52 نواة تمر في معدة طفلة.. وحدس أمّ ينقذ طفلاً من الاختناق بـ «سيارة لعبة»

روى استشاري الجهاز الهضمي للأطفال، الدكتور الإماراتي نافع الياسي، قصصاً طبية واقعية لا تُنسى واجهها خلال مسيرته المهنية، أبرزها استخراج 52 نواة تمر من معدة طفلة صغيرة، وإنقاذ طفل مصاب بمتلازمة داون من اختناق كاد يودي بحياته، بسبب قطعة بلاستيكية كانت عالقة في المريء، مؤكداً أن حدس الأم قد يكون أحياناً أبلغ من كل الفحوص، وبالفعل كان سبباً في إنقاذ صغيرها.
وقال الياسي لـ«الإمارات اليوم»: «كل طبيب يمر بقصص تبقى في ذاكرته، حتى إنني أخصص صندوقاً أجمع فيه ما أستخرجه من أمعاء الأطفال في قسم الطوارئ، مثل العملات المعدنية، والبطاريات، والقطع البلاستيكية، ومشابك الشعر وغيرها».
وأضاف: «من الحالات التي لا أنساها أني تلقيت ذات ليلة اتصالاً من المستشفى، يفيد بوجود حالة طارئة لطفل يعاني أعراض اختناق من دون أن يظهر شيء في الأشعة، ورغم ذلك كانت والدته مصرة على أنه ابتلع شيئاً غريباً».
ولفت إلى أنه عند حضوره وُجد الطفل (من ذوي متلازمة داون) عاجزاً عن البلع، ويخرج لعاباً بكثافة، حينها علم أن هناك جسماً عالقاً في أعلى المريء، وبالفعل بعد فحص دقيق بمساعدة فريق الأنف والأذن والحنجرة، تبين وجود إطار سيارة لعبة بلاستيكية وتم استخراجه على الفور، وأكد أن هذه التجربة علمته ألا يتجاهل شعور الأم، فإحساسها بطفلها قد ينقذه من خطر محقق.
وعن أغرب الحالات التي تعامل معها، أشار الياسي إلى حالة طفلة نقلت إلى المستشفى وهي تعاني قيئاً متكرراً، وكانت نواة تمر تظهر في محتوى القيء، وسط قلق شديد من ذويها، بسبب استمرار الأعراض من دون أي تحسن، ولفت إلى أن الطبيب المعالج أبلغه بأن الطفلة اعتادت ابتلاع التمر كاملاً دون مضغ، ما دفع الفريق الطبي إلى إجراء فحص بالأشعة الصبغية لتقصي ما إذا كانت هناك نواة لاتزال عالقة داخل المعدة.
وقال: «أظهرت نتائج الفحص وجود كمية كبيرة من نوى التمر مستقرة في المعدة، ما شكل صدمة للفريق الطبي، إذ بلغ العدد الإجمالي 52 نواة، وبدأنا على الفور إجراء عمليات منظار متتالية لاستخراج النوى، واستغرقنا ما يزيد على ساعتين ونصف في غرفة العمليات، وهي مدة طويلة مقارنة بالحالات الاعتيادية، حيث لا تتجاوز مدة المنظار عادة 10 دقائق».
وأضاف أن الحالة كانت مرهقة لكنها محفورة في ذاكرتي، ليس فقط بسبب العدد الكبير للنوى، بل لأن تأخر التدخل كان من الممكن أن يؤدي إلى انسدادات أو مضاعفات خطرة على الجهاز الهضمي، كما أنني مازلت أحتفظ بنوى التمر كتذكار طبي.
واستعاد الياسي حالة ثالثة حدثت خلال جائحة «كورونا»، عندما تم نقل طفلة إلى الطوارئ بعد ابتلاعها خاتماً ذهبياً، أدى إلى اختناقها نتيجة انحشاره في المريء، حيث تم التدخل فوراً بالمنظار وإنقاذها.
وحذر من أن الأطفال بين عمر ستة أشهر وثلاث سنوات يعيشون في مرحلة فضول دائمة، وغالباً ما يبتلعون أشياء من دون إدراك، ما يجعلهم عرضة لخطر شديد، خصوصاً في حالات ابتلاع بطاريات الليثيوم أو كرات المغناطيس، حيث تتسبب الأخيرة في التصاق الأمعاء ببعضها وقد تؤدي إلى انسداد معوي حاد، قائلاً: «هناك أطفال ابتلعوا أكثر من 20 كرة مغناطيسية بسبب صغر حجمها وسهولة بلعها»، لذا يجب الانتباه إلى تصرفاتهم وعدم الانشغال عنهم وقتاً طويلاً.
وأوضح الياسي أن الكبار أيضاً قد يبتلعون أجساماً غريبة، مثل الدبابيس، أو مفاتيح، أو أدوات تنظيف الأسنان، وأشار إلى أن هذا السلوك غالباً ما يكون ناتجاً عن اضطرابات نفسية أو عصبية.
وأكد أن التعامل مع حالات الاختناق يتطلب التوجه الفوري إلى المستشفى وليس المركز الصحي، لضرورة وجود اختصاصيي الأنف والأذن والحنجرة وأطباء الجهاز الهضمي، وحذر من إدخال الأصابع في فم الطفل لتحفيز القيء، لما يشكله ذلك من خطر إضافي.
وبين أن 80% من الأجسام التي يبتلعها الأطفال تمر بسلام عبر الجهاز الهضمي وتخرج مع البراز، لكن هناك أجسام خطرة لابد من استخراجها فوراً، مثل الأجسام الحادة، والمغناطيس، والبطاريات، لما تسببه من حروق أو انسدادات معوية، وعلى الأطباء مسؤولية كبيرة في توعية الأسر بهذا النوع من المخاطر، إذ لا يجب إلقاء اللوم على الأهل، بل التركيز على التوعية الوقائية.
. التعامل مع حالات الاختناق يتطلب التوجه الفوري إلى المستشفى وليس المركز الصحي، لضرورة وجود اختصاصيي أنف وأذن وحنجرة وجهاز هضمي.. وإدخال الأصابع في فم الطفل لتحفيز القيء يشكل خطراً إضافياً.
لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news