تدخل المؤسسات عام 2026 في مرحلة تحول جوهرية تقودها التقنيات الناشئة؛ إذ لم تَعُد الابتكارات الرقمية مجرد أدوات لتحسين الكفاءة، بل أصبحت محركًا مباشرًا لإعادة هيكلة العمليات وتعزيز التنافسية. ومن وكلاء الذكاء الاصطناعي القادرين على أتمتة المهام المعقدة، إلى المنصات السحابية المتخصصة، مرورًا بالحوسبة الكمّية والواقع الممتد والتوائم الرقمية، تُعيد هذه التقنيات تشكيل الطريقة التي تعمل بها المؤسسات وتخطط وتنمو.
وفيما يلي، سنذكر أبرز 6 توجهات تقنية من المُتوقع أن تؤدي دورًا بارزًا في قيادة التحول المؤسسي خلال عام 2026:
1 المنصات الوكيلة (Agentic Platforms)
تتجاوز المرحلة المقبلة من الذكاء الاصطناعي روبوتات الدردشة، لتقديم وكلاء أذكياء قادرين على تنفيذ مهام متعددة الخطوات والتفاعل مع خدمات خارجية بنحو مستقل. وهذه المنصات تمنح المؤسسات القدرة على توظيف عمال افتراضيين يعملون طوال الوقت لمراقبة العمليات وتعديلها لحظيًا، مع أتمتة سير العمل وتقليل التدخل البشري. كما تُسهل هذه المنصات عمليات الإدارة والتحقق من الامتثال للقوانين والأنظمة.
2 المساعدون التوليديون (GenAI Copilots)
يتطور الذكاء الاصطناعي التوليدي بسرعة، ويؤثر بنحو كبير في أعمال المؤسسات المختلفة؛ إذ يساعد المبرمجين في كتابة الأكواد البرمجية، وينشئ جداول وخطط العمل للمديرين.
وهذا يعكس دوره في تعزيز الإنتاجية وسير العمل، ومن المُتوقع أنه بحلول 2026 ستكون المساعدات الذكية مدمجة في 80% من تطبيقات العمل المؤسسية؛ مما يساعد الموظفين في العمل بذكاء أعلى وبكفاءة أكبر.
3 المنصات السحابية الصناعية (Industry Cloud Platforms)
لم تعد المؤسسات تكتفي بالمنصات السحابية العامة، بل أصبحت تتجه نحو المنصات السحابية الصناعية (ICP) التي تقدم حلولًا شاملة لإدارة البيانات والبنية التحتية.
توفر شركات كبرى مثل جوجل ومايكروسوفت منصات سحابية مخصّصة لقطاعات مثل: القطاع الصحي، والقطاع المالي، مع نماذج بيانات جاهزة وإعدادات امتثال مدمجة. وتتوقع شركة Gartner أنه بنهاية 2026 ستعتمد 70% من المؤسسات على منصات ICP، ارتفاعًا من أقل من 15% في 2023.
4 الحوسبة الكمّية
من المُتوقع أن تُحدث الحوسبة الكمّية في عام 2026 تغيرات في جانبين رئيسيين، هما:
1 تحسين الكفاءة وتعزيز الاكتشافات الجديدة في قطاعات مثل التمويل واللوجستيات وبحوث الأدوية، ويعود السبب في ذلك إلى قدرة هذه التقنية على حل المعادلات المعقدة التي يستحيل على الحواسيب التقليدية حلها.
2 الاستعداد للتهديدات الكمّية؛ إذ تهدد الحوسبة الكمّية معايير التشفير الحالية؛ مما يجعل عام 2026 نقطة انطلاق ضرورية للمؤسسات للبدء بالانتقال نحو تشفير آمن كمّيًا.
5 الواقع الممتد (Extended Reality)
يشمل الواقع الممتد الواقع الافتراضي والمعزز، وتُستخدم هذه التقنية في التدريب الانغماسي (Immersive Training)، ودعم الخبراء من بُعد، وتقديم التحذيرات اللحظية في البيئات الخطرة، وغير ذلك.
وفي 2026، من المُتوقع أن تنتشر هذه التقنية بنحو كبير بسبب صغر حجم الأجهزة المعتمدة عليها وزيادة قدرتها. وتُشير التقديرات إلى أن قيمة سوق XR ستصل إلى 380 مليار دولار بحلول عام 2036.
6 التوائم الرقمية (Digital Twins)
تتطور التوائم الرقمية من مجرد محاكاة لأنظمة صغيرة إلى نماذج لعمليات كاملة أو منشآت مثل المصانع أو حتى مؤسسات بأكملها.
ومن خلال دمج البيانات من مصادر متعددة، مثل أجهزة الاستشعار اللحظي والنماذج المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، تنتقل المؤسسات من النمذجة التفاعلية إلى التنبئية؛ مما يقلل وقت تطوير المنتجات، ويحدّ من التوقفات الناتجة عن الأعطال، ويحسّن تدفق العمل.
وفي 2026، من المُتوقع أن تصبح التوائم الرقمية مراكز عصبية لعمليات المؤسسات، تتيح محاكاة القرارات الحساسة دون أي مخاطر أو تكاليف حقيقية.
