيم فيهم منذ الصغر يجعلها تشعر بالفخر، «لأنهم سيتعلمون أن الخير أسلوب حياة».

وأكدت (أم عبدالله) استمرارها في هذه المبادرة النبيلة، معربة عن أملها أن يستمر المشروع في دعم الأسر المنتجة والمحتاجين على حد سواء، ونشر قيم العطاء في المجتمع، «مادام هناك من يحتاج إلى وجبة إفطار دافئة ومعدة بحب، فسنبقى هنا، نطهو ونعطي من قلوبنا، لأن العطاء لا يتوقف عند حد».

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *