اخر الاخبار

تنافس فرنسي قطري على الدور والوساطة: حزب الله أكثر تمسّكاً بمواقفه |

قالت مصادر سياسية بارزة لـ”الأخبار” إن الموفد القطري جاسم آل ثاني (أبو فهد) إلى بيروت، جاءت بعد اجتماع للجنة الخماسية الخاصة بلبنان (الولايات المتحدة، السعودية، قطر، فرنسا ومصر)، وأظهرت المداولات الجانبية على هامشها أن لا اتفاق بينها حول الملف اللبناني. ولذا فإن الحركة الديبلوماسية التي بدأها “أبو فهد”، ويستكملها المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان (يصل مساء اليوم إلى بيروت أيضاً) قائمة على التالي:

أولاً، سعي الدوحة إلى تكريس حضورها في لبنان، استكمالاً للدور الذي قامت به في غزة بين “حماس” وكيان الاحتلال للتوصل إلى صفقة التبادل والهدنة.

ثانياً، لا يزال الموقف السعودي ينطلق من قاعدة أساسية متصلّبة بعدم الانخراط في أي تسوية. والسعوديون على عكس القطريين والفرنسيين يعتبرون أن المشهد الأساسي منصّته غزة وترجمة أحداثها على مسار الملفات التي كانت قائمة سابقاً، ولا سيما التطبيع. وتتلاقى الرياض مع واشنطن حول نقطة أساسية في لبنان وهي: أن التركيز يجِب أن يُصبّ على الوضع الأمني، بداية بضبط أي تصعيد على الجبهة الجنوبية، ثم الحفاظ على وضعية المؤسسة العسكرية بالتمديد للقائد الحالي العماد جوزف عون.

ثالثاً، فيما تقف مصر في موقع المراقب، تجد فرنسا نفسها مضطرة للتحرك بالتوازي مع الحراك القطري في منافسة غير علنية. فورَ بروز مؤشرات على الحراك القطري أرسلت باريس قبل أسبوعين رسالة مع سفيرها في بيروت هارفي ماغرو تسأل فيها عن مدى استعداد القوى السياسية المحلية للتجاوب مع لودريان في حال زار لبنان. ورغمَ أن الجواب لم يكُن مشجّعاً، قرّرت باريس إيفاد مبعوثها بهدف صياغة تفاهمات على تسوية ربطاً بأي تطورات إيجابية محتملة في المنطقة.

وفي هذا الإطار، تقول مصادر مطّلعة لـ”الأخبار”، إن مهمة لودريان لها أكثر من هدف، الأبرز بينها تكريس فرنسا كشريك في أي تسوية لاحقة، وحماية دورها الذي بدأته بعد تفجير المرفأ في 4 آب 2020، وتكرار الدعوة إلى ضرورة التهدئة على الجبهة الجنوبية. والأهم من ذلك كله، تصحيح صورتها التي تضرّرت خلال الحرب على غزة جراء المواقف المنحازة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتي كان صداها سيئاً جداً لدى القوى السياسية اللبنانية وتحديداً حزب الله.

واعتبرت المصادر أن “لودريان يأتي في توقيت غير صائب على الإطلاق، إذ لن يجِد أي تجاوب معه على عكس الموفد القطري. فضلاً عن أن الطرف الأساسي في المعادلة اليوم، أي حزب الله، ليس في وارد النقاش في الملف الرئاسي. فهو لا يزال يركّز على ما حصل وسيحصل في غزة، والرهان على إمكانية أن يكون الحزب قد بدّل موقفه في الملف الرئاسي وسيكون في موقع المفاوض على ما يريده هو رهان خاطئ. فالحزب حالياً أكثر تمسّكاً بشروطه ومطالبه. هذا ما سمعه الموفد القطري الذي غادر خالي الوفاض، وهو ما سيسمعه أيضاً لودريان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *