آبل تواصل هيمنتها على سوق السماعات اللاسلكية في 2025

تعتمد آبل في تفوقها المستمر على منظومتها المتكاملة من الأجهزة والبرمجيات، وهو ما يمنحها أفضلية واضحة أمام المنافسين في سوق يعجّ بالمنتجات المشابهة ويتسم بحساسية متزايدة للأسعار. وتقدم الشركة عبر علامتيها “AirPods” و”Beats” مزايا مبتكرة مثل التبديل التلقائي بين الأجهزة، والصوت المكاني المتطور مع تتبع حركة الرأس، إلى جانب المساعد الصوتي “سيري” بدون الحاجة لاستخدام اليدين.
كما أن آبل وسّعت نطاق استخدام منتجاتها ليشمل الجوانب الصحية، فطرحت “Powerbeats Pro 2” بمستشعر لمراقبة معدل ضربات القلب، بينما زوّدت “AirPods Pro 2” بوظائف صحية متقدمة في السمع، من بينها إمكانات العمل كأجهزة سمعية طبية.
وعلى الرغم من أن آبل تحتفظ بنصيب الأسد من الأسواق الكبرى، لا سيما في أمريكا الشمالية حيث تتجاوز حصتها السوقية 50%، إلا أن المنافسة في الأسواق الناشئة أصبحت أكثر شراسة. شركة شاومي الصينية، على سبيل المثال، حققت نموًا سنويًا لافتًا بنسبة 63%، بشحنات بلغت تسعة ملايين وحدة، لتتفوق بذلك على سامسونغ التي شحنت 5.6 مليون وحدة فقط. كما جاءت هواوي في المرتبة الرابعة بحصة 6%، ثم العلامة التجارية الهندية boAt بحصة 4.9%.
يشير تقرير Canalys إلى أن السوق يشهد تحولًا في اهتمامات المستهلكين، من مجرد البحث عن جودة الصوت، إلى تفضيل سماعات تعزز نمط الحياة وتنسجم مع منظومات تقنية متكاملة. وهذا التحول يضع آبل في موقع مثالي للاستفادة، بشرط أن تواصل تطوير القيمة المضافة لمنتجاتها. ولفت التقرير إلى أن نمو مبيعات آبل في السوق الأمريكية قد تأثر جزئيًا بقيام شركائها في قطاع التجزئة بتخزين كميات كبيرة من السماعات استعدادًا لاحتمال فرض رسوم جمركية جديدة.
كما تطرّق التقرير إلى صعود نوع جديد من السماعات اللاسلكية يُعرف باسم “السماعات المفتوحة” (OWS)، والتي تعتمد تصاميم تُثبت حول الأذن وتدمج ما بين التقنية والموضة، لتوفر تجربة استماع محيطية. ورغم أن هذه الفئة لا تزال دون مستوى السماعات التقليدية من حيث جودة الصوت، إلا أن بعض الشركات بدأت في التعاون مع مختبرات صوتية لتحسين أدائها. ولم تدخل آبل حتى الآن هذا السوق الوليد، إلا أن الخبراء يرون أن الشركة قد تستلهم منه توجهات تصميمية مستقبلية تلائم ذوق المستهلك العصري.
بشكل عام، يبقى تفوق آبل في سوق السماعات اللاسلكية نابعًا من قدرتها على الابتكار، واستثمارها في تحسين تجربة المستخدم، وتكامل منتجاتها ضمن منظومة تقنية متماسكة. وإذا استمرت في هذا النهج، فمن المرجح أن تحافظ على مركزها المتقدم رغم التحديات القادمة.