رحب رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس، بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، بمناسبة الزيارة الرسمية التي أجراها صاحب السمو إلى جمهورية قبرص بتاريخ 14 ديسمبر 2025.

تعد زيارة صاحب السمو رئيس الدولة إلى جمهورية قبرص الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس لدولة الإمارات إلى قبرص، ما يعد محطة تاريخية بارزة تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين قبرص ودولة الإمارات.

وتؤكد هذه الزيارة التزاماً مشتركاً للارتقاء بهذه الشراكة الاستراتيجية ضمن إطار عمل طموح يرتكز على المستقبل ويشمل القطاعات الرئيسية، ويركز بشكل أساسي على التجارة والاستثمار والتعاون في مجال الطاقة وتعزيز الربط والتكامل.

ورحّب الجانبان بالتعاون الوثيق القائم بين الدولتين، واتفقا على إعداد خطة عمل مشتركة تهدف إلى توطيد التعاون الثنائي ودعم تنفيذ المشاريع الجديدة تحت إشراف وزير خارجية جمهورية قبرص ووزارة الخارجية في دولة الإمارات.

وفي إطار جهود توطيد التعاون، رحّب الجانبان بالوفد الرسمي رفيع المستوى من قطاع الأعمال في دولة الإمارات، وباجتماع الطاولة المستديرة للأعمال بين دولة الإمارات وقبرص، الذي يهدف إلى تعزيز الفرص الاستراتيجية في مجالي التجارة والاستثمار.

وبحث الجانبان الفرص الاستثمارية في القطاعين العام والخاص، إلى جانب المشاريع المشتركة في عدد من المجالات شملت التعاون في مجال الطاقة بما في ذلك الطاقة المتجددة وتعزيز التواصل والدفاع ومشاريع البنية التحتية الكبرى وقطاع الشحن والتعاون البحري.

وقدّم الرئيس خريستودوليدس إحاطة شاملة حول رئاسة قبرص المرتقبة لمجلس الاتحاد الأوروبي في عام 2026، بما في ذلك الهدف المتمثل بالتركيز على الجوار الجنوبي للاتحاد الأوروبي وتعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي مع مجلس التعاون الخليجي.

ويوفر منتدى الاستثمار والتمويل الثاني في أبوظبي الذي عُقد في 11 ديسمبر 2025، بالإضافة إلى مؤتمر الطاقة المرتقب، فرصًا استثمارية تعود بالمنفعة المتبادلة، بما يسهم في تعزيز التنويع الاقتصادي من خلال التجارة في مجال الطاقة وتطوير التكنولوجيا النظيفة.

كما اتفق الجانبان على مجموعة من الأولويات المشتركة التي تهدف إلى تعزيز وترسيخ العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات.

وشددت قبرص ودولة الإمارات التأكيد على التزامهما الراسخ باستئناف جهود الأمم المتحدة لتحقيق تسوية شاملة ودائمة للقضية القبرصية، على أساس اتحاد فيدرالي ثنائي للمنطقتين والطائفتين يتمتع بالمساواة السياسية، ووفقًا للأطر المتفق عليها من قبل الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. كما أكدت دولة الإمارات أهمية الحفاظ على استقلال جمهورية قبرص وسيادتها وسلامة ووحدة أراضيها.

كما جددت قبرص دعمها المبدئي لسيادة دولة الإمارات، ولا سيما فيما يتعلق بقضية الجزر الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. وسلط الجانبان الضوء على البيان المشترك للاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي الصادر في أكتوبر 2024، والبيان الوزاري المشترك للاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الصادر في أكتوبر 2025، والداعيين إيران إلى إنهاء احتلالها للجزر الثلاث التابعة لدولة الإمارات، والذي يُشكّل انتهاكًا لسيادة دولة الإمارات ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. كما جدد الجانبان دعمهما للتوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع عبر المفاوضات الثنائية أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، وفقًا للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

كما أكّد الجانبان أهمية الممر البحري “أمالثيا”، والذي تم إنشاؤه من خلال التعاون الوثيق بين دولة الإمارات وقبرص، باعتباره شريان حياة أساسيا للشعب الفلسطيني في قطاع غزة. كما اتفقا على مواصلة التعاون الوثيق مع الشركاء الدوليين والإقليميين بما يتماشى مع الآلية المنسقة للأمم المتحدة 2720، لضمان استدامة وتوسيع عمليات الممر البحري في دعم المرحلة التالية من خطة السلام الشاملة للرئيس ترامب الرامية إلى إنهاء الصراع في غزة.

كما رحّب الجانبان بتبني قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2803، وشددا على أهمية التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار بهدف التخفيف من المعاناة الإنسانية وتهيئة الظروف التي تفضي إلى تحقيق سلام دائم.

كما جدد القائدان التزامهما المشترك بتحقيق سلام شامل وعادل ودائم، قائم على حل الدولتين، يفضي إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة، على أساس حدود الرابع من يونيو 1967، ووفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي.

وشدّد الجانبان على رفضهما القاطع لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وأكدا على ضرورة الالتزام الكامل بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشاملة لإنهاء الصراع في غزة، بما في ذلك البنود المتعلقة بمعبر رفح.

أعرب الجانبان عن قلقهما إزاء انتشار التطرف والأيديولوجيات المتطرفة التي تغذي الإرهاب وتؤدي إلى تأجيج الصراع، كما أكد الجانبان التزامهما بالتصدي لخطاب الكراهية والتطرف والعنصرية من خلال تعزيز قيم التسامح والحوار بين الأديان والثقافات، انسجاما مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2686. وفي هذا الصدد، أكد الجانبان رفضهما القاطع للتطرف بجميع أشكاله. وأشار فخامة الرئيس خريستودوليدس إلى جهود قبرص في إنشاء معهد للأديان من أجل التعايش السلمي بهدف تعزيز التسامح والحوار بين الأديان والطوائف.

كما أكد الجانبان على ضرورة التوصل إلى هدنة إنسانية في السودان للتخفيف من معاناة المدنيين. وشددا على أهمية خفض التصعيد بشكل فوري وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وبشكل عاجل إلى كافة أنحاء السودان، وضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة. كما أكد الجانبان دعمهما الراسخ لسيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه. ورحّبا كذلك بجهود مجموعة الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، واتفقا على المشاركة بشكل مستمر وفعال ودعم جهود المجموعة الرباعية والاتحاد الأوروبي لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وتحقيق عملية انتقالية شاملة وشفافة تمهد الطريق نحو تشكيل حكومة مستقلة بقيادة مدنية، تتمتع بالشرعية والمساءلة الشاملة.

كما بحث الرئيسان الحرب في أوكرانيا، وجددا التأكيد على دعمهما الراسخ لتحقيق سلام شامل وعادل ومستدام في أوكرانيا، قائم على احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، ووفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة. كما سلّطا الضوء على أهمية المساعدات الإنسانية وأشارا إلى دور دولة الإمارات وقبرص في تعزيز الحوار والمساهمة في دعم جهود الإغاثة. كما أشار الجانبان إلى جهود دولة الإمارات في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وعمليات تبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا الاتحادية، والدعم المستدام الذي تقدمه قبرص لأوكرانيا. وناقشا كذلك سبل تعزيز التعاون لدعم جهود التعافي في أوكرانيا.

يؤكد هذا البيان المشترك على الشراكة الاستراتيجية بين جمهورية قبرص ودولة الإمارات، حيث رحب الجانبان بالتقدم المحرز في تعزيز التعاون الثنائي واكتشاف مجالات تعاون في عدد من القطاعات، بما في ذلك: التجارة والاستثمار والطاقة والحوار السياسي والسياحة والثقافة والدفاع والتعليم والنقل البحري ومشاريع البنية التحتية الكبرى.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

شاركها.