مأساة مُفجعة في اليمن.. مقتل 78 شخصًا أثناء توزيع مساعدات

>> تجمع المئات لتلقي مساعدات من تجار
>> ثلثا السكان في حاجة للمساعدات
>> القبض على التجار المنظمين للتجمع والتحقيقات جارية
صنعاء رويترز
قال شهود في اليمن ومسؤولون في الحكومة التابعة لجماعة الحوثي اليوم الخميس إن 78 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في حادث تدافع بالعاصمة صنعاء خلال تجمع للسكان في مدرسة لتلقي معونات نقدية يوزعها تجار في أواخر شهر رمضان وقبل أيام قليلة من عيد الفطر.
وقال شاهدان شاركا في جهود الإنقاذ لرويترز إن المئات احتشدوا لتلقي المساعدات المالية وقدرها خمسة آلاف ريال يمني لكل فرد أو نحو تسعة دولارات للفرد. وقال أحد المسعفين إن الناس تدافعوا عندما فُتح باب المدرسة ليصلوا إلى الفناء أولا، وسقط البعض على الدرج المؤدي إلى المدخل.
ويحتاج ثلثا السكان للمساعدات في البلد الذي دمرته الحرب وكان يعاني بالفعل من الفقر حتى قبل اندلاع الصراع منذ ثماني سنوات. وقالت وزارة الصحة بالحكومة التابعة للحوثيين إن 77 أصيبوا في حادث التدافع الذي وقع قبل أيام من عيد الفطر، ومن بينهم 13 في حالة حرجة.
وقال محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا لجماعة الحوثي، على تويتر “التاجر عادة يسجل لديه الاسماء ويسلم مباشرة، لكن هذه المرة جمع أسماء عدة أيام إلى هذه المدرسة. قام باستخدام الشارع الضيق والبوابة الخلفية التي ترتفع عن مستوى الحوش بمتر ونصف تقريبا”. وأضاف “الدخول من البوابة الى الحوش بدرج نتج عنه الاكتظاظ مع فتح البوابة وحصل التدافع”.
وأظهر مقطع فيديو نشرته قناة تابعة للحوثيين على تطبيق تيليجرام تكدس حشد كبير من الناس الذين تعالت صيحات وصرخات بعضهم ومدوا أياديهم لانتشالهم من وسط الزحام. وبذل أفراد الأمن جهودا مضنية لدفع الناس إلى الخلف والسيطرة على الحشد.
وأظهر مقطع فيديو آخر بعد التدافع عشرات الأحذية المخلوعة وعكازا وملابس على درج المبنى، كما ظهر محققو بحث جنائي يرتدون زيا وقائيا أبيض اللون وهم يتفحصون المتعلقات الشخصية.
“مأساة كبيرة”
وذكرت وزارة الداخلية في حكومة الحوثيين في بيان منفصل أن الشرطة ألقت القبض على اثنين من التجار القائمين على توزيع المعونات، مضيفة أن النيابة تجري تحقيقات للوصول إلى ملابسات الحادث. وقال عبد العزيز صالح بن حبتور رئيس حكومة الإنقاذ الوطني التي عينتها جماعة الحوثي في صنعاء “نحن نعيش مأساة كبيرة. جزء كبير من مواطنينا استشهدوا في مساء هذه الليلة نتيجة لهذا التدافع”. وأضاف في تصريحات نقلها المركز الإعلامي للحوثيين “كل المسؤولين باشروا بمهامهم القانونية لدارسة هذا الحادث المأساوي وأيضا البحث عن معالجة جدية كي لا تتكرر المأساة”.
وقال رئيس مجلس القضاء الأعلى أن السلطات ستتخذ كل الإجراءات القانونية اللازمة.
ويعاني اليمن من حرب أهلية مستمرة منذ ثمانية أعوام أودت بحياة عشرات الآلاف من السكان وقوضت الاقتصاد وألقت بالملايين في براثن الجوع. وتدخل تحالف تقوده السعودية في اليمن في 2015 بعدما أطاح الحوثيون بالحكومة اليمنية وأبعدوها من العاصمة صنعاء في 2014.
وينظر للنزاع في اليمن على نطاق واسع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران. ويقدم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الطعام إلى 13 مليونا في اليمن، لكن نقص التمويل قلص أنشطته.
ووفرت هدنة أنقضى أجلها وتوسطت فيها الأمم المتحدة هدوءا نسبيا على مدى عام، وهي أطول فترة هدوء منذ بدء الصراع. وتشارك السعودية والحوثيون في محادثات بالتوازي مع جهود الأمم المتحدة الرامية إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
واتفقت الرياض وطهران في مارس على استئناف العلاقات الدبلوماسية، التي انقطعت بين البلدين في 2016، وعزز تبادل السجناء بين الجانبين هذا الشهر الآمال في التوصل إلى حل للنزاع في اليمن.