اخبار الإمارات

«التصيّد الموجّه» أكبر تهديدات الشبكة العنكبوتية في 2025

حماية الخصوصية على الإنترنت أصبحت ضرورة لا غنى عنها في عصر تتزايد فيه التهديدات السيبرانية تطوراً وتعقيداً، وتتسارع فيه الهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

وقال خبير سيبراني: «علينا أن نبدأ حوارات جادة في عام 2025، لا تقتصر على المخاطر الأمنية، بل تشمل أيضاً تأثير التكنولوجيا في حياتنا»، فيما أبلغ أفراد «الإمارات اليوم» أنهم تعرضوا، خلال العام الماضي، لسرقة حساباتهم على برامج مراسلة ومواقع تواصل اجتماعي، على خلفية نقرهم على روابط مزيفة، من دون إدراك أو وعي للمخاطر المترتبة على ذلك، ومن أهمها فقدانهم خصوصية معلوماتهم وبياناتهم الشخصية وحساباتهم على مواقع التواصل.

وقال بعضهم إنهم توجهوا إلى معارفهم وأصدقائهم وأقاربهم، لمطالبتهم بعدم التفاعل مع أي طلبات تحويل أموال قد تردهم من المحتالين.

وحذّر الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة Help AG، نيكولاي سولينغ، لـ«الإمارات اليوم» من أخطاء يرتكبها ضحايا التصيد والجرائم الإلكترونية عبر الإنترنت.

وقال سولينغ إنّ المحتالين يجمعون كل ما يمكنهم العثور عليه عن «الهدف» عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي لصياغة رسائل تبدو كأنها من الأصدقاء أو المعارف المقرّبين.

وتساءل: «كيف يمكننا أن نُميّز بين الحقيقي والمزيف؟ لقد أصبح من الصعب أكثر فأكثر الوثوق بما نراه ونسمعه على الإنترنت».

وأضاف أنه «في عام 2025، علينا أن نبدأ حوارات جادة لا تقتصر على المخاطر الأمنية، بل تشمل أيضاً تأثير التكنولوجيا في حياتنا، وفي نهاية المطاف، التكنولوجيا ليست سوى أداة، ويبقى القرار في كيفية استخدامها بأيدينا».

وأكد سولينغ أهمية أن يتبع مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي خمسة احتياطات ونصائح لتعزيز أمنهم السيبراني خلال عام 2025، مشيراً إلى أن أحد أكبر التهديدات الأمنية التي تكتسب زخماً هذا العام هو «التصيّد الاحتيالي الموجّه».

واستعرض سولينغ الاحتياطات الخمسة، وهي: أولاً التمهّل والتفكير قبل النقر على الرابط، موضحاً أن معظم الهجمات السيبرانية الحديثة تعتمد على تفاعل المستخدم، سواء من خلال تحميل تطبيق، أو النقر على رابط، لذلك يجب الحذر بشكل خاص من الرسائل التي تحاول خلق إحساس زائف بالإلحاح.

والنصيحة الثانية أخذ الحذر في عالم الذكاء الاصطناعي، موضحاً أنه «مع تطوّر تقنيات التلاعب المدعومة بالذكاء الاصطناعي، أصبح التحلي بالشك الواعي أفضل وسيلة للدفاع، ويمكن التلاعب بالمكالمات الصوتية، والفيديوهات، والرسائل الإلكترونية، وحتى النصوص بشكل يجعلها تبدو حقيقية، وإذا تلقيت طلباً غريباً أو غير متوقع، حتى لو كان من مصدر موثوق، تأكد من صحّته عبر قنوات بديلة. وعلى سبيل المثال، في حال تلقي مكالمة مشبوهة، انهِ المكالمة وأعد الاتصال باستخدام الأرقام الرسمية المعروفة. وتذكر دائماً أنه إذا بدا العرض مغرياً، فهو على الأرجح زائف».

والنصيحة الثالثة، المحافظة على خصوصية البيانات، موضحاً أنه «في عصر الأجهزة الذكية والخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، أصبح من الضروري فهم البيانات التي تشاركها ومع مَن، سواء كان ذلك جهازاً منزلياً ذكياً يرسل تسجيلات فيديو، أو محرّك ذكاء اصطناعياً يعالج استفساراتك، عليك تقييم الخدمات التي تثق بها بعناية، وركّز بشكل خاص على الأجهزة التي يمكنها الاستماع أو التسجيل، وضع حدوداً واضحة للمحادثات الحساسة لضمان خصوصيّتك».

والنصيحة الرابعة هي التروّي قبل النشر، موضحاً أن ما ينشر على الإنترنت يبقى إلى الأبد، فقبل مشاركة أي شيء عبر الإنترنت، خذ لحظة للتفكير في العواقب طويلة الأجل، ورغم أنّ وسائل التواصل الاجتماعي تشجع على مشاركة المعلومات الشخصية، فمن الأفضل تجنب مشاركة اسمك الكامل، أو تاريخ ميلادك، أو تفاصيل علاقاتك الشخصية، كما يمكنك حماية نفسك من خلال الامتناع عن استخدام خاصية تحديد المواقع (checkins) أو مشاركة معلومات ة بموقعك الجغرافي، وتذكر أنه من الصعب إزالة المعلومات بشكل كامل بمجرد نشرها رقمياً.

والنصيحة الخامسة هي إتقان إدارة هويتك الرقمية، موضحاً أنه «في ظل إدارة الشخص العادي لما يقرب 150 حساباً عبر الإنترنت، أصبحت إدارة الهوية الرقمية أمراً بالغ الأهمية. ومن هذا المنطلق، أعتبر توصيتي الأساسية لعام 2025 هي: استخدم نظاماً لإدارة كلمات المرور يضمن أن يكون لكل حساب كلمة مرور فريدة. هذه الاستراتيجية تحد من الأضرار الناتجة عن أي اختراق محتمل، وبهذه الطريقة، إذا تعرض أحد الحسابات للاختراق، تظل بقية حساباتك آمنة، قد يبدو الأمر معقداً، ولكن امتلاك 150 كلمة مرور فريدة أكثر فعالية من الاعتماد فقط على كلمات مرور معقدة».

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *