الجمعة 08 ديسمبر 2023 | 02:45 صباحاً
بعد سقوط الطائرة الروسية قامت بريطانيا بمنع السفر لمصر، وكان هذا القرار محيرًا لي على المستوى الشخصي قبل أن أكون مسئولًا لان الدول المضارة وهي روسيا لم تتخذ هذا القرار بهذه السرعة.
روسيا اتخذت قرار المنع بعد أسبوع وقرار وقف الحركة السياحية أصابنا في مقتل لأن السياحة الروسية كانت تمثل 3 مليون سائح أي ما يقابل 3 مليار دولار.
تم العمل على ملف تأمين المطارات وتم إعادة ضبط المنظومة الأمنية داخلها.
كيف عملتم على آثار الحادث بعد منع عدد من الدول سياحها من زيارة مصر؟
رأيت أن سقوط الطائرة الروسية في 2015 سياسي بامتياز، ولهذا اجتمعنا ووصلنا لقرار أن أفضل شيئ هو أن نثبت للعالم أننا سنراجع المنظومة الأمنية مع وجود طرف ثاني محايد، والهدف من ذلك أن نثبت أنه لايوجد لدينا ثغرة أو خلل في المنظومة الأمنية أدت لهذا الحادث، و تحدث مع المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء وقتها، وحدث تفاعل من الموضوع مع القيادة السياسة وكل الأجهزة في الدولة.
إعادة ضبط المنظومة الأمنية داخل المطارات مع وجود طرف ثاني محايد فكرة مصرية 100% ولم تفرض علينا، و سفير مصر في إنجلترا وقتها أبلغني بصفة ودية أن ماقامت به الأجهزة في مصر سيغير مصير اللعبة ويحرج متخذي القرار، لأن مصر ستثبت أن المنظومة الأمنية لديها مشابهة تمامًا لمثيلاتها في مختلف المطارات الدولية.
تم عمل مؤتمرًا صحفيًا في أواخر ديسمبر 2015، وأكدت خلاله أن الحكومة المصرية تستهدف الوصول للمستوى الذهبي في أمن المطارات وتم تسخير كل الامكانيات المطلوبة.
هذا المؤتمر كان له تأثيرًا كبيرًا دوليًا، و غادرت الوزارة بعد ذلك والزملاء أكملوا وحدثت قناعة أن مصر من أكثر الدول المهتمة بملف الأمني في المطارات.
كيف كان القرار السياسي والتعامل مع الرئيس السيسي؟
عملت مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقتما كان وزيرًا للدفاع في عهد الإخوان، وكذلك خلال السنة الانتقالية بعد 30 يونيو، لمدة عام.
لفت انتباهي خلال هذه الفترة أن الرئيس السيسي كان دائمًا يأتي لاجتماعات مجلس الوزراء وهو مجهز نفسه لجدول الأعمال وهو هادئ ويركز ولا يتحدث كثيرًا واذا تحدث يتحدث ولا يقول كلامًا مرسلًا.
الرئيس السيسي، كانت ملاحظاته في ملفات الوزراء الآخرين في هذه السنة الانتقالية دقيقة في التعليم والصحة والإسكان وكل شئون الدولة وكان يقرأ كثيرًا ولديه معلومات ويدقق وإذا طلب منه كلمة ملاحظاته كلها قوية ومحقة.
ماهي تفاصيل أول اجتماع مع الرئيس السيسي بعد حلف اليمين؟
طبقًا للبروتوكل كان الرئيس يجتمع مع كل الوزراء، ويكون هناك تكليفات للحكومة بعد حلف اليمين.
الرئيس طلب منا أن نكون قدوة لباقي الشعب لأنها كانت مرحلة هامة، وأن يذهب الوزراء لمكاتبهم في السابعة صباحًا، حتى أن الجرائد وقتها كتبت عنا حكومة السابعة، كما أن الرئيس أكد لنا أنه سيتحدث معنا على الهاتف الأرضي وليس المحمول ليتأكد من وجودنا بمكاتبا.
كنت أنزل من منزلي في السادسة ونصف، وكان يرافقني أمن الوزارة وكانت السيارة تسير في الشارع وهو فارغ تمامًا من السيارات، فالرئيس شخصية جادة جدًا ومخلصة للوطن وكان يتحدث مع كل الوزراء كل في تخصصه.
المصدر: بلدنا اليوم
