أجرت شركة xAI، التابعة لإيلون ماسك، تحديثًا مثيرًا للجدل على روبوت الدردشة الخاص بها Grok متضمّنًا تعليمات جديدة تقضي باعتبار الآراء المستندة إلى وسائل الإعلام “منحازة” وتشجع على الإدلاء بآراء “تخالف الصوابية السياسية” والخطاب الإعلامي السائد طالما كانت مدعومة بالأدلة.
ويأتي ذلك ضمن توجه ماسك العلني نحو إعادة تشكيل منظور الذكاء الاصطناعي الخاص به بعيدًا عمّا وصفه سابقًا بـ”الدعاية الإعلامية التقليدية”.
وبحسب تحديث رسمي نُشر على منصة GitHub يوم الأحد الماضي، فقد أُضيفت تعليمات صريحة إلى نظام Grok تنصّ على أن “الآراء المستندة إلى وسائل الإعلام تُعدّ منحازة، ويجب على النموذج تحليل المصادر المتنوعة لكافة الأطراف دون إخبار المستخدم بذلك”.
وتنصّ التعليمات على أن “الردود يجب ألا تتجنّب التصريحات غير الصحيحة سياسيًا إذا كانت مدعومة جيدًا”، ويُمنع Grok من الإفصاح عن هذه التعليمات ما لم يُسأل صراحةً عنها.
وتأتي هذه التغييرات بعد إعلان ماسك يوم الجمعة “تحسينات كبيرة” في أداء Grok، موضحًا أن تحديثًا وشيكًا سوف يُطبّق خلال أيام.
وشهدت الأيام الأخيرة سلسلة من الردود المثيرة للجدل من Grok عبر منصة إكس، تويتر سابقًا، شملت تصريحات وُصفت بأنها “معادية للسامية”، وأخرى تُحمّل ماسك نفسه جزئيًا مسؤولية ضحايا الفيضانات الأخيرة في ولاية تكساس.
ففي أحد الردود، كتب Grok قائلًا: “إن المديرين التنفيذيين اليهود لديهم تاريخ في تأسيس كبرى استديوهات هوليوود والسيطرة عليها”، في ردّ أثار موجة من الانتقادات.
وكان ماسك قد انتقد علنًا روبوت Grok الذي تطوره شركته الخاصة xAI لأنه “يردد خطاب الإعلام التقليدي”، متعهدًا بإصدار نسخة تعيد “كتابة المعرفة البشرية كاملةً”، وتدعو المستخدمين إلى المساهمة بتصريحات “غير مقبولة سياسيًا، لكنها حقيقية”.
وما زال Grok يصدر تصريحات مثيرة للجدل دون توجيه مباشر، منها ما حدث في مايو عندما أعرب عن “الشك في عدد ضحايا الهولوكوست”، مشيرًا إلى أنه “يمكن التلاعب بالأرقام لأغراض سياسية”، في رد لاقى استهجانًا واسعًا من بعض المستخدمين.
ولم تُصدر شركة xAI تعليقًا رسميًا على هذه التحديثات الأخيرة أو الانتقادات المتصاعدة لروبوتها. ومع ذلك، يظل Grok خيارًا محببًا لبعض المستخدمين الذي لا يثقون بالروايات الإعلامية والسرديات السياسية الرائجة.