اخر الاخبار

لارتفاع تكاليف المعيشة.. الأميركيون يفتقرون إلى مياه الشرب

كشف بحث جديد أن المزيد من المدن الأميركية – حتى تلك التي يُنظر إليها على أنها غنية – أصبحت تضم أشخاصاً يعيشون بدون ماء جارٍ، وذلك نتيجة للأزمة السكنية وارتفاع تكاليف المعيشة. 

وأظهر البحث، الذي نُشر في دورية “نيتشر سيتيز” Nature Cities، أن المشكلة تفاقمت بعد التغيرات التي شهدها سوق الإسكان إثر الأزمة المالية العالمية في 2008. 

ومنذ عام 2017، أصبحت هذه الظاهرة تتسع، وتزداد حدتها لتشمل العديد من المدن الأميركية الكبرى، مثل بورتلاند، وفينيكس، وهيوستن، وأتلانتا، ودالاس-فورت وورث، بالإضافة إلى لوس أنجلوس ونيويورك وسان فرانسيسكو.

“فقر السباكة”

وكشف البحث أيضاً أن الأشخاص من الأقليات العرقية كانوا أكثر تضرراً من عدم الحصول على ماء في المنازل، وهي مشكلة تعرف باسم “فقر السباكة”. 

وقد أشار الباحثون، من كلية كينجز في لندن وجامعة أريزونا، إلى أن هذه النتائج يجب أن “تدق جرس الإنذار”، محذّرين من أن الأمر يتطلب تحولاً “بطولياً” في ظروف الإسكان والبنى الاجتماعية في الولايات المتحدة؛ لكي يتمكن البلد من تحقيق الهدف الأممي لضمان وصول الجميع إلى مياه شرب آمنة، والصرف الصحي والنظافة.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، كايتي ميهان، أستاذة العدالة البيئية في “كينجز كوليدج”، إن “من المثير للقلق أن العديد من المدن الأميركية، بما في ذلك تلك التي يُنظر إليها على أنها غنية ومتطورة، أصبحت الآن موطناً للمزيد من الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع، أي بدون وصول إلى ماء جارٍ”. 

وأضافت أن البحث هو الأول من نوعه الذي يتتبع هذه التغيّرات على مر الزمن، بدءاً من السبعينيات، مشيرة إلى التحول الكبير الذي حدث في التسعينيات من القرن الماضي، عندما أصبحت المشكلة ظاهرة حضرية، وكذلك تسارعها بعد الأزمة المالية في 2008.

مشكلة خفية

وقالت ميهان إن الأشخاص قد يجدون أنفسهم يعيشون بدون ماء جارٍ لأسباب عدة، مثل تراكم الفواتير، وعدم القدرة على دفعها، أو بسبب انخفاض مستوى الإسكان؛ حيث يضطر البعض إلى الانتقال إلى أماكن غير مؤهلة للسكن، أو التي لا توفر لهم الخدمات الأساسية مثل المياه. 

وذكرت المؤلفة المشاركة لوسي إيفريت أن قطع الخدمة عن الأسر بسبب عدم القدرة على دفع الفواتير يعد مشكلة خفية في العديد من المدن الأميركية، مشيرة إلى أن بيانات التعداد السكاني قد تلتقط بشكل غير مباشر هذا العدد الكبير من الأسر التي تُحرَم من المياه بسبب الفقر.

في عام 2021، أظهر البحث أن منطقة نيويورك كانت في صدارة المدن الأمريكية من حيث عدد الأشخاص الذين يعانون من “فقر السباكة”، حيث بلغ عددهم 56 ألفاً و900 شخص، تلتها لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو. 

كما أظهرت الأبحاث أن الأشخاص من الأقليات العرقية يمثلون الغالبية العظمى من أولئك الذين يفتقرون إلى مياه الشرب في 12 من أكبر 15 مدينة أميركية، مع تسجيل نسب مرتفعة في مدن مثل ميامي وسان فرانسيسكو وهيوستن.

وأكد الباحثون أن الاهتمام غير الكافي يُعزى لكيفية تأثير الأزمة السكنية على وصول الأفراد إلى المياه الجارية، مشيرين إلى ضرورة إجراء الإصلاحات، وتحسين جمع البيانات من قبل مكتب التعداد الأميركي حول وصول الأسر إلى المياه، وخدمات قطع المياه.

وأضافوا أنه يجب على شركات المياه المحلية، وإدارات المياه إعادة تقييم برامج المساعدة للأسر ذات الدخل المنخفض، في ضوء زيادة تكاليف المعيشة والإسكان التي تضغط على قدرة الناس على دفع فواتير المياه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *