مُنحت عميدة كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة خليفة للعلوم التكنولوجيا، البروفيسورة حبيبة الصفار، وسام ليوبولد من رتبة «فارس»، لتصبح بذلك أول عالمة إماراتية تحصل على هذا اللقب المتميز، حيث يُعدّ وسام ليوبولد أحد ثلاثة أوسمة وطنية بلقب «فارس» في بلجيكا، وهو أقدم وأعلى تكريم في بلجيكا، حيث أُنشئ تكريماً للملك ليوبولد الأول، ويُمنح للأفراد الذين قدّموا إسهامات استثنائية في مجالاتهم.
ويأتي هذا التكريم بعد سنوات من التعاون العلمي بين دولة الإمارات وبلجيكا، وقد لعبت فيه البروفيسورة حبيبة الصفار دوراً محورياً لتعزيز الشراكة البحثية المتميزة في مجال اكتشاف العلوم الطبية الحيوية، التي أُطلقت بحضور سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، وجلالة الملك فيليب، ملك بلجيكا.
وقدّم سفير مملكة بلجيكا لدى الدولة، أنطوان ديلكور، الوسام المرموق نيابة عن جلالة ملك بلجيكا، إلى البروفيسورة حبيبة الصفار، تقديراً لإنجازاتها العلمية ودورها في تعزيز التعاون الدولي في مجال البحوث الطبية، وحضر التكريم نائب رئيس مجلس أمناء جامعة خليفة، حميد عبدالله الشمري، والرئيسة التنفيذية لشركة مشاريع جامعة خليفة، أمل الجابري، إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين في سفارة بلجيكا في الدولة، وقيادات وأعضاء الهيئة الأكاديمية والطلبة في جامعة خليفة، وهو ما يسلط الضوء على أهمية المناسبة والمكانة الإقليمية لهذا الوسام.
وقال ديلكور: «يُعدّ وسام ليوبولد من رتبة (فارس) أقدم وسام في مملكة بلجيكا، ويُمنَح للأشخاص الذين قدّموا خدمات استثنائية من خلال ريادتهم وإنجازاتهم وإسهامهم في تحقيق الصالح العام، كما يُعدّ الوسام تقديراً للحياة المهنية المتميزة، إضافة إلى النزاهة والمثابرة والشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين».
وأضاف: «من خلال منحكم وسام ليوبولد من رتبة (فارس)، يُكرّم جلالة ملك بلجيكا مسيرتكم المهنية العلمية الاستثنائية، وأيضاً الصداقة والثقة اللتين توحدان البلدين، إذ جسد عملكم وريادتكم ورؤيتكم معنى عميقاً لعبارة (الصداقة البلجيكية الإماراتية)».
وقال رئيس جامعة خليفة، البروفيسور إبراهيم الحجري: «يُعدّ تكريم البروفيسورة حبيبة الصفار كأول عالمة إماراتية تحصل على وسام ليوبولد من رتبة (فارس) من بلجيكا، لحظة فخر لجامعة خليفة وللمجتمع العلمي في دولة الإمارات، وتؤكد أعمالها البحثية مستوى التميز والنزاهة والتعاون العالمي الذي يشكّل رسالتنا البحثية في جامعة خليفة، كما يعكس هذا التكريم أيضاً المكانة المتزايدة لدولة الإمارات كمركز للاكتشاف العلمي في مجال الطب الحيوي، وفي هذا الصدد نتطلع إلى دعم مزيد من الإنجازات التي تدفع عجلة التقدّم العلمي وتخدم المجتمع، ونفخر بتقدير إنجازات البروفيسورة حبيبة بهذا المستوى الرفيع».
وتعليقاً على هذا الإنجاز، قالت البروفيسورة حبيبة الصفار: «يمثّل حصولي على لقب (فارس) في وسام ليوبولد شرفاً استثنائياً أستقبله ببالغ الامتنان، حيث يعكس هذا التكريم روح التعاون بين دولة الإمارات وبلجيكا ويتجاوز اعتباره إنجازاً فردياً ليجسد المستوى المتطور للمنظومة التعليمية في دولة الإمارات، والعمل الجماعي للباحثين والأطباء والطلبة والشركاء الذين يدعمون رؤيتنا في جامعة خليفة، لقد ركزت جهودنا في علم الجينوم والطب الدقيق على مواجهة التحديات الحقيقية التي تواجه المجتمعات في هذه المنطقة، مع بناء جسور مع المؤسسات العالمية، لذلك يمنحني هذا التكريم حافزاً لمواصلة تعزيز الشراكات الدولية، والإسهام في البحوث التي تحسن نتائج الرعاية الصحية على نحو يفيد الأجيال القادمة».
وقادت البروفيسورة حبيبة مبادرات بحثية وطنية ودولية عديدة في مجالات الجينوم والطب الدقيق، على مستوى بلجيكا ودولة الإمارات، لتسهم بذلك في تطوير إمكانات الدولة في البحوث المتطورة في قطاع الرعاية الصحية، كما قادت أيضاً التقدّم في القطاعات الأكاديمية والبحثية والابتكار، باعتبارها عميدة كلية الطب والعلوم الصحية، وأسهمت في دعم المبادرات الاستراتيجية التي تتماشى مع الأولويات الوطنية في قطاع الصحة ورؤية دولة الإمارات بشأن التميز الطبي.
ويُعدّ برنامج الاكتشاف العلمي في الطب الحيوي تعاوناً علمياً بارزاً بين دولة الإمارات (ممثلة في جامعة خليفة) ومملكة بلجيكا (ممثلة في معهد التكنولوجيا الحيوية بجامعة لوفن)، ويهدف إلى تحويل دولة الإمارات إلى مركز عالمي للطب الدقيق وتطوير الأدوية، كما يركز البرنامج على تطوير أدوية العلاج المناعي لمرضي السكري والسرطان، باستخدام تكنولوجيات جينومية متطورة، واكتشاف الأهداف بدعم من الذكاء الاصطناعي ومنصات للإثبات السريع لاكتشاف الجينات الغامضة المسببة للأمراض، وتسريع عملية تطوير علاجات جديدة، ويشجع البرنامج أيضاً تبادل المعلومات وتنقل العلماء الإماراتيين، وبناء القدرات بتمكين شباب الباحثين من التدريب في الدولتين، من خلال برنامج مشترك للدكتوراه، وتعزيز الابتكار والتنافسية العلمية، وتأثير الرعاية الصحية على المستوى الوطني.
ويبرز هذا التكريم تعزيز الروابط المتنامية بين دولة الإمارات ومملكة بلجيكا في مجالات متنوعة، تشمل العلوم والرعاية الصحية والابتكار، كما يسلط الضوء أيضاً على إسهامات البروفيسورة حبيبة المتواصلة في البحث العلمي والتطوير الأكاديمي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
