عندما تم اختراع جهاز التلفاز رحب به الكثيرون وأصبح مصدرا للسعادة تجتمع حوله الأسرة للاستمتاع بمشاهدة البرامج والمسلسلات وفرضت عدد من الحكومات رقابة على ما يعرض عليه للحفاظ على القيم والمبادئ والأخلاق، ثم جاءت الفضائيات ليكون جهاز التلفاز مليئا بكل المتناقضات ويعولم كل شيء ويصبح هناك هوس من بعض الناس بكل ما يبث من أفلام وكليبات ماجنة وهنا جاءت أهمية الرقابة الذاتية، وأعتقد أننا كمجتمعات عربية لازال هناك من يحافظون على العادات والتقاليد ويحرصون على الأخلاق ويبتعدون عن كل ما هو متاح ومفسد.. وفي ظل الذكاء الاصطناعي تطورت الهواتف المحمولة لتصبح أكثر من التلفاز إغراء وإدمانا وأصبحت عالما مليئا بالمغريات، كثرت التطبيقات الذكية النافع منها والضار وأصبح هناك إدمانا بمواقع التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا).

وأصبح بإمكان المستخدم أن يرى ما يشاء ويفعل ما يريد وهو جالس في بيته على مكتبه أو في مخدعه.

أعترف بأهمية السوشيال ميديا لكن أنا ضد الاستغلال السيئ لها.. التطور التكنولوجي مطلوب لكني ضد تطويعه لأغراض خبيثة.

وأصبح التطور يسابق عقارب الساعة كل ثانية هناك الجديد وكثرت تطبيقات الألعاب وكثرت المواقع منها المفيد ومنها الضار ولذلك هناك حاجة للرقابة التي تحجب السيئ وتبقي الجيد حتى لا يتحول العالم إلى غابة ينتشر فيها الفساد، وأصبح هناك ضرورة لرقابة الأسرة على أبنائها وبناتها، فالعلم لم يعد في الكتب كالسابق بل أصبح على الأجهزة المحمولة كالتابلت واللابتوب، وأصبح التطور التكنولوجي سلاحا ذا حدين لو أحسن استغلاله سيحدث التقدم في كل شيء ولو أسيء استخدامه سيكون وبالا ودمارا للبشرية.

وفي حين نجحت السوشيال ميديا في جعل العالم قرية صغيرة واعتمدت عليها الكثير من الشركات للإعلان عن منتجاتها، كما طوعتها الجهات التعليمية للتعليم عن بعد وكثرت التطبيقات الذكية، كل ذلك يصب في اتجاه التطوير، لكن للأسف أصبحت هناك جيوش ليست نظامية لنسف المبادئ وتدمير القيم، وتم استهداف الشباب عبر «الدارك ويب»، ووصل صناع الشر إلى المواقع العادية على الإنترنت مثل غوغل واليوتيوب والفيسبوك والتيكتوك وغيرها من مواقع وتطبيقات، يتم الترويج فيها للعلاقات المحرمة، وينقاد الشباب وراء هوس السوشيال ميديا وتكوين صداقات مع نساء غريبة ورجال أغرب وكل من لديه أفكار سيئة يحاول نشرها لينتشر الشذوذ الفكري والأخلاقي.

كل أنواع الموبقات كل أشكال القتل كل أنواع الجرائم يتم ارتكابها عبر غسل العقول والسيطرة عليها ولم يسلم حتى الأطفال من شرور الشيطان الأكبر الذي نفذ إليهم عبر ألعاب إلكترونية تدعوهم للانتحار أو القتل أو السرقة عبر أبشع الوسائل وأصبح اللاممكن ممكنا وأصبح الأطفال في العالم يشاركون في الجرائم الكبرى وتجارة الأعضاء وغسل الأموال.

إن لدي قناعة أن الجيوش الهدامة في الإنترنت يقف خلفها دول ومنظمات لا يستهان بها، فهل آن الأوان لتحرك عالمي ضد قوى الشيطان؟! هل آن الأوان لمواجهة هذا الخطر المتجدد الذي تتضاعف قوته في كل ثانية؟! هل من الممكن أن تنجح الأمم المتحدة في تجنيد جيوش لمكافحة هذا الخطر العالمي الذي لن تسلم منه دولة حتى الدول غير المعلنة التي تقف وراءه؟!

قيل في التواصل الاجتماعي:

٭ إدمان العصر، وفقدان الخصوصية، وميدان لتفشي الشائعات

٭ سلاح ذو حدين، إما أن يكون وسيلة للخير، أو وسيلة للتدمير

٭ أداة للتعارف، وباب مفتوح على مصراعيه للانحراف

٭ في السابق كان الممنوع مرغوبا أما الآن فكل شيء أصبح مسموحا بيسر مقلق.

جمال النصرالله

رئيس جمعية العلاقات العامة الكويتية

شاركها.