خبراء يدعون إلى تأهيل قوى عاملة ماهرة في «الذكاء الاصطناعي»

سلطت «خلوة الذكاء الاصطناعي» التي انعقدت، أمس، ضمن «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي»، الضوء على أدوار رئيسة للذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب في كل من التمويل والدعم المالي وتنمية المواهب.
ودعا المسؤولون والخبراء والمختصون وقادة شركات تكنولوجيا عالمية في جلسة ضمن «خلوة الذكاء الاصطناعي» حول «التمويل والدعم المالي»، إلى إعداد مواهب وكفاءات متمكنة وتأهيل قوى عاملة ماهرة ومتنوّعة في مجال الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على الهوية الثقافية لدبي.
ولفت الخبراء إلى أهمية الاستراتيجيات والمبادرات التي تُسخّر الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية، وجذب الاستثمارات، وترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للابتكار وريادة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي.
واستعرض المشاركون أبرز العوامل التي تعزز موقع دبي كمنطلق ووجهة للشركات المليارية، لاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك إعدادها للكفاءات وجذبها للمواهب المتقدمة من مختلف أنحاء العالم، وتوفيرها البنى التحتية المتطورة رقمياً، وإتاحتها أطراً تنظيمية مرنة تتطور باستمرار، لافتين إلى أهمية عمل مكونات بيئة أعمال الذكاء الاصطناعي كوحدة متكاملة بدلاً من بناء كل مكوّن بمعزل عن الآخر، والتركيز بشكل أكبر على دور التمويل الجريء وبرامجه في تقليل المخاطر على رواد الأعمال وتحفيز مشاريع الابتكار المحلي الناشئة.
وبحث المتحاورون عناصر ترسيخ ريادة دبي عالمياً في الابتكار في الذكاء الاصطناعي عالمياً بحلول عام 2033، سواء من خلال برامج تمويل مستمرة من مرحلة البدايات إلى النمو مع توفير حوافز واستراتيجيات للاستثمار المشترك، والاستفادة من مسرعات توفر التوجيه وتحقق الريادة والتنافسية في السوق، وحماية حقوق الملكية الفكرية، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية العالمية، جنباً إلى جنب مع تعزيز التنويع الاقتصادي ورفده الخدمات والتخصصات عالية القيمة، ما يجعل دبي محركاً عالمياً للابتكارات التقنية.
وأكّد الخبراء أهمية مواءمة عناصر الكفاءة والتنافسية والالتزام بالقيم الإنسانية والأخلاقية في تبني استخدامات الذكاء الاصطناعي. كما ناقشوا إمكانات توفير تقنيات قائمة على الذكاء الاصطناعي كخدمات عامة تستفيد منها الجهات الحكومية والقطاعات الخدمية، وناقشوا توأمة دبي مع مدن عالمية مماثلة في طموحاتها وتطلعاتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأشار المختصون إلى أهمية البحث والتطوير والتشريعات المرنة في بناء البيئة الحيوية الممكّنة لفرص الذكاء الاصطناعي في اقتصاد المستقبل المتنوع والمستدام في دبي، مع ترسيخ سمعتها عالمياً وقصص النجاح فيها كوجهة مفضلة للاستثمار الأجنبي المباشر، توفر بيئة جاذبة لشركات التكنولوجيا لتأسيس حضورها انطلاقاً من دبي.
وتلخصت نتائج الجلسة النقاشية المغلقة حول التمويل والدعم المالي في «خلوة الذكاء الاصطناعي» بثلاثة مخرجات محورية هي امتلاك دبي المقومات المطلوبة لتكون منطلقاً ومقراً للشركات المليارية في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى جانب أهمية الذكاء الاصطناعي كركيزة أساسية لاستراتيجية التنويع الاقتصادي، فضلاً عن مواصلة دبي تعزيز موقعها كوجهة عالمية للاستثمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي وللمشاريع الناشئة فيه.
وركّزت جلسة أخرى ضمن «خلوة الذكاء الاصطناعي» على «تنمية المواهب» في قطاع الذكاء الاصطناعي وبالاستفادة منه، وأجمع المشاركون فيه على أن المواهب المتمكنة ثروة حالها حال فرص الذكاء الاصطناعي الواعدة.
ودعا المشاركون إلى إعداد مواهب وكفاءات متمكنة وتأهيل قوى عاملة ماهرة ومتنوّعة في مجال الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على الهوية الثقافية لدبي، مؤكدين أهمية توفير مسارات للتعلم المستمر والذاتي بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي، بموازاة استقطاب خبرائه، وترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً رائداً في تنمية المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، والابتكار في استخداماته التي تبني القدرات وتطوّر المهارات.
وناقش الخبراء دور الجامعات والشركات في بناء شراكات فعالة لتأهيل المواهب وتلبية احتياجات دبي من المواهب، إضافة إلى الحوافز التي يمكن للإمارة أن تقدمها لاستقطاب أبرز الباحثين والمختصين في الذكاء الاصطناعي من حول العالم، بما في ذلك برامج الزمالة، والمنح الدراسية، وتمويل الأبحاث.
واقترح المختصون إمكانية ريادة دبي في جعل محو أمية أسس الذكاء الاصطناعي حقاً تعليمياً للجميع حول العالم، وجعله مسار تعلّم يستمر مدى الحياة، داعين إلى شراكة حيوية بين القطاعين الحكومي والخاص لإحداث التحول المطلوب في جاهزية الكوادر التعليمية في تخصصات الذكاء الاصطناعي.
حفظ التراث الثقافي
دعا الخبراء إلى التركيز على التوعية بأهمية الذكاء الاصطناعي كأداة مفيدة يمكن الاستفادة منها في تفعيل وصناعة فرص جديدة، سواء على مستوى التعليم المدرسي والجامعي أو التدريب المهني، كما أكدوا الإمكانات الواعدة للذكاء الاصطناعي في حفظ التراث الثقافي وتقديم تصور تاريخي شامل للمواقع الأثرية المهمة كساروق الحديد، أو تخزين أكثر النماذج الإبداعية تميزاً في حرف وطنية عريقة كنسج السدو الإماراتي، أو الحفاظ على المحتوى العربي الثري بالمعاني والسرديات الثقافية الرائدة في التراث العالمي غير المادي.
وأكّدت مخرجات الجلسة أن دبي ترسخ مكانتها مركزاً عالمياً لمواهب ومعارف الذكاء الاصطناعي، فيما أجمع الخبراء على أهمية تطوير مهارات الذكاء الاصطناعي كضرورة يحتاج إليها الكل لمواكبة عصره والاستفادة من فرصه.
ولفت المشاركون إلى دور مستقبلي واعد للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الحفاظ على التراث الثقافي ونشره، بما في ذلك الهوية الوطنية والقيم الإماراتية والمحتوى الرقمي باللغة العربية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news