اخبار الإمارات

خبراء يدعون إلى الاقتراض الرشيد في رمضان وقصره على الاحتياجات الضرورية

دعا خبراء المستهلكين إلى ترشيد الاقتراض وضبطه خلال شهر رمضان المبارك، وقصره على الاحتياجات الضرورية التي لا غنى عنها، ولا يمكن تأجيلها، مشيرين إلى أن سعي الشخص للاقتراض في رمضان لشراء سيارة جديدة، على سبيل المثال، بينما سيارته في حالة جيدة، أو الاقتراض بغرض السفر للخارج، من الممارسات الخطأ التي قد تسبب ضائقة مالية لبعض الأسر.

وطالبوا بالبُعد عن المظاهر أو المقارنات مع الآخرين، موضحين أن رمضان يشهد عادة زيادة في الإنفاق الاستهلاكي، نظراً للعزائم والولائم ووجود عروض وإعلانات كثيرة ومكثفة للترويج لشراء سلع أو خدمات، مشيرين إلى ضرورة وجود ثقافة مالية تحدد أولويات الإنفاق بما يلائم الظروف الشخصية والعائلية للمستهلك.

ودعوا المستهلكين إلى استثمار جانب من أموالهم في مشاريع صغيرة، أو في تطوير مهاراتهم لتحسين دخلهم، لافتين إلى أن هذا التوجه يصرف الشخص عن الإنفاق الاستهلاكي الترفي الذي لا يحتاج إليه.

ضبط الاقتراض

وتفصيلاً، أكد الخبير المصرفي، أحمد يوسف، ضرورة ترشيد وضبط الاقتراض، والتركيز على الاقتراض الرشيد الذي يستهدف تمويل الضرورات فقط، والبعد عن الاقتراض للحصول على سلع أو خدمات ترفيه غير ضرورية للشخص، ويمكن الاستغناء عنها بسهولة أو يمكن تأجيل شرائها.

وأوضح يوسف، أن «الاقتراض في رمضان، لشراء سيارة جديدة على سبيل المثال، بينما سيارة الشخص في حالة جيدة أو الاقتراض بغرض السفر للخارج، من الممارسات الخطأ التي قد تسبب ضائقة مالية لبعض الأسر».

وطالب في هذا الصدد، بالبُعد عن المظاهر والمقارنات مع الآخرين، والاكتفاء بما يمتلكه الشخص، طالما كان بحالة جيدة، مع التزام ما يسمى الاقتراض الرشيد، موضحاً أن الاقتراض يعد سلاحاً ذا حدين، حيث يعد ذا فائدة في شراء الضروريات التي لا غنى عنها، لكنه قد يؤدي إلى مشكلات مالية للشخص، ويشكل عبئاً عليه، إذا كان لشراء سلع غير ضرورية.

ودعا يوسف، المواطنين والمقيمين إلى تخصيص جانب من رواتبهم أو دخلهم للاستثمار، خاصة أن هذا التوجه يصرف الشخص عن الإنفاق الاستهلاكي الترفي الذي لا يحتاج إليه، مطالباً بالتعامل مع رمضان باعتباره شهراً عادياً مثل بقية أشهر السنة، وعدم اختصاصه بمزيد من الإنفاق الاستهلاكي، الذي لا توجد حاجة ماسة إليه.

وشدد يوسف على أن «رمضان يشهد عادة زيادة في الإنفاق الاستهلاكي، نظراً لوجود عزائم وولائم وعروض وإعلانات كثيرة ومكثفة للترويج لشراء سلع أو خدمات، قد يكون الشخص ليس في حاجة إليها»، مشيراً إلى ضرورة وجود ثقافة مالية ووعي وفهم لدى (رب الأسرة) بأنه مسؤول عن الإنفاق على أسرته، ولابد أن يحدد أولويات إنفاقه، بما يلائم ظروفه الشخصية والعائلية، خاصة أن هناك التزامات أساسية لها أولوية، مثل دفع قسط المنزل وأقساط المدارس وغيرها.

الاقتراض غير الضروري

من جانبه، دعا الخبير المصرفي، أمجد نصر، المستهلكين إلى تجنب الاقتراض غير الضروري، والابتعاد عن الديون في شهر رمضان، إلا في حال وجود حاجة ماسة إليها، لشراء سلع وخدمات ضرورية، لا يمكن الاستغناء عنها، مشيراً إلى أهمية العيش ضمن إمكانات الشخص، ومن دون إسراف.

وطالب نصر المستهلكين، في حال اضطرارهم إلى الحصول على قرض لتمويل شراء سلعة، مثل السيارات، بوضع خطة لسداد الدين بأسرع وقت ممكن، موضحاً أن الشراء الذكي هو الذي يخدم احتياجات المستهلك وليس الرغبات العشوائية التي تشكل عبئاً عليه، وتستنزفه مالياً لسنوات عدة، بلا مبرر.

وأوضح نصر، أن «بعض الشركات التي تبيع سلعاً معمرة، تركز على طرح عروض في رمضان، نظراً للمخاوف من أن يحدث تباطؤ في المبيعات، وحتى تحافظ على مستوى معين من المبيعات، نظراً لظروف رمضان الخاصة بالانشغال بالعمل والعبادة وشراء السلع الغذائية الأساسية»، مشيراً إلى أن المشترين دائماً يؤجلون شراء السيارات، على سبيل المثال، إلى رمضان، لإدراكهم أن هناك عروضاً قوية تحفز على الشراء.

المفاهيم الخطأ

ونوّه نصر، إلى أن «هناك بعض المفاهيم الخطأ عند بعض الناس، مثل أنه ينبغي أن تزيد النفقات في رمضان، بينما ينبغي العكس من ذلك أن يكون هناك ضبط للنفقات، وزهد في رمضان، لأنه شهر للعبادة، في المقام الأول، وينبغي ألا يزيد معدل الإنفاق فيه على الأشهر الأخرى».

وشدد نصر على أهمية أن يعمل المستهلكون على ضبط ميزانيتهم والتحكم في النفقات، خاصة في رمضان الذي يشهد عادة زيادة في الإنفاق، مدفوعاً بالعزائم والولائم والعروض الخاصة والتخفيضات التي تغري المستهلكين بالشراء.

ونصح نصر المستهلكين بوضع ميزانية واضحة لرمضان، من خلال حساب الدخل الشهري وأولويات الإنفاق، مثل الإيجار والفواتير والطعام والمواصلات ومحال البقالة والتخطيط للمشتريات مسبقاً، وتخصيص جزء للادخار، حتى ولو كان بسيطاً، وضرورة التحكم في العادات الشرائية خلال رمضان، وعدم الاستجابة لضغوط وإغراءات شراء أشياء غير ضرورية، بسبب التخفيضات، مشيراً إلى أن «ديننا الكريم يحث على الاعتدال في الإنفاق، وتجنب الإسراف».

وأكد نصر أهمية أن يحرص المستهلكون على استثمار جانب من أموالهم في مشاريع صغيرة، أو في تطوير مهاراتهم لتحسين دخلهم، مشيراً إلى أهمية الترفيه في الشهر الكريم، لكن ضمن حدود الميزانية، واستخدام تطبيقات إدارة المصروفات للمساعدة على تتبع النفقات، فضلاً عن أهمية تخصص جزء من المال للصدقة والزكاة والتكافل الاجتماعي، ودعم الجمعيات الخيرية المرخصة في الدولة، في حال وجود فائض مالي، بدلاً من التوجه لسد احتياجات غير ضرورية.

من جهته، دعا خبير شؤون التجزئة، ديفي ناجبال، إلى الالتزام بالاقتراض الرشيد في رمضان، بصفة خاصة، عبر الاقتراض للضرورة القصوى فقط، وإذا كان الاقتراض هو السبيل الوحيد لتلبية احتياجات ضرورية، لا غنى عنها.

وأكد ناجبال، أن «شهر رمضان يشهد قيام بعض المزودين والتجار بطرح عروض وتخفيضات مغرية في إطار المنافسة الشديدة في السوق، في هذا الشهر بالذات، إلا أن هذه العروض ينبغي عدم شرائها لمجرد أنها مخفّضة، من دون وجود حاجة إليها»، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بالتعرف إلى بيانات السلع، خاصة تاريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية، حتى لا يصبح شراء بعض السلع عديم الجدوى، ولا يتم استهلاكها.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *