شهد المعهد التقاني للهندسة الميكانيكية والكهربائية بالعاصمة السورية، دمشق، افتتاح معرضه السنوي لمشاريع التخرج تحت شعار “بإبداع الشباب نبني المستقبل”، حيث قدّم الطلاب مجموعة متميزة من ابتكارات مميزة تجمع بين الأصالة التقنية والجدوى الاقتصادية، وتهدف إلى تحويل الأفكار إلى منتجات قابلة للتسويق وتلبي احتياجات المجتمع.

آلة ذكية لقطف الزيتون:

وحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية، فقد تميزت دورة هذا العام بمشاريع وابتكارات تركّز على إدماج التكنولوجيا في القطاعات الحيوية، ومن أبرز هذه المشاريع، ابتكار آلة لقطف الزيتون صممها الطالب، أيهم عميرة، وزملاؤه.

ولا تقتصر أهمية الآلة على خفتها وسهولة استخدامها، بل على تصميمها الذي يتناسب مع الطبيعة الجغرافية الصعبة للمناطق الجبلية والساحلية، حيث تعجز الآلات الكبيرة عن الوصول إلى هناك. وتعمل تلك الآلة بمواد معاد تدويرها، وتُمكِّن شخصًا واحدًا من إنجاز المهمة، مما يوفر الوقت والجهد والتكلفة على المزارعين.

وقد أوضح عميرة أنه يسعى مع فريقه إلى تطوير تلك الآلة لتشمل تقطيع الأغصان وحصاد القمح، مما يوسع من تأثيرها الإيجابي في القطاع الزراعي.

طابعة ثلاثية الأبعاد محلية الصنع:

وأما في مجال التصنيع المتقدم، فقدم الطالب، محمد جعفر، مشروع طابعة ثلاثية الأبعاد محلية الصنع بالكامل، إذ أوضح جعفر أن تطبيقات هذه الطابعة شاملة ولا يمكن حصرها، إذ تمتد من المجال الطبي (بطباعة نماذج تشريحية) إلى مجالات البناء والهندسة.

وتعمل الطابعة بتقنية (FDM) الشهيرة، باستخدام خيوط بلاستيكية متنوعة مثل: PLA وABS، وقد أثبتت كفاءة عالية بعد نجاحها في تنفيذ مجسمات هندسية وطبية معقدة.

وفي سياق، متصل أوضح الطالب الخريج، منير الصالحاني، أن مشروعه عبارة عن سيارة تعليمية مخصصة لطلاب المعهد الجدد، وتهدف إلى تمكين الطلاب من اكتشاف جميع قطع السيارة بنحو تفصيلي وواضح، بحيث يمتلك عند رؤيته لسيارة حقيقية معرفة كاملة بمكوناتها وآلية عملها.

وبين الصالحاني أن السيارة التعليمية تتيح للطالب تجربة عمل أنظمة التوجيه والتعليق والمحرك وغيرها، مما يوفر عليه نحو 80 بالمئة من الجهد في التعلم العملي، ويمنحه فهمًا مباشرًا وشاملًا لآليات التشغيل.

جريدة ضوئية تفاعلية:

وبالانتقال إلى ابتكارات تتعلق بالاتصالات والتكنولوجيا التفاعلية، قدمت الطالبة، زينة محمود، وفريقها مشروع جريدة ضوئية تفاعلية، ويعتمد المشروع على ربط لوحة إعلانات رقمية (LED) بتطبيق على الهاتف الذكي.

ويمكن للمستخدمين مسح الباركود المرفق مع كل قسم من الجريدة عبر تطبيق (كام سكانر) للوصول إلى معلومات إضافية ومحتوى تفاعلي.

وهذا الابتكار يقدم حلًا عمليًا للإعلان والتوعية في الجامعات والأماكن العامة، مما يثري تجربة المستخدم ويجعل نقل المعلومة أكثر فعالية وجذبًا.

يذكر أن المعهد التقاني للهندسة الميكانيكية والكهربائية التابع لجامعة دمشق يُعد أحد الصروح التعليمية التقنية الرائدة، إذ تم تدشيينه في عام 1970، في حين يشار إلى أن المعرض، الذي ضم نحو 40 مشروعًا هذه السنة، يهدف إلى تحفيز الإبداع وتشجيع الطلاب على تقديم حلول تكنولوجية عملية لمتطلبات سوق العمل والتنمية المجتمعية.

شاركها.