ورغم التوقعات السابقة باستخدام مركبات “سايبر كاب” المستقبلية، بدأت الخدمة باستخدام سيارات موديل Y الرياضية متعددة الاستخدامات، في ظل استمرار تطوير المركبة المخصصة للخدمة، والتي من المتوقع أن تدخل خط الإنتاج عام 2026.

وكان من المقرر تدشين الخدمة في 12 يونيو، لكن ماسك قرر تأجيل الإطلاق مؤكدًا أنه يتوخى الحذر الشديد لضمان أعلى معايير السلامة.

يتزامن الإطلاق مع تراجع العلاقة السياسية بين ماسك والرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي شابتها تصريحات متبادلة حادة، قبل أن يعود ماسك لاحقًا ليعرب عن ندمه على بعض تلك التصريحات.

ورغم هذا التوتر، تواصل تسلا ضخ استثمارات ضخمة في مجالي القيادة الذاتية والذكاء الاصطناعي، إذ يرى محللون أن هذه التقنيات قد تضيف ما يصل إلى تريليون دولار لقيمة الشركة السوقية خلال السنوات المقبلة.

وقال دانيال آيفز، المحلل في شركة “ويدبوش”، إن “العديد من المشككين لم يتوقعوا أن يأتي هذا اليوم، لكننا الآن أمام انطلاقة رسمية لعصر تسلا في عالم القيادة الذاتية”.

اختارت تسلا مدينة أوستن نظرًا لما تتمتع به ولاية تكساس من بيئة تنظيمية مشجعة للأعمال، حيث تسمح القوانين المحلية بتشغيل المركبات ذاتية القيادة بشرط الالتزام بمعايير السلامة والتأمين.

في المقابل، وجه سبعة نواب ديمقراطيين رسالة إلى الشركة يطالبون فيها بتأجيل الإطلاق حتى دخول قانون جديد حيز التنفيذ في سبتمبر المقبل، يلزم بالحصول على ترخيص مسبق لتشغيل السيارات الذاتية على الطرق العامة.

وطالب النواب تسلا بتقديم بيانات تؤكد التزامها بهذه القوانين.

وأوضح ماسك في تصريحات سابقة أن الخدمة ستبدأ بتشغيل 10 سيارات فقط خلال الأسبوع الأول، على أن تصل إلى ألف مركبة خلال أشهر.

وستعمل الروبوتاكسي في البداية من الساعة السادسة صباحًا حتى منتصف الليل، وفي نطاق جغرافي محدود، ولعملاء يتم اختيارهم عبر دعوات خاصة.

في أكتوبر 2024، أعلنت الوكالة الأميركية لسلامة المرور (NHTSA) فتح تحقيق رسمي في نظام “القيادة الذاتية الكاملة” (FSD) من تسلا، عقب وقوع أربع حوادث يُشتبه أن النظام كان مسؤولًا عنها.

وفي مايو الماضي، طلبت الوكالة من تسلا مزيدًا من المعلومات، مؤكدة أن مسؤولية الامتثال للمعايير تقع على عاتق الشركة.

رغم أن تسلا تلحق ببعض المنافسين مثل شركة “وايمو” التابعة لغوغل والتي بدأت تقديم خدمات تجارية في مدن أميركية عدة، لا يزال المستثمرون يراهنون على قدرة ماسك على تحقيق اختراق نوعي في هذا المجال، مستفيدًا من تميز الشركة التقني والزخم الإعلامي والدعم الاستثماري.

شاركها.