اخر الاخبار

إسرائيل تقدم لصحف أميركية وثائق “تربط إيران بهجوم 7 أكتوبر”

نشرت 3 صحف أميركية كبرى هي “نيويورك تايمز”، و”وول ستريت جورنال”، و”واشنطن بوست” السبت، ما قالت إنها وثائق لحركة “حماس” حصل عليها الجيش الإسرائيلي من مراكز قيادة للحركة في قطاع غزة، في 31 يناير، ويربط بعضها إيران بشكل أكبر في التخطيط لهجمات محتملة للحركة على إسرائيل، وتقديم دعم مالي ضخم، وكذلك، تخطيط حماس لشن هجمات أكبر من 7 أكتوبر، بعضها على غرار هجمات 11 سبتمبر في أميركا، وهو الأمر الذي نفته طهران، ووصفت إسرائيل بأنها “كيان كاذب”.

وقالت الصحف، التي نشرت الوثائق بالتزامن، إن الجيش الإسرائيلي أطلع الصحافيين على الوثائق التي انتشلها الجنود من غزة، وتظهر دعماً مالياً وعسكرياً” قدمته إيران للحركة قبل هجوم 7 أكتوبر، ولكن مصدر الوثائق رفض الإفصاح عن سبب نشرها الآن، على الرغم من أنه حصل على بعضها في نوفمبر الماضي.

وكشفت “وول ستريت جورنال”، عن أن الجيش الإسرائيلي منح الصحيفة مجموعة؛ مما وصفها بخطابات ومحاضر اجتماعات لقيادة حماس، فيما تبحث إسرائيل شن ضربة انتقامية ضد إيران، رداً على هجوم صاروخي إيراني، مطلع أكتوبر الجاري.

وتقول الوثائق وفق الصحف الثلاث أن يحيي السنوار، زعيم حركة حماس في غزة حينها، كان يتفاوض مع إيران بشأن تمويل هجوم واسع النطاق على إسرائيل، وأن تلك المفاوضات تعود إلى 2021.

“نصف مليار دولار من إيران”

وقالت “وول ستريت جورنال” إنه في أحد الخطابات المكتوبة بالعربية، قالت إيران إنها خصصت 10 ملايين دولار للجناح العسكري لحركة “حماس”، وأن السنوار طلب 500 مليون دولار، مقسمة على 20 مليون دولار شهرياً لمدة عامين.

وقالت “واشنطن بوست” إنه في خطاب يعود لعام 2021، طلب السنوار من مسؤولين إيرانيين بينهم المرشد علي خامنئي، موارد مالية إضافية، ودعم عسكري، وتعهد بأنه بدعم من إيران، فإنه يمكنه أن يدمر إسرائيل بالكامل خلال عامين.

وقال السنوار في الخطاب المزعوم والمفترض أنه موقع باسمه و5 مسؤولين آخرين من حماس: “نعدكم بأننا لن نضيع دقيقة أو قرشاً واحداً، إلا ونحن نمضي تجاه تحقيق هدفنا المقدس”.

وذكرت “واشنطن بوست” أن السنوار لا يوضح تفاصيل بشأن كيفية تدمير إسرائيل، مشيرة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين وآخرين في الشرق الأوسط، يقولون إن طهران فوجئت بهجوم 7 أكتوبر، وأنها كانت غاضبة من السنوار، لعدم كشف نواياه مسبقاً، ولكنهم توصلوا إلى نتيجة مفادها أن إيران و”حزب الله” علما بأن “حماس” كانت تستعد لهجوم كبير.

وقال محلل إن استراتيجيتهم المشتركة كانت هي الهجوم على إسرائيل، ويعتقد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أن إيران وفرت مئات الملايين من الدولارات لجناح “حماس” العسكري، وزادت دعمها في 2023.

هل الوثائق أصلية؟

قالت “وول ستريت جورنال” إن المسؤول الإسرائيلي الذي منح الوثائق لها، رفض الإفصاح عن سبب الإفراج عنها الآن.

وذكرت أنها لم تتمكن من التحقق من صحة المستندات بشكل مستقل، وأن أغلبها تم اكتشافه في 31 يناير الماضي، في مخبأ تحت الأرض في خان يونس بقطاع غزة.

وقالت “واشنطن بوست”، إنها لا يمكنها التأكد بشكل تام مما إذا كانت الوثائق أصلية، إلا أن المحتويات “متوافقة بشكل عام” مع التقييمات الاستخباراتية للولايات المتحدة وحلفائها عقب هجوم 7 أكتوبر، بشأن تخطيط “حماس” على المدى الطويل، وعلاقتها المعقدة مع إيران.

وأشارت إلى أن وكالات الاستخبارات الأميركية اطلعت على بعض الوثائق، وأنها شاركت نسخاً منها مع عدة مسؤولين أميركيين، ولم يشر أي منهم إلى مخاوف بشأن أصلية الأوراق، ولكنهم رفضوا التعليق علناً.

وبعكس “وول ستريت جورنال”، و”واشنطن بوست”، قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، إنها تحققت من الوثائق التي توضح الاستراتيجيات الرئيسية وتقييمات قادة المجموعة للوضع.

“كيان كاذب له تاريخ في تزوير الوثائق”

ونفت بعثة إيران في الأمم المتحدة في بيان لـ”وول ستريت جورنال”، صلة إيران بهجوم 7 أكتوبر، وقالت إن “حماس” أقرت بأن جناحها المسلح خطط لتنفيذ الهجوم، دون علم أي مسؤول سياسي بالحركة من المقيمين بالدوحة.

وذكرت “واشنطن بوست”، أن بعثة إيران في الأمم المتحدة، في ردها على الوثائق، لم تشر إلى أي ادعاءات محددة واردة فيها، ولكنها اتهمت إسرائيل بنشر معلومات مضللة.

وقالت البعثة إن أي مزاعم تحاول الربط بين الهجمات بإيران أو “حزب الله”، تخلو من المصداقية إما كلياً أو جزئياً، وتأتي من وثائق مفبركة”.

وأضاف متحدث باسم البعثة لـ”واشنطن بوست”: “نحن نعتبر أن النظام الإسرائيلي، كيان كاذب ومجرد ومناهض للإنسانية، ولا نضع أي مصداقية على خيالاتهم. لديهم تاريخ طويل في نشر الأكاذيب، والوثائق المزورة والمفبركة، والقيام بعمليات خداع نفسي”.

ورفض باسم نعيم القيادي بحركة “حماس” التعليق على محتوى الوثائق، ولكنه قال إن إسرائيل لديها تاريخ طويل من فبركة الوثائق.

هجمات أكبر من 7 أكتوبر 

وفي نسختها من القصة، قالت “واشنطن بوست”، إن الوثائق تظهر أن قادة “حماس” خططوا قبل سنوات من هجوم 7 أكتوبر، لموجة أكبر وأكثر فتكاً من الهجمات ضد إسرائيل، وتتضمن هجوماً على غرار 11 سبتمبر، منها الإطاحة بناطحة سحاب في تل أبيب، وضغطوا على إيران لتقديم المساعدة في تحقيق رؤيتهم بـ”القضاء على الدولة اليهودية”.

وذكرت “واشنطن بوست”، أن الوثائق الورقية، والتسجيلات الإلكترونية لها، تظهر تخطيطاً متقدماً لهجمات باستخدام قطارات وقوارب، وعربات تجرها أحصنة.

وأشارت الصحيفة إلى أن خبراء في مكافحة الإرهاب، وصفوا تلك الخطط بأنها مغلوطة، وغير عملية بشكل كبير.

وبنيت الخطط على جذب الجماعات المسلحة المتحالفة مع “حماس” لهجوم مشترك ضد إسرائيل من الشمال والجنوب والشرق، وفق الصحيفة.

وقالت “واشنطن بوست” إن الوثائق تتضمن عروضاً توضيحية مصورة، وتشمل خيارات لهجمات محتملة، وخطابات من قادة “حماس” إلى إيران في 2021، تطلب فيها تمويلاً بمئات الملايين من الدولارات، وتدريب 12 ألف مقاتل إضافي من الحركة.

وذكرت الصحيفة أنه من غير المعروف ما إذا كانت إيران كانت على علم بتلك المخططات، أو ردت على الخطابات، ولكن المسؤولين الإسرائيليين يرون الطلبات التي قدمها قادة “حماس” لإيران، على أنها جزء من جهد أوسع للحركة، لجر حليفتها إيران، إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل، سعت طهران تقليدياً لتجنبها.

وقالت “واشنطن بوست” إن وثيقة المخطط، والتي تقع في 59 صفحة ومكتوبة بالعربية، هي جزء صغير من آلاف الوثائق والسجلات التي تقول القوات الإسرائيلية إنها حصلت عليها من غزة، بعد بدء الغزو البري للقطاع في 27 أكتوبر الماضي.

وبالمثل، أشارت الصحيفة الأميركية إلى أن القرار الإسرائيلي بمشاركة تلك الوثائق مع الصحيفة، يأتي فيما يبحث قادة إسرائيل ضربة انتقامية محتملة رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني في 1 أكتوبر، والذي جاء بدوره، كرد على اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في 27 سبتمبر.

وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن هجوم 7 أكتوبر، سبق التخطيط له بسرية تامة طوال أشهر عدة، واخترق عدة نقاط في السور الحدودي مع إسرائيل، وأودى بحياة 1200 إسرائيلي، إلا أن “حماس” كانت تتخيل في الأشهر السابقة للهجوم، أن تذهب إلى أبعد مما وصلت إليه.

خيارات عدة للهجوم على إسرائيل

وقالت “واشنطن بوست” إن الوثائق التي حصلت عليها تضم 23 صفحة من شرائح العرض التقديمية على الكمبيوتر، وتم إنشائها في نهاية 2022، وتم اكتشافها في موقع في شمال غزة، في 10 نوفمبر، ويضع خيارات لسيناريوهات لمهاجمة إسرائيل عبر عدة جبهات، مع أهداف مختلفة بينها مراكز القيادة العسكرية إلى مراكز التسوق. 

وأضافت أن الوثيقة كانت تحمل عنوان “الاستراتيجية المناسبة لبناء خطة تحرير فلسطين”، وتضم عشرات الخرائط، والصور والرسومات التي تصور تحركات عناصر حركة “حماس” ضد أهداف إسرائيلية، وترتيب معين لتسلسل الهجمات.

ووفقاً للعرض التقديمي، فإن خطط الهجوم كانت مبنية على قاعدة بيانات ضخمة تضم 17 ألف صورة من الأقمار الاصطناعية، إلى جانب صور لمدن إسرائيلية ملتقطة بكاميرات على طائرات مسيرة، أو جرى الحصول عليها من وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن بين الصور رسومات لقاعدة جوية إسرائيلية، ومنشآت عسكرية وأشكال تظهر مسارات الطيران التي تتخذها الطائرات التي تستخدم مطار بن جوريون الدولي خارج تل أبيب.

ومن بين خطط الهجوم، خطة لتدمير ناطحة سحاب في تل أبيب، وتحدد الوثيقة برج موشي أفيف، والمكون من 70 طابقاً، ويعد ثاني أعلى مبنى في إسرائيل، كهدف محتمل، وكذلك، مجمع أبراج عزرائيلي، والذي يضم 3 ناطحات سحاب، ومركز تسوق، ومحطة قطارات وسينما.

وتشير الخطة إلى وجود مبنى قيادة الجيش الإسرائيلي بالقرب، وتقترح أن انهيار مبنى مرتفع بجواره، ربما يسحق قيادة الجيش كذلك.

ويبدو أن “حماس” لم تجد طريقة لإسقاط المبنى، وهو ما تقر به الوثيقة، إذ تقول: “نعمل على آلية لإسقاط المبنى”.

“هجوم واسع منسق”

أما صحيفة “نيويورك تايمز”، فقالت إن يحيى السنوار وقادة “حماس” خططوا لأكثر من عامين آملين في شن أكبر هجوم على إسرائيل في تاريخ الحركة الممتد منذ 4 عقود.

وأشارت الصحيفة إلى أنها حصلت على محاضر اجتماعات الحركة، والتي تبين تخطيطاً مفصلاً لهجوم 7 أكتوبر، وكذلك، عزم السنوار على إقناع حلفاء “حماس” إيران و”حزب الله”، بالانضمام للهجوم، أو على الأقل، الالتزام بمعركة أوسع مع إسرائيل، إذا تمكنت “حماس” من شن هجوم مباغت عبر الحدود.

واعتبرت الصحيفة أن الوثائق تمثل “اختراقاً” في فهم “حماس”، وكذلك، الجهود المكثفة التي بذلتها لـ”خداع” إسرائيل، بشأن نواياها فيما كانت تضع الأسس لهجوم جريء، وحريق إقليمي هائل، كان السنوار يأمل في أن يسفر عن انهيار إسرائيل.

وقالت الصحيفة إن الوثائق التي حصلت عليها كانت عبارة عن 10 محاضر تخطيط سرية لاجتماعات مجموعة ضيقة من القادة العسكريين والسياسيين للمجموعة في التحضير لهجوم 7 أكتوبر، موضحة أن المحاضر تضم 30 صفحة تضم تفاصيل لم يعلن عنها من قبل، بشأن كيفية عمل قيادة “حماس” والتحضيرات التي أعدتها للهجوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *