كان الأسبوعان الأولان شاقين جداً: بثور مؤلمة، ونوبة من النقرس استلزمت زيارة قسم الطوارئ، وإدراك سريع بأنّ خوض 200 سباق ماراثون في 200 يوم على طول ساحل بريطانيا العظمى لن يكون نزهة ممتعة.

يقول جيمس، وفق «الغارديان»: «في الأسبوعين الأولين كنتُ أفكر: ماذا فعلتُ؟ لقد كنتُ أمارس الجري منذ 50 عاماً ولم أُصب ببثور قط، لكني عانيتُ بثوراً مؤلمة جداً في الأيام الـ10 الأولى. شعرتُ بأنّ قدمَيّ وُضعتا تحت ضغط رهيب. أما نوبة النقرس فكانت مفاجئة بعض الشيء، لكن المستشفى وصف لي دواءً فزالت العوارض. والآن أشعر أنني بخير».

يتابع خبراء من جامعة إكستر التقدّم الذي أحرزه جيمس على طول سواحل إنجلترا وويلز وأسكوتلندا، وهم مهتمّون بمعرفة آثار هذا التحدّي الشديد على كبار السنّ.

انطلق من توبشام، على الساحل الجنوبي لديفون، في أبريل (نيسان) الماضي، ثم توجَّه إلى كِنت في جنوب شرقي إنجلترا، ومنها اتّجه شمالاً إلى جون أوغروتس في شمال شرقي أسكوتلندا، وهو الآن على الساحل الغربي الأسكوتلندي يشقّ طريقه بثبات نحو الجنوب.

لا يوجد مسار محدد. لديه خطّة، لكنه يعدّلها ويغيّرها. وأضاف: «إذا كنت في ديفون وكورنوال وويلز، فهناك مسار ساحلي واضح المعالم. أما في أسكوتلندا، فلا وجود فعلياً لمسارات ساحلية، لذا أرسم طريقي بنفسي. كنتُ في جزيرة مول، التي لم تكن جزءاً من الخطّة الأصلية، لكنني كنتُ أتنقلُ من مكان إلى آخر ونجحت».

يتمثّل التحدّي في خوض ماراثون يومياً في المتوسط. وفي بعض الأيام، وفق مكان الإقامة، قد تكون المسافة أقصر قليلاً، أو أطول قليلاً في أيام أخرى، وهو لا يسعى إلى تحقيق أزمنة قياسية.

وتابع: «لا أمارس الجري بكثافة يومياً. هناك كثير من المشي، وقليل من الهرولة، وقليل من الجري. إنه مزيج رائع. وأتوقف مرتين يومياً فقط لأستريح قليلاً، أو أتناول فنجان قهوة أو قطعة حلوى أو أي شيء آخر، ثم أواصل الجري».

قال جيمس، المتحدّر من ديفون وتدرّب على التحدّي في دارتمور: «الأمر كله يتعلَّق بالروتين… فالمسألة تتعلَّق بالاستيقاظ في الوقت نفسه، ومغادرة المكان في الوقت نفسه؛ يشبه الأمر إلى حدّ ما الذهاب إلى العمل. أحب التحدي الجسدي، وفكرة اختبار حدود القدرة البدنية. أنا لست موهوباً بشكل خاص. لن ترغب في اللعب إلى جانبي في الغولف، ولن تختارني لفريق كرة القدم… لكنني أستطيع المواصلة».

وهو لا يتّبع النظام الغذائي الذي يلتزمه عادة الرياضيون المحترفون، فعندما تحدَّثتْ إليه صحيفة محلية، كان يتناول رقائق الحبوب، وخبزاً محشوّاً باللحم المقدّد، وحلوى، وكان يخطّط لعشاء من السمك والبطاطا المقلية.

قيَّم الباحثون في جامعة إكستر حالته الصحية قبل انطلاقه، ويرسل إليهم بياناته يومياً لتحليلها. وهم يدرسون كمية السعرات الحرارية التي يستهلكها، ومستويات الأكسجين، وقياسات العضلات لتقييم آثار التحدّي. وقد خسر نحو 10 كيلوغرامات من وزنه، لكنّ الفريق لم يلحظ أي تأثير سلبي على صحته.

بدورها، قالت الباحثة في فسيولوجيا التغذية بجامعة إكستر، فريا هاي: «يمنحنا ستيف نظرة عميقة بشأن تأثير هذا النوع من التحمُّل على جسد شخص مسنّ. نحن غير متأكدين حالياً مما إذا كان فقدانه الوزن ناجماً عن خسارة في الدهون أم في الكتلة العضلية».

جيمس، الذي يجمع التبرّعات لبحوث السرطان في المملكة المتحدة وللكشافة، يقضي وقته في الاستماع إلى الموسيقى، ويتعلّم أيضاً اللغة الويلزية «كمرايك».

وإذ يعتقد أن «المسافة الجسدية» الأصعب ستكون على الساحل الشمالي لديفون وكورنوال، ختم: «آمل نوعاً ما أن يكون جسمي قد تأقلم بالكامل بحلول ذلك الوقت، وأن أكون قادراً على التكيُّف».

شاركها.