نظّمت هيئة الطرق والمواصلات معرض الذكاء الاصطناعي بهدف دعم “استراتيجية الذكاء الاصطناعي 2030″، التي أُطلقت في أبريل الماضي ضمن فعاليات “أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي” وذلك من خلال إشراك وتحفيز الموظفين والشركاء الاستراتيجيين.

ويأتي هذا المعرض تأكيداً على الدور المركزي للذكاء الاصطناعي في تحسين تقديم الخدمات وتطوير وإدارة أنظمة نقل وطرق متكاملة ومستدامة، بالإضافة إلى تبنّي أفضل الممارسات والمعايير العالمية، بما ينسجم مع رؤية الهيئة ورسالتها في تحقيق الريادة العالمية في التنقل السهل والمستدام.

أُقيم المعرض على مدار أسبوع في المقرّ الرئيس للهيئة، وتضمّن منصة تفاعلية استعرضت أساليب مبتكرة وجذابة 11 مبادرة موزّعة على محاور الاستراتيجية الستة، وهي: التنقل السلس والمبتكر، إسعاد الناس، الإدارة الذكية للمرور، الترخيص الذكي، التميّز في الأصول، والجاهزية للمستقبل.

مبادرات متنوعة

ومن المبادرات، التي عرضتها الإدارات المعنية في الهيئة، مبادرة “نظام دعم سائقي الحافلات: مركز التحكم والتشغيل”، كمنصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل المكالمات المسجلة بين السائقين ومركز التحكم، من خلال رصد السلوكيات وتحليل محتوى المكالمة، بهدف تقييم جودة الاتصال وتحسين سرعة المتابعة، ومبادرة “لوحة تنبؤ استهلاك المياه والكهرباء في مترو دبي”، من خلال تحليل ومتابعة استهلاك الموارد بشكل استباقي ما يعزز الاستدامة والكفاءة التشغيلية والجدوى الاقتصادية.

بالإضافة إلى ذلك، استعرضت الهيئة مبادرة “مدينتي” المتاحة عبر تطبيق “واتساب”، وهي خدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تمكّن المستخدمين من الإبلاغ عن أي أضرار في أصول النقل العام باستخدام الرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث يقوم النظام بالتعرف التلقائي إلى البلاغات وتصنيفها وتوجيهها لاتخاذ الإجراء المناسب على الفور، ومبادرة “التقييم الذكي للبنية التحتية لمسارات الدراجات الهوائية”، من خلال مؤشرات عالمية جديدة لقياس راحة القيادة وحالة المسار وكفاءة المرافق، بهدف جعل تجربة القيادة أكثر أماناً ومتعة للجمهور.

وتناولت المبادرات أيضاً، “نظام التقييم الذكي لأصول الطرق باستخدام تقنية الليدار”، والذي يعتمد على أحدث تقنيات المسح والتصوير الرقمي حيث يحلل الذكاء الاصطناعي البيانات ويحدد أولويات الصيانة ويحدّث قاعدة البيانات الرقمية، ومبادرة “الإدارة الذكية للحركة المرور”، في مركز دبي للأنظمة المرورية الذكية، حيث يقوم النظام بجمع البيانات بصورة لحظية من المستشعرات وتحليلها لإدارة الإشارات المرورية بكفاءة وتحسين انسيابية الحركة المرورية.

واستعرضت المنصة أيضاً مبادرة: “إدارة شبكة الحافلات بالذكاء الاصطناعي”، وذلك من خلال تحليل بيانات شبكة مسارات الحافلات العامة وبيانات مستخدمي وسائل النقل، ما يساعد مخططي المسارات على تحسين مسارات الحافلات الحالية واقتراح مسارات جديدة، لرفع كفاءة المنظومة وتحسين الأداء وتقليل التكاليف، بالإضافة إلى نظام مراقبة المدرّبين” الذي يعتمد على المراقبة المستمرة والتحليلات اللحظية لرصد سلوكيات المدرّبين داخل مركبات تعليم القيادة، من خلال كاميرات مخصصة يتم تثبيتها في المركبات، بهدف تحسين جودة التدريب وتعزيز السلامة المرورية.

كما تناول المعرض مبادرة “نظام التنبؤ بأسعار اللوحات” باستخدام البيانات التاريخية لمزادات الأرقام للتنبؤ بإيرادات المزادات المستقبلية، عبر خوارزميات معزّزة بتقنيات التعلُّم الآلي تقوم بتحليل بيانات المزادات السابقة وتوجهات السوق، ومبادرة “العمليات المدعومة بمايكروسوفت كوبايلوت”، مساعد ذكي مدعوم بالذكاء الاصطناعي صُمّم لمساعدة الموظفين في أتمتة المهام ورفع كفاءة الأداء، ومبادرة “إدارة محطات النقل العام باستخدام الذكاء الاصطناعي”، والتي تقدم حلولاً فعالة واستباقية لإدارة الحشود من خلال أنظمة مراقبة المحطات لحظياً وتحليل كثافة الحشود وأنماط الحركة، ما يحسن من تدفق الحركة مع تقليل وقت الانتظار.

جلسات وحلقات نقاشية

ونظم معرض الذكاء الاصطناعي في الهيئة جلسات وحلقات نقاشية وعروضاً تقديمية من فرق الهيئة وشركائها الاستراتيجيين، تناولت الاتجاهات العالمية في الذكاء الاصطناعي، واستثمار الإمكانات التحويلية فيه، وتطبيقاته في مجالات التنقل والمدن الذكية، وتأثيره في استشراف المستقبل. كما تضمّن المعرض برامج تدريبية تخصصية لجميع الموظفين حول توظيف الذكاء الاصطناعي في رفع الإنتاجية، شارك في تقديمها خبراء متخصصون من الهيئة وشركائها الاستراتيجيين.

تضمّن الأسبوع تنظيم “هاكاثون الذكاء الاصطناعي”، وهي مسابقة إبداعية استمرت ثلاثة أيام، شارك فيها موظفو الهيئة، وتنافسوا فيها على استكشاف أفكار وحلول مبتكرة تسهم في تعزيز منظومة التنقل المستدام باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإمكانية الاستفادة منها وتطبيقها واقعياً، حيث شهد اليوم الأخير للأسبوع تكريم الفرق الفائزة في الهاكاثون.

وقال محمد يوسف المظرب، المدير التنفيذي لقطاع خدمات الدعم التقني المؤسسي، والرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في هيئة الطرق والمواصلات: “يأتي تنظيم الهيئة لمعرض الذكاء الاصطناعي لمواصلة جهودها في تعزيز الأنشطة والفعاليات التي أقيمت في أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي شهر إبريل الماضي، والذي وجّه بإطلاقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي بدبي، ونظّمه مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي التابع لمؤسسة دبي للمستقبل”.

وأضاف قائلاً: “أن المعرض يركز على إشراك وتحفيز الموظفين والشركاء الاستراتيجيين لتبنّي حالات استخدام الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاق الاستفادة منها في خدمات الهيئة. كما أشار إلى أن هذه الأنشطة تهدف إلى تطوير القدرات البشرية لقيادة منظومة ذكاء اصطناعي مترابطة، وتحقيق الريادة في التحوّل الذكي، إلى جانب تعزيز الحوكمة المؤسسية، ورفع الجاهزية التقنية لمواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال”.

يذكر أن هيئة الطرق والمواصلات أطلقت في إبريل الماضي “استراتيجية الذكاء الاصطناعي 2030″، والتي تهدف من خلالها إلى تعزيز الريادة العالمية للهيئة في مجال التنقل المعزّز بالذكاء الاصطناعي، عبر منظومة متكاملة ومترابطة تسهم في الارتقاء بجودة الحياة في دبي، متضمنة 81 مشروعاً ومبادرة.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

شاركها.