وبدأت شركة تسلا هذا الاتجاه مع تدشين سيارتها الكهربائية Model Y، وتبعها الكثير من شركات السيارات العالمية الأخرى، وتتمثل مزايا تقنية الصب العملاق في إنتاج أجزاء كبيرة من الألومنيوم المصبوب، وهو ما يقلل عدد الأجزاء الفردية ويزيد كفاءة الإنتاج وسرعته وتوفير تكاليف التصنيع وخفض وزن السيارة وتبسيط التصميم وتعزيز صلابة هيكل السيارة وخاصة الموديلات الكهربائية.
زيادة تكاليف الإصلاح؟
غير أن منتقدي هذه التقنية يخشون من زيادة تكاليف الإصلاح حتى في حالة التصادمات الخلفية البسيطة؛ نظرا لأن الأجزاء الهيكلية تكون مترابطة مع بعضها البعض، ولكن مركز أليانز للتكنولوجيا (AZT) في ميونخ قام بفحص تقنية الصب العملاق على نطاق واسع في سيارة تسلا Model Y بالتعاون مع المعهد البريطاني “ثاتشام ريسيرش”، وقد تم إخضاع سيارة SUV الكهربائية لحوادث تصادم بسرعات مختلفة وبزوايا تصادم متباينة.
وقد أظهرت نتائج الدراسة أن تقنية الصب العملاق لا تزيد من كفاءة الإنتاج فحسب، بل إنها تساهم أيضا في خفض تكاليف الإصلاح؛ نظرا لأن السيارات المزودة بأجزاء كبيرة مصبوبة ليس بها مخاطر تأمين أعلى من السيارات ذات البنية الهيكلية التقليدية، ولكن بشرط أن يكون تصميم المكونات سليما.
ومن الأمور المهمة أيضا ألا تمتد الأجزاء الكبيرة إلى النطاقات الخارجية في السيارة، وبالنسبة لسيارة تسلا Model Y: عند وقوع تصادم بسرعة 15 كلم/س لا تحدث أضرار يصعب إصلاحها في الأجزاء الكبيرة المصبوبة؛ حيث يمكن إصلاحها بطُرق الطَرق المعروفة، غير أنه لا يمكن إصلاح مثل هذه التلفيات عند وقوع حادث بسرعات عالية وبزوايا تصادم غير مناسبة.
وخلصت الدراسة إلى أن تقنية الصب العملاق توفر العديد من المزايا أثناء عمليات الإنتاج والإصلاح، وبالتالي فإنها تساهم في خفض أسعار السيارات الكهربائية، علاوة على أن هناك العديد من الشركات العالمية الأخرى، مثل تويوتا وفولفو وهوندا، تخطط لاعتماد هذه التقنية في إنتاج موديلاتها الكهربائية.