اخر الاخبار

اجتماع عُمان.. ترمب يبعد أوروبا وإيران تقترح اتفاقاً مؤقتاً

قال دبلوماسيون أوروبيون إن الولايات المتحدة لم تبلغ الدول الأوروبية باجتماع عُمان الذي ينعقد، السبت، لإجراء محادثات بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين بشأن ملف طهران النووي، فيما ذكر موقع “أكسيوس” الأميركي أن إيران تدرس تقديم مقترح لإبرام اتفاق نووي مؤقت قبل الوصول إلى اتفاق شامل “لضيق الوقت”.

ونقل “أكسيوس” عن مصادر قولهم، الخميس، إن الإيرانيين يعتبرون أن التوصل إلى “اتفاق نووي معقد تقنياً” خلال شهرين “أمر غير واقعي”، ويريدون الحصول على مزيد من الوقت “لتجنب التصعيد”.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد حدد مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، وسط تهديدات متكررة باستخدام “القوة العسكرية” في حال لم توافق طهران على إنهاء برنامجها النووي.

ووفقاً لـ”أكسيوس”، يشمل الاتفاق المؤقت المقترح “تعليق بعض أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية”، و”تقليل مخزونها من اليورانيوم المخصب بدرجة 60%”، و”السماح لمفتشي الأمم المتحدة بوصول أكبر إلى المنشآت النووية الإيرانية”.

وبدأت إيران في انتهاك القيود المُحددة بموجب الاتفاق النووي عبر القيام بعدد من الإجراءات، منها تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% بدلاً من النسبة المُحددة في الاتفاق عند 3.67% في عام 2019، وذلك بعد عام من انسحاب ترمب من الاتفاق المُبرم في عام 2015، وإطلاقه حملة عقوبات عُرفت باسم “الضغط الأقصى”.

ورجح “أكسيوس” أن يتضمن مقترح “الاتفاق المؤقت” مطالبة ترمب بتعليق حملة “الضغط الأقصى” على الاقتصاد الإيراني.

مقترح الاتفاق النووي المؤقت

  • تعليق بعض أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية.
  • تقليل مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدرجة 60%.
  • السماح لمفتشي الأمم المتحدة بوصول أكبر إلى المنشآت النووية الإيرانية.
  • تمديد آلية “العودة السريعة للعقوبات” على إيران والمعروفة باسم Snapback. 
  • تعليق ترمب حملة “الضغط الأقصى” على الاقتصاد الإيراني.

ويرى خبراء، أن المقترح الإيراني الجديد قد يزيد من الوقت الذي تحتاجه إيران لتطوير سلاح نووي، لكنه قد يساعد في بناء الثقة لإجراء مفاوضات من أجل إبرام اتفاق شامل.

إبعاد الأوروبيين

وقد يتضمن المقترح تمديد آلية “العودة السريعة للعقوبات” على إيران والمعروفة باسم Snapback، وهي جزء من الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وينص “الاتفاق النووي” لعام 2015 على رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران مقابل فرض قيود صارمة على برنامجها النووي، لكن يُمكن إعادة فرضها بموجب آلية Snapback في حال انتهكت طهران الاتفاق.

وقال 3 دبلوماسيين أوروبيين، إن الولايات المتحدة لم تبلغ الدول الأوروبية باجتماع عُمان، على الرغم من أنه هذه الدول هي من تمتلك ورقة “العودة السريعة للعقوبات”.

وأشارت “رويترز” إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع تفعيل آلية “العودة السريعة للعقوبات” لأنها انسحبت من الاتفاق النووي، لافتة إلى أن الأطراف الوحيدة في الاتفاق القادرة على تفعيل تلك الآلية هي بريطانيا وألمانيا وفرنسا، المعروفة باسم الثلاثي الأوروبي (E3).

وأبلغت فرنسا وبريطانيا وألمانيا الحكومة الإيرانية بأنها ستُفعّل آلية “العودة السريعة للعقوبات” إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد قبل نهاية يونيو المقبل.

وأشار الدبلوماسيون، إلى أن التهديد بإعادة فرض العقوبات يهدف لـ”الضغط على إيران من أجل تقديم تنازلات”، لكنهم ذكروا أنه لم يتم بعد بحث هذه الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.

وردت إيران على تهديدات الدول الأوروبية بالقول، إن “تنفيذ ذلك يعني أنه سيكون هناك عواقب وخيمة، ومراجعة لعقيدتها النووية”، بحسب “رويترز”.

“غياب الثقة”

ولفت دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى، إلى أن “الدول الأوروبية الثلاث لا تثق بالولايات المتحدة لأنها تبادر دون استشارتها”.

وعقد مسؤولون أوروبيون عدة اجتماعات مع نظرائهم الأميركيين، لكنهم قالوا إنها “لم تكن عميقة بما يكفي”، بحسب “رويترز”.

ووفقاً لـ3 مسؤولين من الدول الأوروبية الثلاث، كان الاجتماع لبحث الملف الإيراني مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على هامش قمة وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي “صعب الترتيب”.

وبينما لم تجيب وزارات خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا على سؤال ما إذا كانت قد أُبلغت مسبقاً باجتماع عُمان، قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية: “لا نزال مُلتزمون باتخاذ كل خطوة دبلوماسية لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، بما في ذلك عبر آلية snapback إذا لزم الأمر”.

وحاول الأوروبيون مؤخراً أخذ زمام المبادرة من الولايات المتحدة عبر عقد محادثات استكشافية مع طهران بدأت في سبتمبر الماضي ولا تزال مستمرة حتى الآن. وقال دبلوماسيون، إن المسؤولين الإيرانيين سألوا نظراءهم خلال تلك المحادثات مراراً عن الإدارة الأميركية الجديدة.

وأعرب مسؤول إيراني، عن اعتقاد طهران بأن المحادثات مع الدول الأوروبية الثلاث والأطراف الأخرى في الاتفاق النووي “يمكن أن تساعد في تهدئة التوترات بشأن برنامجها النووي، ويمكن أن تكون مكملة للمحادثات مع الولايات المتحدة”.

وأشار محللون ودبلوماسيون لوكالة “رويترز”، إلى أن قرار الولايات المتحدة بعدم التنسيق مع الدول الأوروبية بشأن الاجتماع المرتقب مع إيران سيقلل من نفوذ واشنطن، ويزيد في نهاية المطاف من احتمالية تنفيذ الولايات المتحدة وإسرائيل عمل عسكري ضد طهران.

“غرفة واحدة”

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أفادت، الخميس، بأن الولايات المتحدة “ستحدد ما إذا كان الإيرانيون جادين أم لا”، خلال اجتماعهم المرتقب، السبت المقبل، في سلطنة عمان، فيما قال مسؤول أميركي إن المحادثات ستعقد في “غرفة واحدة”.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، خلال اجتماع مجلس الوزراء برئاسة الرئيس دونالد ترمب: “أشكرك (لترمب) على الاجتماع المهم السبت المقبل، لأول مرة منذ زمن بعيد ستكون هناك محادثات مباشرة بين (المبعوث الأميركي الخاص ستيف) ويتكوف ومسؤول إيراني كبير”.

وأعرب عن أمله بأن تؤدي هذه المفاوضات إلى “سلام”، وقال: “نحن واضحون للغاية بشأن أن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً، وأعتقد أن هذا ما دفعنا إلى عقد هذا الاجتماع”.

وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية، في وقت سابق، بأن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سيقود المحادثات مع الولايات المتحدة في سلطنة عمان، وسط تضارب بشأن ما إذا ستكون محادثات مباشرة أو غير مباشرة.

وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من تهديد علي شمخاني، المستشار السياسي للمرشد الإيراني علي خامنئي، بـ”إجراءات رادعة مثل طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقف التعاون معها”، في حال “استمرت التهديدات الخارجية، ووضع إيران تحت طائلة هجوم عسكري”.

وأضاف شمخاني على منصة “إكس”: “قد يكون نقل المواد المخصبة إلى مواقع آمنة وغير معلنة في إيران ضمن خططنا أيضاً”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *